وأنتم من سراةٍ ماتوانوا = إذا سمعوا بها صوتَ المنادي *
* سراة : السراة من كل شيء أعلاه و معظمه. ومن النهار : وقت ارتفاعه. وسراة الناس : نخبتهم المميَّزة .
على الرحمنِ ياقومي اعتمادي = ومن هّــدْيِ النبِيِّ حملتُ زادي
فهذا العصرُ فيه ذئابُ غابٍ = وفيه الطعنُ من دنسِ الأيادي
وفيه ترى الشرابَ كؤوسَ خمرٍ = لرائحِهم بلا خُلُـقٍ وغــادِ
يحبون المراقصَ والمَلاهي = وسوءَ الفعلِ في قــذرِ النوادي
عَلى لهــو وترفيهٍ حقيرٍ = بـه يحيا الفجور على التمادي
وحسبي ما تَبَقّى مِن ضميرٍ = به خيرٌ لدى بعضِ العبادِ
وتاه الناسُ في رهــج وضيعٍ = على وهــمٍ يقودُ إلى النفادِ
وهـاموا خلفَ زخرفةِ الأماني = بحُمقِ النفسِ يدفعُ للعنادِ
تقارعُ دينَنا مللٌ عليهـا = أتـونا بازدراءٍ وانتقادِ
وهـم أخلاطُ أقوامٍ أضاعوا = عقولا طُبِّعتْ من عهدِ عــادِ
على مافي الجحودِ لدينِ ربِّـي = من الأنكادِ للقومِ الشِّدادِ
ويمهل ربُّنا أهلَ المعاصي = ويلقون الهلاكَ بأيِّ وادِ
ونحنُ أولو العقيدةِ ماجزعنا = ولا ارتــجَّ الثَّباتُ أمامَ عــادِ
وتبصرُ في الكَريهَةِ جمعَ صِيدٍ = أتـاك ملبِّيا صوتَ الجهادِ
خُلِقنا للشهادة وهْيَ فخرٌ = لمَـن قد فازَ في ساحِ الجلادِ
وكَيفَ نخافُ والقرآنُ يُتلى = على مهجٍ لهــا أشهى مُــرادِ
ونفدي سُنَّةَ الهادي بعُمرٍ = وإنَّــا لا نبالي بالعـوادي
كفانا ظلمهم ذلا ورعبًا = وهذا لايُخيفُ أخــا اعتقادِ
نُصِرْنا قبلُ بالإسلام حتى = أتانا الناسُ حبًّـا بالرشادِ
فللإسلام في الأقوامِ شوقٌ = يحاربُه الطغاةُ إلى المعـادِ
فتبًّا للطغاةِ فما أرادوا = لكلِّ الخَلْقِ أفياءَ الــودادِ
سلوا أيامَ أزمنةٍ تقضَّتْ = وحُفَّتْ بالمودةِ والسَّدادِ
ولم يخلفْ عطاءُ اللهِ يومًـا = مدى الأيامِ وعــدًا من نفادِ
فدين الله للدنيا ربيعٌ = أتاهـا دائما بِمُنَـى البلادِ
فيا أحفادَ مَن سادوا البرايا = ألا هبُّـوا فتبًّـا للرُّقادِ
تركتم شأنَكم بيدَيْ أثيمٍ = عديم الرأي مذموم اعتقادِ
أترضون القبيحَ وقـد رأيتُم = فعائلَه الذميمةِ في العبادِ
وأغرقتِ البلادَ صنوفُ بغيٍ = ونارُ في دجاها باتِّقــادِ
أتاها قبلكم بالدِّينِ يومًـا = رجـالٌ دينُهم أغلى عِـمـادِ