هوامش :
(*)السوسن : السَوْسَن أو الرَفِيْف (باللاتينية: Iris) هو جنس نباتي ينتمي إلى الفصيلة السوسنية يزرع لأزهاره الجميلة. تنتشر معظم أنواعه في العالم القديم. يوجد منه أكثر من أربعين نوعاً واطناً في بلاد الشام.
تقدَّمْ أخـا الصَّبرِ إنَّـا هنــا = نعيدُ إلى عصرِنا مجدَنا
فأهـلُ الضَّلالِ وأهلُ الفساد = وكان العَداءُ لهم ديدنـا
فهاجوا على أُمَّـةٍ لـم تزلْ = مناطَ المآثرِ في كونِنَـا
ألم تَــرَ أنَّ اليهودَ الذين = أذلَّهمُ اللهُ في ذي الدُّنــى
تَعَالوا ومَن حولهم آزروا = كيانًا تهاوى بأيـدٍ لَــــنـا
وربُّك يُخزي الطغاة اعتدوا = وراموا التَّسلُّطَ مابيننَـا
فداستْ حماسُ على رأسِهم = وجرَّتْ دعيَّ القوى موهَنَـا
برغم البعيدِ العدوِّ اللدود = ورغم القريب قلى عــزَّنَـا
أهانَ القويُّ العزيزُ الحكيم = فراعنةً قـد رموا أمنَنَـا
فعاش العبادُ جحيمَ الشَّقاء = وذاقوا المرارَ الذي مسَّنَـا
فأطفالُهم رَهْن رُعبٍ ثقيل = وأما النساءُ فَقَيْدُ العَنَــا
وقتلُ أناسٍ وَهُـم في البيوت = وجرحى ألوفٌ فَسَلْ أرضَنَا
ومَن لاحَ في دربِه عــزُّه = فيأبى الهوانَ ويجفو الونــى
ونادى أخـاهُ التَّقيَّ الودود = وهذا الإخـا لــم شأنَنَــا
ودعْ عنك أهلَ الهوى والمجون = وأهلَ النفاقِ ومَن عقَّنـا
أولئك باعوا البلاد لِمَـن = سيجتَثُهم بعدُ إن هَيْمَنَـا
فربُّك يمكرُ بالظالمين = ويُؤتي الطغاةَ الردى معلَنَـا
ومن فضلِه جــلَّ ربُّ العباد = سيمحقُ جَمْعًا لهم أرعنَا
وجاءَ يريدُ لـنــا حتفَنا = فأرداه ربِّـي ومَن رامَنا
وقد أذنَ اللهُ للمسلمين = بردعِ الأثيمِ بمــا قد جنى
يحنُّ الأبيُّ لساحِ الجهاد = وهبَّ إلـى فضله مـؤمنَـا
وما العيشُ إلا نهوضُ الفتى = إلى موطنِ العزِّ لن يركنَـا
ويحلو الجهادُ ففيه ابتهاج = لنفسِ المجاهدِ نال المنى
ففيه السَّلام الذي لم يزل = سرابًا إذا لــم يُشَيَّدْ بنـا
ويشهدُ بالفضل للمسلمين = وبالأمنِ للخَلقِ تاريخُنَا
تناسوا لنا حقبًـا ظلَّلَتْ = روابيهُمُ أمس من خيرنَـا
فأيُّ هُــدى غير نورِ الكتاب = يفيضُ سخيًّا بطيبِ الهنَــا
فحسبُ التفاوت أن النعيم = تأرَّجَ بِــرًّا وكان لنــا
وجاءت رؤانا لمستقبلٍ = نضيرٍ يطيبُ لهم مسكنا
فلا تــرَ فيه سوى رحمــةٍ = وكل عسيرٍ غــدَا هيِّنَـا
وتجني الشعوبُ ثمارَ الإخــا = وتقطفُ من حقلِه الأثمنَـا
فعصرٌ لنا قد مضى بالنجاح = ونلنا به بالـوفا فخــرَنَا
وللمنصفين الذين ارتأوا = مناهجَ فضلٍ فعادت بنــَا
وجاء بهيًّا كوجه الصباح = كزهوِ الربيعِ على أرضنَـا
ويومُ الفلاحِ الذي لانــرى = عليه اكتئابًا بــدَا داكنَـا
أُخَــيَّ فصبرًا كصبرِ التُّقاة = فأهلُ المآثرِ حازوا الثَّنَـا
فطوبى لمَن جــدَّ في سعيِه = وقــرَّ بحقلِ الرضـا آمِنَـا
فلا تنكأنَّ الهمومَ الكبار = بصدرِ الأُباةِ وعِشْ مـوقنَا
بأنَّ الإلــهَ الحكيم العليم = من الخطبِ حقَّقَ آمالنَــا
ستُطوى ليالي الهوانِ العجاف = فربُّك ويحـك لـم ينسَنَـا
ففتـحٌ من اللهِ يأتي غــدًا = يغيِّرُ بالنَّـصـرِ أحـوالَنَـا
بيومٍ بـه ظلمـةٌ فانجلى = وتلقى الحقيقةُ عنوانَنَــا
تحثُّ الشبابَ لِسَبقِ على = مدارجِ عزمِ ويطوي العنـَا
فدينُك أولى بكلِّ الجهود = وكلِّ العطاءِ الذي جاءَنَـا
ودينُك أغلى من الصَّافنات = مسوَّمـةً بالهنــا والغِنَـى
فيومئذٍ أنتِ صنوُ الولاء = وصوتُ الرجاءِ الذي أحسَنَـا
وأوجعتَ خِبًّا أماط اللثام = عن اللؤمِ في قلبِـه دنْــدَنَـا
فبشرى لأهل الهدى إذْ جنوا = ونعم الأفاضلُ والمُجْتَنَـى
فعصرٌ يُجدَّدُ فيه النهار = ويغمرُ بالبِشرِ أرجاءَنَـــا
وهـلَّتْ به من حنايا الزمان = مثانيَ وحــيٍ أتــى مُعْلِنَــا
وفيه تثنَّى حديثُ الحبيب = فرائدَ فاحتْ هنا سوسنا (*)
فبورك في الشَّامِ أجنادُها = وألقتْ على المجدِ ريحانَنَـا
وليلُ الشآمِ بهـم مقمرٌ = ويحدو علاهـم بهـا معلنَــا
بأنَّ الشآمَ بلاد الهــداة = وأرض الرباطِ بأزماننَـا
فليست لِتُنسى برغم الخطوب = ورغم المصائب حلَّت بنـَـا
ولولا البلاءُ لغاب الرجاء = ومات الفداء الذي مــاونى
فحمدًا لربِّ الوجودِ الذي = يفرِّجُ مهمـا عتا كربُنَــا