واليوم في الطوفانِ أغرقَ وهمَه = وبأنَّه المغـوار في الميدانِ
فاليوم ياعلماءَ أمُّتِنا أتى = زمنُ انتصارِ مُحطِّمِ الأوثانِ
أنتم قيادةُ أمَّــةٍ قد ساسها = مَن ينكرون مكانـةَ الفرسانِ
هوامش :
(1)الفلتان : الفَلَتانُ: الفوضى ، وغياب القانون والنظام والسلطة العادلة .
(2)كيوان : كوكب زحـل ، كناية عن سمو المجد الإسلامي ومكانته العالمية .
(3)أدال : أدال الشّيْءَ : جَعَله مداولة أي تارة لهؤلاء وتارة للآخرين . ( وتلك الأيام نداولها بين الناس) .
(4)الغيمة الوطفاء : الغيمة الممطرة ، والأعنان : النواحي ...
(5) الحديث : (إن الله سيهلك من بعدكم الجيش الذي سيغزو الكعبة، فيقول النبي ﷺ: (يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعثًا لمحاربته فإذا كانوا أي هذا الجيش ببيداء من الأرض خُسف بهم، فقلت: يا رسول الله - أم سلمة تقول -: فكيف بمن كان كارهاً ؟ قال : ( يُخسف به معهم، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته ) .رواه مسلم.
(6)التَّحنان : شدة الحنين .
جــاؤوا بـكلِّ قبائح الشيـــطانِ= وبكلِّ مــافي الكفـرِ من بُــــطْـلانِ
وبكلَّ إسفافِ التمادي في الهوى = يُـــؤتــــي أذى مــاكان لــلإنــسانِ؟!
وتـــمـرُّدٍ عــمَّــــا أتـــى مـــن بـــارئ = يدعــو إلى التوحيدِ والإيمــانِ
فاللــؤمُ للسُّفهـاءِ خُبْثُ طــويَّــــــــةٍ = زادتْـــهُ مكــــرًا لعبـــةُ الــــشَّيطانِ
لكنَّـــه الرحـــمنُ يحفــظُ أهــلَــه = أتبــاعَ مــــــــا قــد جـــاءَ في القرآنِ
إنَّ المبشِّرَ بالفــلاحِ مُحَمَّدٌ ﷺ = أمَّا الثَّبـــاتُ فمنهـــجٌ الفرسانِ
فَلَيدْنُ للقيــمِ الرفيعةِ شعبُنا = وَلْيَمشِ رغــم تقلُّبِ الحدثانِ
وَلْينهضَ الفتيان من غفواتهم = في اللهوِ والنزواتِ في الأحيانِ
وَلْتُبشرِ الأُسـرُ الكريمةُ بالمنى = وبــبــيــــتِــــــهــــــا الـــمُتـــألِّــقِ الفيـنانِ
فيه التآلفُ والمودة والهنــا = مافيه من إثـمٍ ولا بهتانِ
فيه الرشادُ على مناهجِ ملَّــةٍ = للهِ إسلاميةِ العنوانِ
لم يرضَ أبناءُ العقيدةِ أن يروا = هذا الفجورَ اليومَ في البلدانِ
فالأمـرُ لا يدعو إلى لهوٍ ولا = لضياعِ عُمْـرِ المــرءِ في الخذلانِ
مَن لـم يجدْ في العيشِ بابَ سُمُوِّه = فَلْيَـبْكِ حالتَه مدى الأزمانِ
لم يبقِ من هذي الحياةِ مسرَّةٌ = إلا إذا عِيْشَتْ على الإيمانِ
فالباقياتُ الصَّالحاتُ هي التي = تبقى مآثرُهـا لدى الرحمنِ
إنَّ السَّفاسفَ والتمتُّعَ في الهوى = يعني انغماسَ الناسِ في العصيانِ
