أبشري ... أُمَّة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم
لأنَّكِ لم تَخدعي مَرَّةً = لأنَّكِ لم تظلمي عُنوةً
لأنَّكِ أنتِ تواضعْتِ إذْ = ملكتِ المدى حِقبةً حقبةً
لأنَّكِ لم تحقري ذاتَ يوم = شعوبًا ، ولم تخفري ذمَّةً
لأنَّكِ لم تشمخي كبرياء = ولم تضرمي في جوىً حسرةً
لأنَّكِ أمنٌ لكلِّ الأنام = ولا ترتضينَ لهم وحشةً
لأنكِ لم تغضبي للهوى = تُساقُ الرزايا به صفعةً
لأنَّكِ أنتِ اختيارُ الذي = حباكِ بنورِ الهدى رِفعةً
لأنَّكِ لم ترغبي أو تَرَيْ = غُلُوًّا لمجدِكِ أو شهرةً
لأنَّكِ لم تُرهبي غافلا = ولم تستحلِّي لهم حُرمةً
لأنَّكِ وجهٌ بهيجُ الرُّؤى = أحالَ رحابَ الورى جنَّةً
لأنَّكِ في زمنٍ مظلمٍ = لقهرِ الشعوبِ رمى رميةً !!
نراهُ وفيه الأفاعي بغتْ = وفيه الذئابُ عوتْ خِسَّةً
وفيه النفاقُ الذي قد كسا = بلادا ومزَّقَها جهرةً
فطابتْ ــ وحاشا ــ بهذا الونى = وزادَ التنائي لها فرقةً
لأنَّ النظامَ المُرجَّى بغى = فأضعفَها أُمَّةً أُمَّةً !
***= ***
فيا أُمَّةَ المصطفى أبْشري = فربُّكِ أعطاكِها عــذْبَــةً
لأنَّــــــــــكِ أهـــــــــــلٌ لقـــــرآنِـــــــــــــه = وقد نلتِ في نورِه عِزَّةً
فقومي : انجلى أُفقُ أهلِ العلى = ولا ترهبي في السُّرى ظلمةً
تمـجُّ الحِجى في زمانِ الأسى = مشارعَ تُؤذي الورى مُرَّةً
تبيحُ الحرامَ ولا ترتضي = بآياتِ بارئِها حُلوةً
وهذا زمانُ اعتدادِ القُوى = بما ملكتْ ــ ويلها ــ قوَّةً
لقد غضبَ الَّلهُ من بغيِها = على الناسِ في ملكِه غضبةً !!
لأنَّكِ يا أُمَّةَ المصطفى = سألتِ إلهَ الورى عزمةً
فقومي تَخَطَّيْ بحفظِ الإله = على طولِ وعْرِ الدجى عثرةً
أعيدي فخارَك ، وارْقَيْ به = كفاكِ لدينِ الهدى جفوةً
لكِ اللهُ يا أُمَّتي إنَّها = لَغُمَّـةُ كربٍ تلتْ غُمَّـةً
تناديكِ أن أبشري إنَّه فإن العدوَّ الحقودَ الحسود وأما الطغاةُ الجناةُ فباؤوا فهـاهـم وأذنابُهـم مهطعين يضيقُ على الصَّالحين الطريق= لَفتحٌ قريبٌ أتى مِنـــَّةً
سيلقى عـواقبَـه حســـرَةًبعــارٍ ولـم يجدوا فــرحــةًومَن أنكروا مجــدَنا خِلسةًويفرجُها ربُّهـم نُصـرَةً
***= ***
فياربِّ ضاقتْ ، وأنتَ الذي = تُرَجَّى ، وتمنحُها فرجةً
وياربِّ أدمتْ قلوبًا لنا =وقرَّحَ عاصفُها مقلةً
أغثْ يا إلهي ، وردِّ العدا =بمقتٍ وخزيٍ لهم ذلَّةً
وأيِّدْ بجندِك جندِ السماء =جنودًا لدينِك ، أو عصبةً
هو الكفرُ دلهمَ من فوقِنا =وفي كل صوبٍ بنى جبهةً
ولسنا نشكُّ بنصرِ الكريم = ظنونَ نفوسٍ غدتْ سُبَّةً
وحقِّكَ لولا الرجا زُلزلتْ =قلوبٌ لنا ، وطوتْ صفحةً
ولكنَّها الوقفةُ اليومَ ليس =نرى غيرَها ــ ويحنا ــ وقفةً
فإمَّا انتصارُكَ للمسلمين =ومحقُ العدوِّ بغى عُنوةً
وإمَّا ؛ ولستُ أُطيقُ البيان =وكيف! ولمَّـا نجدْ حُجَّــةً
* نشرت في مجلة المجتمع ــ العدد 1475ــ تاريخ 24/8/1422هـ
وسوم: العدد 1072