الإمام الشهيد حسن بن أحمد البنا
رجل في أمة - في الذكرى 75 لاستشهاده رحمه الله
أطْلِقْ عِنَانَ الشِّعْرِ ، و التِّبْيَانِ و اعْزِفْ لِقَلْبِي أعْذّبَ الألْحَانِ
وانْثُرْ على الأسماعِ ذِكْرًا عاطِرًا عَن عَبْقَرِيٍّ ، طاهِرِ الأرْدانِ
حَسَنُ السَّرِيرَةِ والهُدى ذاكَ الذي أنْشَا و أسَّ جَمَاعةَ الإخوانِ
وَسَطِيَّةٌ ، سُنِّيّةً ، سَلَفِيَّةٌ صُوفِيَّةٌ ؛ بِالعِلم و الإحْسَانِ
قامت على نَهج القُرَانِ و هَدْيَهِ مَعَ سُنَّةٍ لِلمُصطفى العَدنانِي
*********
حسَنُ بنُ أحمَدٍ المُحَدِّثِ يَنْتَمِي نَسَبًا إلى البَنَّاءِ ، بِاسْتِيقانِ
في ظل والدِه تَرَعْرَعَ في تُقًى و أتَمَّ حِفْظًا ، كامِلَ الفُرْقانِ
و بسِلك تَعليمٍ تدرَّجَ و ارتَقى و طوى المَراحِلَ فيهِ مَعْ إتْقَانِ
حَتَّى أتَى "دارَ العُلُومِ" لِيَغْتَذِي مِن عِلمها ، و فُنُونِها ؛ بِلَبَانِ
و بِها تَخَرَّجَ حائِزًا لإجازَةٍ بَعْدَ ارْتِضَاعِ العِلمِ و الإيمانِ
*********
ثُمَّ اغْتَدى مِن بَعدِ ذاكَ مُدَرِّسًا بِرُبُوعِ مِصْرَ ، بِهِمَّةٍ و إِرَانِ
مَعَ حِرفةِ التعليم قامَ بِدَعوةٍ لِلَّهِ ؛ في سِرٍّ ، و في إعلانِ
يَدعُو بقلب مُخلِصٍ مُتَحَرِّقٍ في قوله ، في الفِعلِ والإحسان
في حِكمةٍ في حُسن مَوعِظةٍ لَهُ في أمرِه ، أو نَهيِهِ ، سِيَّانِ
لَيلًا نَهارًا ، لا يَكَلُّ و لا يُرَى سَئِمًا ، و يُحْيِي الناسَ بالإيمانِ
و بِمَنهَجٍ مُتكامِلٍ ، بل شامِلٍ لِرِجَالِهم ، أطفالِهم ، نِسْوَانِ
جَذَبَ القُلُوبَ اسْلُوبُهُ و بَيَانُهُ لَقِيَ القَبُولَ ، و كُلَّ الِاسْتِحْسانِ
و خِلالَ عشرٍ ، أيَّدَتْهُ مَلَايِنٌ كانت تَضُمُّ "جَماعةَ الإخوانِ"
كانت - بِحَقٍّ - دَعوَةً قُدسِيَّةً "كُتِبَ الخُلُودُ لها مَدَى الأزمانِ"
بِالعِلم والإخلاصِ قام بِناؤُها و بِهِمَّة ، و عَزيمَةٍ ، و تَفَانِ
*********
لكِنَّ أعداءَ الهُدَى ضاقُوا بِها ذَرْعًا ؛ فَكَادُوهَا مَعَ الشَّنَآنِ؟!