ولنحنُ أبناءُ الذين ترفَّعُوا = عمَّــا يُــرَى من لذَّةٍ وأغاني
ومن التهور بالمفاهيمِ التي = باتت لكلِّ معربدِ شيطاني
دفنوا الفضائلَ في قبورِ فجورِهم = إذ لايرون سوى الفجور الدَّاني
ولعلهم لم يعرفوا غيرَ الذي = يودي لِتِيْهِ مرارةِ الإدمانِ
أنستْهُمُ الشهواتُ مجدَ حضارةٍ = في الأرض ربَّانيَّةِ الأركانِ
لم تـؤذِ مخلوقًـا ولمَّـا ترتكبْ = وزرًا بحـقِّ مكانــةِ الإنسانِ
هـو منهجُ الخلاَّقٍ في إسعادِهم = مـع مبتَغَى المخلوقِ يلتقيانِ
أما الذين اسْتُعْبِدُوا لجناتهم = واستسلموا للفاجـرِ الخــوَّانِ
فجزاؤُهم لو يعلمون جزاءَهم = يوم النشورِ بقبضة الديَّانِ
واللهِ لاحترقتْ لهم مهجٌ على = مافي الحسابِ لهم من الحرمانِ
هي يابن آدم جنَّةٌ أبديَّـةٌ = فيها الخلودُ يفيضُ بالإحسانِ
مالا رأتْ عينٌ ولا سمعتْ به = أُذُنٌ ولـم يخطرْ على الأذهانِ
ونعيمها الأزلي لايفنى ولا = يبلى وليس يُباعُ بالأثمـانِ
هـو جودُ ربِّ العرشِ جلَّ جلالُه = ما فيه من نصبٍ ولا أشجانِ
أنَـا لن أعدِّدَ ما بجنَّاتِ لِمَن = قد نالَها إذْ فـازَ بالفينانِ
من حُلوِها وجمالهـا وعذوبةٍ = أبهى وأنــدى من الربيعِ الهاني
أنا لَـم أجدْ كلماتِ وصفٍ ناسبَتْ = مافي بهاءِ الأٌنسِ والرضوانِ
فالأبجديَّـةُ في الخلودِ ينالُها = مَن عاشَ في الدنيا على اطمئنانِ
لعِبادةٍ محمودةٍ وتشوُّقٍ = لِلِقــاءِ بارئــه بلا عصيانِ
فانهضْ إليها مؤمنًـا في سعيِه = واحـذرْ نهوضَ الواهنِ الحيـرانِ
فمصيرُ هذا في القيامةِ مُحـزنٌ = مثل الفراشِ مـقطَّع الأرسانِ
لم يــدرِ أين طريقُه وإلى متى = يبقى كما المبثوث في الدورانِ
جاءت رسالةُ أحمد الهادي هُدى = للعالمين جليَّـةَ العنوانِ
وهـفتْ فلبَّتْ أُمَّــةٌ مختارةٌ = يومًــا نداءَ رسولِهـا العدناني
واستعذبتْ حُلوَ البيانِ وجاهدت = فطوتْ زمانَ عبادة الأوثانِ
وبهديِها انطفأت لقومٍ نارُهم = نارُ المجوسِ بسالف الأزمانِ
وتقهقرَ الأعــداءُ ممَّن جابهوا = فرسانَ أمَّتِنِا من الرومانِ
وأتتْ سحائبُ رحمةٍ ومودة = للناسِ كلِّ الناسِ في البلدانِ
لم يبقَ طاغوتٌ يُعَبِّدُ قومَه = أو يبقَ مجترئٌ على القرآنِ
سادَ السلامُ العالَمَ استهدى بما = في الدِّينِ من نورٍ ومن عرفانِ
واليومَ أُمَّتنا تغطُّ بغفـوةٍ = ثقلتْ على الأرواحِ والأبدانِ
وأتى الطغاةُ على مغانيها وقد = سادَ الأثيمُ برحبِها المزدانِ
واستأسدَ الشِّرِّيرُ في أحيائها = إذْ آلَ أمــرُ الناسِ للخــوَّانِ
أما العدوُّ فقد تغلغلَ بأسُه = فيها بسمِّ المكرِ والأضغانِ
