مِنَ اليهودِ يَهودٌ لو تَهوَّدتِ الـ=ـدُّنيا لكانوا عليْها أَهْوَدَ البَشَـرِ!
لا أقصِدُ العِجلَ والتلمودَ والمِشنـا=لكنْ قلوبًا من الديدانِ والحَجـرِ
فمنهمُ صاحبٌ لي كنتُ أحسَبُـهُ=وكانَ ألْأَمَ من يَقتصُّ مِن دُبُـرِ
ومنهُمُ ثعلبٌ يُخفي بِجُبَّتِـهِ=سِكِّينَهُ، وطِباعُ السُّوءِ في البَصَـرِ
لو استطاعَ إلى المِحرابِ مِنْ سَـرَبٍ=كفَى المَجوسيَّ سَفْكَ الرُّوحِ مِن عُمَـرِ
ومنهُمُ حَيَّةٌ إبليسُ قال لهـا:=عِشقي خُناثةُ، كونِي النارَ للشَّـرَرِ
ومنهُمُ قومُ سَوْءٍ بالصَّغارِ رَضُـوا=كأنهمْ عُجِنُوا بالدُّونِ والصِّغَـرِ
واشُونَ لو أنهمْ كانُوا بغزَّةَ، كـا=نُوا وَيْلَ غزةَ نَبْلَ الغَدرِ للوَتَـرِ
ومنهمُ – وهُمُ كُثْرٌ – عبيدُ مَنِ اشْـ=ـتراهُمُ طمَعٌ كالتِّبْنِ والبَقَـرِ
ومنهمُ – وهُمُ كُثْرٌ كذلك – مـَنْ=لا شيءَ يَحجُزُهمْ عن أكبرِ الكُبَـرِ
صَكُّوا بِكَفٍّ على كفٍّ، فحِلْفُهُـمُ=مَكرٌ وجُبنٌ وزورٌ بالنفـوسِ زَرِي
وأنتَ منهُمْ إذا غاظتْكَ مِنْ حَنَـقٍ=هذي القصيدةُ، بعضُ الشِّعرِ كالإبَـرِ
أو قُلتَ: لا شكَّ هذا الوغدُ يقصِدُنِـي=إنَّ المُريبَ رَبيبُ الظنِّ والفِكَـرِ
أمَّا إذا قُلتَ: حيَّا اللهُ مِنْ رَجُـلٍ=هذا الفتَى! ووقاهُ السُّوءَ بالسُّـوَرِ!
فأنتَ مِنْ أَهلِ صَفْوِ الماءِ مُنتخَـبٌ=وماءُ أولاءِ قَيْحٌ شِيبَ بالقَـذَرِ
أدركتَ الَانَ لماذا غزَّةٌ ذُبِحَـتْ=يا صاحبي؟ ولماذا القدسُ في خَطَـرِ؟