مِن إنجِلِيزٍ، و اليهودِ ، صَهَايِنٍ و بَنُو الصليبِ ، كذا بنو عَلْمَانِ
في عَهد فارُوقٍ جرَى التنكيلُ بِالـ إخوانِ ، و التَّعذِيبُ ؛ لِلإذعانِ
لم يَشتفِ الأعداءُ مِن تَنكيلهمْ إلَّا بِقَتل المُرشِدِ الرَّبَّاني
فقَضَى شَهِيدًا بِاغْتِيَالِ عِصابَةٍ بِرصاصِ أهلِ الغَدرِ و العُدوانِ
بِرصاصِ مَأجُورِينَ مِن حُسَّادِه مِن كُلِّ أفَّاكٍ ، و كلِّ جَبَانِ
و مَضَى شَهيدًا في سَبيلِ إلههِ في رَكبِ أهلِ الصِّدقِ والإيمانِ
في سِلْكِ خَيرِ الناسِ بَعدَ الأنبِيَا و الصالِحِينَ ؛ مُقَرَّبِي الرَّحْمَنِ
في سِلكِ أحيَاءٍ و مَرزُوقِينَ في ظِلِّ الإلَهِ ؛ الواهِبِ الحَنَّانِ
مَعَ ياسِرٍ، وسُمَيَّةٍ ، مَعَ حَمْزَةٍ مَعَ فَخرِنا الفارُوقِ، مَعْ عُثْمَانِ
يا سَيِّدِي البناءَ ! دَعَوَتُكم غَدَتْ مَرفُوعةَ الأركانِ ، و البُنيان
أشجارُها الحَسناءُ باسِقَةُ الذُّرَى و قِطَافُها - لِلرَّاغِبينَ - دَوَانِ
و ثِمَارُها طابَتْ ، بِحَقٍّ أينَعَتْ و تَنَوَّعَت في الطَّعْمِ والألوانِ
قد عَمَّتِ المَعمُورَ في تأثيرها وهيَ الأسَاسُ لِصَحوَةِ الإيمانِ
فبِفَضلِها عادَ - النِّيَامُ - لِدِينِهِم غِبَّ ابتِعَادٍ عَنهُ ، بلْ هِجْرَانِ
وبفضلها وَعَتِ الشُّعُوبُ حُقُوقَها وغَدَت تَثُورُ على ذَوِي الطُّغْيَانِ
وتَرُومُ الاستِقْلَالَ في حُكْمٍ لَهَا كَيْمَا تُحَكِّمَ شِرعَةَ الدَّيَّانِ
وبفضلها قد حُرِّرَ الإنسانُ مِن مُسْتَعْمِرِيهِ ، و زُمْرَةِ الشَّيْطَانِ
و بفضلها عادَ النِّسَا لِتَحَجُّبٍ بَعدَ التَّعَرِّي و الفُجُورِ الجانِي
وبفضلها كُتبُ "الدِّيَانَةِ" أصبحت مَيسُورَةً ، لِلقارِئ اللَّهْفانِ
وبفضلها أضحَتْ وَسَائِلُ دَعوَةٍ مَوفُورَةً ، لِلقاصِدِ الظَّمْآنِ
بِحَوَاسِبٍ ، و هَوَاتِفٍ ، وذَوَاكِرٍ و إذاعَةٍ ، و صِحَافَةٍ ، بِتَدَانِ
*********
و لِعُمْقِ تَأثيرٍ لها مَعَ كَثرَةٍ لِلتَّابِعِينَ لَهَا ، بِجُلِّ مَكان
كادَ الطُّغَاةُ الحانِقُونَ لِأهلِها مِن مَدْخَلِيِّ وعَالِمِي السُّلطانِ
قد شَيطنُوهُم كي يُشِيعُوا مَكرَهُم و يُشوِّهُوا الإسلامَ في الإنسانِ
و يُطبِّعُوا لِعَلائقٍ بِصَهاينٍ وليُفسِدُوا في الأرض مَعْ إمْعانِ
ولِكَي يُذِلُّوا المُسلِمينَ بِحُكمِهم بِالعَسْفِ و الإرهاقِ ، كالعِبدانِ
و كَذا لِيُرضُوا أولِياءَ و سَادَةً لَهُمُو ؛ مِنَ الكُفَّار و العَلمَانِي
و لِيَقمَعُوا لِلمُنكِرِينَ عَليهِمو و الآمِرِينَ بِعُرفٍ، او إحسَانِ!
*********
فجزاكَ رَبِّي الخَيْرَ مِن إفضالهِ عَنْ أمَّةِ الإسلامِ ، و الإيمانِ
يَا رَبِّ ! أكرم نُزْلَهُ بِمَثُوبَةٍ وامنُنْ عليه - سَيِّدِي - بِجِنَانِ
و كَذا مُحِبُّوهُ ، و تُبَّعُ نَهْجِهِ أحسِنْ إليهِم بِالرِّضَا و أمَانِ
واكْبِتْ أعادِيَهُ ، وشَتِّتْ شَمْلَهُمْ و اجْعَلْهُموا عِبَرًا بِكُلِّ زَمَانِ
وسوم: العدد 1069