لكنَّها نفضتْ غبارَ هوانِها = وأثارت العزماتِ في الركبانِ
هذي حماسُ وجندها قد حطموا = صنمًا وَهُــدَّ لكثرةِ الأعـوانِ
فاليوم يبكي لاعـزاء لخطبِه = وكيانُــه الواهــي بغيرِ أمــانِ
ستزولُ إسرائيلُ ماكانت سوى = رمـزٍ لأهلِ الشَّرِّ والعدوانِ
شحنوا مخالبَها وخلُّوها أذى = للمسلمين بقدسِنا الفينانِ
والمسجدُ الأقصى ليأنفُ أن يرى = من هـم بغوا في طاهرِ البنيانِ
والأسدُ أسدُ المسجد الأقصى لهم = للحشدِ حشدِ البغيِ والشيطانِ
للشَّرِّ بالمرصادِ مابرحوا هنا = رغــم العُتُـوِّ لزمــرةِ الطغيانِ
يالهفة تجري بأحناءِ لهم = ماردَّها هذا البغيضُ الجـاني
فـوري لظى ، وتألقي ومضًا فقد = طالَ الهجـوعُ ولــجَّ بالشُّجعانِ
واسقي القلوبَ من الشريعةِ بلسمًا = يشفي صدورَ شبابك الظمآنِ
أيامُ عـزِّك يابلادي فـوَّحَتْ = بالعـزِّ بعدَ الوهن والخذلانِ
ولَّتْ ليالي الخوفِ من طغيانِهم = ومن الوحوشِ وشدقِها الجوعانِ
والعصرُ ماعادت لياليهِ لهم = للخمرِ والأهــواء والألحــانِ
أو للقبائح والرذائل إنَّهــا = ستحورُ للمستنقعِ الشيطاني
فلقد وعت ياصاحِ أُمَّتُنـا وقد = علمتْ حظوظَ قيادةِ العبدانِ
مَن ردَّ أهلَ الفضلِ لم يرضوا أذى = للناسِ أهلُ خيانة الأوطانِ
فالأمةُ اشتاقتْ لأيام الهدى = ولمجدِها الفوَّاحِ بالريحــانِ
ولعزِّها والعزُّ من سمةِ الذي = يأبى حياةَ الوهنِ والإذعـانِ
كانت تنيرُ الداجياتِ بدينِها = وبفضلِ نورِ الفخرِ في القرآنِ
مَنْ قالَ إنَّ الدِّينَ رجعةُ خاسر = إذْ لايرفُّ الزهـوُ في الأجفانِ
كذب الدَّعيُّ بما ادَّعى فشريعةٌ = جاءت برحمةِ بارئ الإنسانِ
فيها الأمانُ وللفضائل قد دعتْ = لا للأذى والشَّرِّ والحرمانِ
باءت حضارتُهم بكلِّ قبيحةٍ = ووسائل التدميرِ والطغيانِ
وبآلة الإرهابِ إذ قذفوا بها = بيدِ العُتُــوِّ مرابعَ اليابانِ
واليوم دمَّرت المدافعُ غــزَّةً = والطائراتُ تزيدُ في ذا الشَّانِ
ومذابحٌ تجري بغزَّة ما ونَتْ = ومقاصلُ الأعــداءِ في بغدانِ
والشَّامُ ما زالتْ تئنُّ فجرحُها = والجرحُ منبجسٌ بكلِّ أوانِ
وهي المآسي صنو ذا اليمنِ الذي = ذاق الأسى من كأسه الريَّانِ
هي هجمةُ الدول العريقةِ بالأذى = وبظلِّ حكمٍ جائرٍ خـوَّانِ
وهي الحروب لأجلِ مهلك أمــةٍ = منذ القديم تُشنُّ في الأحيانِ
وهي التي هبَّت بدينِ نبيِّها = ليحيطَ أهـلَ الأرضِ ظلُّ أمانِ
ويرى به الإنسانُ جدوى عيشِه = في عالَمٍ رغم البهارجِ فانِ
أين الذين استأسدوا وتفرعنوا = واستنسروا في تلكم الأعنانِ ؟!
