مات الضميرُ الحيُّ في هذا الورى= وتحكَّمَ الإجرامُ والظُّلام
وتبدّل الإنسانُ وحشاً كاسرا=وتغيرّ المنهاجُ والأحكامُ
وافتنَّ باغي الشرِّ في تقتيله= للآمين كأنهم أغنام
فاق الحجارةَ قلبُهُ في قسْوَةٍ= وتوطّنتْهُ شِرَّةٌ وعُرَام
وإذا الأريجُ سُمومُ حقدٍ مجرم= كيفَ التنفُّسُ والهواءُ سَقَامُ
وتجوَّلَ الحِقدُ اللئيمُ بسُمِّه= في كلِّ ناحيةٍ لهُ إبرامُ
فكأنَّ هذا الروضَ قد عصفتْ به= ريحُ السَّمومِ فَألْوَتِ الاكمامُ
واصفرّت الأوراقُ ثمّ تناثرت= فوقَ الأديمِ كأنّـهـا الأوهامُ
ومِنَ البلية أن تراهُ مُضَلِّلاً= للرأيِ حتَّى لفّهُ الإبهام
أيظلُّ هذا الحقدُ ينفُثُ سُمَّهُ=أيظلَّ هذا الجرحُ لا يلتامُ؟!
ما كانت البِغثانُ تُصْبِحُ أنسراً= لو كان فينا جارحٌ مقدامُ
لكنَّ حكمَ الله فينا نافذٌ=ولكلِّ شيءٍ غايةٌ وتمامُ
لكنَّ حكمَ الله فينا نافذٌ= ولكلِّ شيءٍ غايةٌ وتمامُ