فكم رمى حصنَها العالي أخو سَفَهٍ = وكم أتى حاكمٌ بالظلمِ يرميهـا
وكم غـزا أهلَهـا قومٌ وقد كفروا = فردَّهم بثيابِ الخِــزيِ أهلـوهـا
فايقنَ المفتري أنْ لم يكنْ فَطِنًـا = فشرعةُ اللهِ لايجدي تجافيهـا
ومَن أتى لحماها رامَ بعثرةً = ألفتْ نوازعُه ثكلاً بأيديهـا
الدِّينُ باقٍ وهذا الفسقُ مرتحلٌ = وأهلُـه والمخازي في فيافيهـا
يرعون كالبهم ماهشَّتْ به عللٌ = تناثَرَ المُجتَنَى من كفِّ مُرديهـا
وفرطوا برحاب القدسِ وانتسبوا = إلى الصهاينة الأشرارِ جانيهـا
تسلطوا وعلى أهلِ البلادِ بغوا = وأيَّدوا المجرمَ الملعونَ يرميها
هـوامش :
(1)الخِبُّ : خَبَّ : رَجُلٌ خِبٌّ: خَدَّاعٌ. ( لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خِبٌّ وَلاَ خَائِنٌ)عَمَلٌ فِيهِ خَبٌّ: فِيهِ غِشٌّ، خُبْثٌ، خِدَاعٌ، فَسَادٌ . الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ ، وَالْكَافِرُ خَبٌّ سَئِيمٌ. خِبُّ الْبَحْرِ: هَيَجَانُهُ، اِضْطِرَابُهُ.
(2)اجتــرَّها : اجتر اجترارا : يقال : لَمْ تَتَوَقَّف البَقَرَةُ عَنِ الاجْتِرَارِ : وهـو إعَادَةُ مَا فِي بَطْنِهَا وَمَضْغُهِ مَرَّةً ثَانِيَةً .
شريعةُ الله لـم تذبلْ مغانيهـا = ولن ينالَ علاهـا مَن يعاديهـا
ولن تبدِّدَ أَضغانُ العـدا ألَقًـا = ينيرُ وجهَ المدى أمنًـا تجلِّيهـا
لكنًّه الخِبُّ يغريهم بزخرفِهـا = وبالعداوة للإسلامِ يؤتيهـا(1)
وشاءَ ربُّك ربُّ العرشِ رفعَتَها = وينصرُ اللهُ نصرًا مَـن يواليها
هي العقيدةُ إسلاميَّة شمحتْ = بالأوفياءِ وإنْ جلَّتْ مآسيهـا
هيهاتَ تفنى وروحُ القدسِ أنزلها = على النَّبيِّ وقد طابتْ مـراميـها
ويحفظُ اللهُ هذا الـدِّينَ من عبثٍ = ومن حشودٍ وقد خابت نواصيهـا
ومن فلاسفةٍ ماتت ضمائرُهم = وأدركوا خيبةً شُلَّتْ مواضيهـا
وقال قائلهم والحيرةُ امتلكتْ = شدقيهِ مالي أكونُ اليومَ شانيهـا !
أذلَّـه الله في الدنيا وقد خسرتْ = فيهـا تجارتُه والرِّيـحُ تسفيهـا
ألا فأوجز لأهلِ العُهرِ خستَهم = وأنهم همـلٌ عاشوا الخنـا فيهـا
لياليَ السَّفهِ المنبوذِ مابرحتْ = للقومِ تنبئُهم توبيخَ مُسديهـا
ماكان للرقصِ والترفيهِ من قيمٍ = سوى انحطاطٍ لأخلاقِ تواتيها
فليس للمجدِ والتاريخِ إن كتبَا = لها سوى سخطٍ يمليهِ حاديها
ومَن يبـعْ مجدَه المنشودَ ساقطةً = فقد غـوى ولقد شُلَّت أياديهـا
لايقبلُ المجدُ إلا ذا مناكفةٍ = للموبقاتِ ولا يرضى بمــا فيهــا
فمن أتاها فقد ضاعت مكانتُه = ومَن قلاهـا رأى في الطُّهر ترفيهـا
فحاذرِ اللهوَ فالآناءُ تكتبُه = وليس يفلتُ منها مَن يُـواتيهـا
فدينُنا دينُ تقوى لايجانبُها = إلا الشَّقيُّ ويحيا لايراعيهـا
أقامَ شهوتَه العمياءَ ملجــأه = فنالَ خيبةَ عمــرٍ كان يـدريهـا
لكنَّه اجترَّها كالبهم يمضغها = وربما طعمُها أغـرى تعاطيها(2)
لكنَّها ساعةٌ مـرَّت وقد تركتْ = لفاسقيها مرارَ القبرِ يرويهـا
واللهِ لـو علموا حقًّـا عواقبَها = لقبَّلــــــــــــــوا كفَّ فـــــــــذٍّ لايــــــزكِّيهـا
وقد خلتْ من محيَّاهـا ضمائرُهم = فضيَّعوهــا هوانًا ثُـمَّ تسفيها
وآثروا أن يروا كرسيَّهم سندًا = لِمَن أرادَ لهـا هدمًا يواريهـا
لأنَّـه اليومَ حاميهـا فواسفي = إذْ باتَ ذا الخبُّ حاميهـا حراميها
المشتكى لإلـه العرشِ بارئِنـا = على تخاذلِ مَن بالقدسِ يلهونـا
نصيبُهم غضبةُ الديَّان تمحقُهم = فلم تذر منهُمُ في النُّذْرِ قاليها
فمدُّ طوفانِهـا أثباجُه غمرتْ = نارَ الخيانةِ يغشاها ويطفيهــا