أين النياشين التي ماعبَّرتْ = إلا على الُّذُّلِّ المقيتِ الواني
أين الطبولُ تدقُّ للبطلِ الذي = قادَ البلادَ بمكرِ لــؤمٍ ثــانِ ؟!
يا أمَّتي أبكيكِ كلَّ عشيَّةٍ = والليلُ تألفُ سهدَه عينانِ
بئست ليالي الظالمين شعوبَهم = فدعاؤُها ما جَــفَّ في الحَدَثانِ
تأوي القلوبُ الموجَعَاتُ لربِّها = في جـوفِ ليلٍ حالــكِ الأحـزانِ
بدماء مَن قُتِلُوا بغيرِ جريرةٍ =وأنينِ مَن فقدوا المعيلَ الحــاني
ووجومِ أسرة ثاكل فقدت لها = مَن كان فارسُها مع الفرسانِ
يحمي الذِّمارَ إذِ افتدى بدمائه = أهـلا وهل للأهـلِ من شريانِ
هـو مَن يُجدِّدُ كلَّ يومٍ سعيَه = كيلا يُصابوا من أذى الحرمانِ
أما العدوُّ فمجرمٌ متوحشٌ = نبذتْهُ دنيا الناسِ والأخـدانِ
ماكان إلا الشَّرَّ لايلوي إلى = قيمٍ تطيبُ وعاشَ للبهتانِ
ولعلَّ فصلَ وجوده بين الورى = آتٍ بلا ريبٍ على استحسانِ
تُطوى به ماكان من عبثٍ ومن = جَـوْرٍ ومن لـؤمٍ ومن كفـرانِ
قد جاءَ ذكرُ زوالـِه في الآي من = قرآننـا وبسُنَّةِ العدناني
صلَّى عليه اللهُ قد أبقى لنا = خبرَ المـآلِ لزمـرة الشيطانِ
قصمتْ تجبُّرَه كتائبُ غــزَّةٍ = ورمته يوم الزحفِ للديدانِ
قد بورك الأبطالُ أحفادُ الأُلى = أهـلُ الجهادِ اليومَ في الميدانِ
اليومُ قد دارَ الزمانُ فلم تجـدْ = للمجرمين سوى مُـدى الشجعانِ
عادت إلى الدنيا الكئيبةِ أمَّــةٌ = تحيي مواتَ ربيعِهـا الفينانِ
لم ترضَ بالطاغي ليحكمَ شعبَها = ليذيقَ مــرَّ الضَّيمِ للسُّكَّانِ
اللهُ ينصرُها ويكسر هيبةً = كانت لأهـلِ البغيِ والسُّلطانِ
فضحتْهُمُ الأيامُ ما أبقت لهم = سترًا يغطِّي عـورةَ الفَلتانِ (1)
هي أُمَّتي وأنا الفخورُ بمجدِها = إذ صاغه الإسلامُ في كيوانِ (2)
فنأى بكسرى عن فسادِ ضلالِه = وأدالَ سوءَ عقائدِ الرومانِ (3)
لم يشهد التاريخُ في هذا الصَّدى = إلَّا لأمتنا مــدى الأزمــانِ
فلها العنايةُ من إلــهٍ قادرٍ = فاختارَها للفضـلِ والإحســانِ
فسعتْ تنيرُ الداجياتِ بهديِها = فاشتاقَ رحمتَهــا بنو الإنسانِ
كانت لياليهم ظلامًا دامسًا = بالجهلِ والبغضاءِ والشَّنآنِ
فأتى رسولُ اللهِ يحملُ دعــوةً = سمحـاءَ ربَّانيَّةَ التِّبيانِ
يهدي بها الناسَ الذين تعبَّدُوا = للمالِ والشهواتِ والأوثانِ
واستعذبَ الأبرارُ هّـدْيَ مُحَمَّـدٍ = وتواثبوا للعــزِّ بعدَ هـوانِ
ومضى الشبابُ شبابُ نورِ نبيِّهم = في العالمين بزهوهِ القرآني
ماقادهم بغيٌ ولا ظلمٌ فلم = يُشهدْ على الأبطالِ بالعدوانِ
بل أنقذوا أمَمًــا تغشَّاها العنا = ورمـى بها الطاغوتُ كالعُبدانِ
وحموا شعوبَ الأرضِ في أيامهم = من جَــوْرِ طاغيةٍ وحقدِ جبــانِ
وإذا المرابعُ والمغاني استبشرتْ = بالغيمةِ الوطفاءِ في الأعنانِ (4)
والخيرُ أقبلَ والبلادُ تنفَّستْ = بعدَ التَّصحُّـرِ في المـدى المزدانِ
فربتْ بواديهـا وفاحَ عبيرُها = والعيشُ طابَ بأفقِهـا النشوانِ
وتنعمتْ كلُّ الشعوبِ بخيرِها = وبأمنِهـا الأوفى بكلِّ مكانِ
وأفاضَ رضوانُ الإلــهِ على الورى = فترى نعيمَ الأُنسِ في الأبدانِ
كانت سرايا أمَّـةٍ ولعلَّهـا = سقيا ربيعِ الشِّرعةِ الهتَّـانِ
لاتعرفُ الطغيانَ إذ ما يمَّمَتْ = فالشرقُ مَـعْ ذا الغربِ يلتقيانِ
نِعـْمَ السَّرايا آلَ مَن وجدَ الهدى = في الشَّرعِ إلا أن يكون الـدَّاني
من أهلها من صدقِها من رحمةٍ = لَمَّــا تزلْ رمزَ السُّمُوِّ البانــي
واليوم أحفادُ الأباةِ تحـرَّروا = من قيد طاغوتٍ ولؤمِ جبانِ
واستبسلوا دون الكرامةِ شأنُهم = شأنُ الذي لـم يرضَ بالخُـوَّانِ
واليوم ياعلماءَ أمَّتِنا لكم = عهدٌ تجدِّده يــدُ الإيمانِ
ماغـرَّ أهلَ الفضلِ منكم منحةٌ = من صاحب الأموالِ والتيجـانِ
أو باعَ من قدسيَّةِ التقوى لمَن = ساقتْهُ أهواءُ العدوِّ الجاني
الظلمُ والإفسادُ والإرهابُ قد = دارتْ نوازلُها على الأوطانِ
والأرضُ تشكو من طغاةٍ هَمُّهم = قتلُ الإباءِ بأُمَّةِ الفرقانِ
فرسانِ دينِ الله جندِ مُحَمَّـدٍ = أهلِ الفـدا في غُمَّة الميدانِ
أهلِ العقيدةِ أدركتْ شجعانَها = في الفكرِ لافكر العدوِّ الجاني
فتبرؤوا ممَّـا يضرُّ بنهجِها = كالزَّيغِ والإلحادِ والهذيانِ
واللهو والترفيه والترفِ الذي = أعمى بصائرَ نخبةِ الشيطانِ
ومساوئ الفُسَّاقِ والفجار في = سوقِ الرذائلِ في زوايا الحــانِ
من غربِ دنيانا أتت أقذارُها = والشرقُ بات فريسةَ ذا شــانِ
راموه صيدًا في زمانِ هجوعه = تلكم لعمري شيمةُ الذُّؤبانِ
والشَّرقُ يأبى أن يغيِّرَ دينَـه = دين الهدى والعــزِّ والإيمانِ
شطحات من كفروا ومذهبُ مَن بغوا = باؤوا بما مكروا إلى الخسرانِ
فالشرقُ لم يحفلْ بما صاغوا وما = كادوا من البغضاءِ والشَّنآنِ
الشرقُ بالإسلامِ أشرقَ نـورُه = فحبا به الأيامَ بالتحنانِ
جهةٌ هو الشَّرقُ المتوَّجُ بالهدى = بين الجهاتِ وفازَ بالإحسانِ
فهفت إليه الأربَعُ الأخرى لِمـا = في خيره من جـودِه المزدانِ
هذا هو الإسلامُ أنقذَ أمَّــةً = إذ لم تكنْ في الخَلْقِ بالحسبانِ
واليوم أيقظها الإباءُ بغــزَّةٍ = فاستعذبتْ صوتَ الهدى الربَّاني
واليوم تقتحمُ الحصونَ كتائبٌ = من خيرة البلدانِ والفرسانِ
لم تخشَ فوق الأرضِ قوةَ ظالمٍ = أبدا ولم تخضعْ لذي طغيانِ
إنَّ القوى الكبرى حكايةُ طامعٍ = بالحكمِ تحت إهانةٍ لجبـانِ
ماكان كالأبطالِ خاضوها لظى = أو عاشَ في دنياهُ ذا وجـدانِ
ذهب الذين تهيَّبتْ تكبيرَهم = تلك الجيوشُ وأدبرتْ لهـوانِ
ياربِّ آثرنا ولا تؤثرْ على = أهلِ اليقين يــدَ العدوِّ الجانــي
وهـو الجهادُ ولم يزل عنوانَنا = في وجهِ كلِّ مضلِّلٍ علماني
ولعله ياربِّ يُبدلُ حالَنـا = ببشارةٍ فيما روى الشيخانِ
سبحانك اللهم لم نعبدْ سِواك . = . وحسبنُا ما جاءَ في القرآنِ
فلقد كفرنا بالمذاهبِ كلِّها = وبكلِّ مافي الرأي من روغـانِ
وبكلٍّ سوءِ بضاعةٍ شرقيةٍ = وعباءةٍ غربيةِ الألوانِ
ولنا الذي ترضاهُ ياربِّي ولنْ= نرضى بغيرِ الوحيِ في الأزمانِ
والناسُ في دنيا البريَّةِ أقبلوا =شوقًا لِمــا في شرعِنا الفينانِ
لمجدِّدِ الـدِّينِ الحنيفِ دعـاؤُنا =بالنَّصرِ والتمكينِ في البلدانِ
حيَّاكَ ربُّـك يا أخا الوعدِ الذي = قد هـلَّ يثبتُ صحَّةَ التِّبيانِ
والناسُ من زمنٍ تحدثُهم بـه = لا بالخيالِ وفتنةِ الشيطانِ
فاللهُ بارئهم يهيبُ بتوبةٍ = تمحو ذنوبَ عقوبةِ العصيانِ
قد أوغلوا في الموبقات ودنَّسوا = نفسًا بزيفِ المأثمِ الفتَّانِ
واليوم تغشاهم ملاحمُ غــزَّةٍ = بيقينِ مقدامٍ بهـا متفاني
لايرهبُ الموتَ الزؤامَ فإنَّـه = لشهادةٌ تفضي بـه لجِنـانِ
دنياهُ تفنى والحياةُ رخيصةٌ = ولديه يوم الزحفِ عنوانانِ
إما انتصارٌ للعقيدة شأنُها = أسمى من الأمـوالِ والتيجانِ
أو جنَّةٌ للمدلجين تزيَّنتْ = بالحور والولدانِ والرضوانِ
فإليهما في القلبِ فاض حنينُه = وافرحتاهُ بأعـذبِ التَّحنان