الدِّينُ بستانُ الرخاءِ المثمرُ= وربيعُه بيدِ المآثرِ يزهـرُ
ورفيفُه القدسيُّ يحيي أنفسًا = عاشتْ بغيرِ نظامـه تتعثَّرُ
كالماء يحيي الأرضَ بعد يبابِها = وسِواه في قيم الهدى لايُؤثـرُ
والكوثرُ الدَّفاقُ يروي مَن أتى = يرويه من ظمأ وطاب الكوثرُ
ماشاء ربك قد جرتْ أقدارُه = فأدمْ يقينَك إنَّ ربَّك أقدرُ
ما إنْ ذكرْتُ الدِّيـنَ فانهالَ الضُّحى = فيض السنى وبه الحِباءُ الموسرُ
حيثُ ارتقتْ بهُـداهُ أُمَّتُنا وكم = بمزيَّـةٍ فيهـا عـلاهـا يُذكرُ
والدِّينُ روحٌ للحياةِ جليلةٌ = وسُمُوُّ هَدْيِ الله فيها يظهرُ
لولا الشَّريعةُ في يَدَيْ فرسانها = ماكان للقيمِ الرفيعةِ منبــرُ
فالفضلُ للإسلام في خيرِ الورى = يهدي البريَّةَ نورُه المُتَخَيَّرُ
طُويت به صحفُ السماء وقبله = جاءت ولكن قد طوتْهـا الأعصُرُ
بيدِ المضلين الذين استدبروا = ماكان من وحي أتى واستهتروا
خانوا عهود الأنبياءِ فحرَّفوا = ولفضلهـا الدرارِ باعـوا واشتروا
والدينُ دينُ اللهِ بـاقٍ لم يزل = وبختمه جاءَ النَّبيُّ يبشِّرُ
والدِّين عند اللهِ إن سألوا وإن = حاروا هو الإسلامُ كي يتذكَّروا
والله لم يقبلْ سواه ولم تجدْ = خيرًا لهم في غيرِه لـو أبصروا
وبغيرِه سوءُ المآلِ وحسرةٌ = يوم القيامة نارُها تتسعَّرُ
وبقيَّة الأحزاب والملل التي = جاءتْ بكفرٍ شأنُـه يُستنكرُ
وتهافتتْ نِحلُ الفلاسفةِ التي = تاهت بفكرٍ عن هدانا يـدبرُ
وَلْيَخسأ الإعلامُ سوَّقَّ شرَّها = والمفترون الزيفَ لم يتأخَّرُوا
العلمُ في الإسلامِ فرض لازمٌ = وبنورِه فاضَ الصَّباحُ النَّيِّـرُ
لايخدعنَّك مالديهم من هـوى = أو زخرفٍ فيه الوباءُ مُنَشَّــرُ
فحضارةٌ إن لم يصغْها مؤمنٌ = باللهِ لايُجدي لدينا المظهرُ
فسعادةُ الإنسانِ في ظلِّ الهـدى = فالأمنُ في حلل المباهجِ يُذخــرُ
تعستْ حضارةُ قتلِهم لشعوبها = وإبادةِ الخَلْقِ الذين استنكروا
وحروبهم ألقت ملايين الورى = في بحرِ بغيٍ بالدما يتفجَّرُ
أما السلامُ ومجلس الأمن الذي = صاغوه شأنُهما الغطاءُ المنكرُ
وأرى الزمانَ وقد تعوَّذَ منهمُ = ستدورُ دورتُه ويبقى الجوهـرُ
والأرضُ لاتبكي عليهم إنهم = رجسٌ طغى ولريحِــه تستنكرُ
مَن حارب الإسلامَ لم يلقَ الهنا = وشديدُ ساعدِه المتينِ سيُكسرُ
بل جُـنَّ إذْ ألقى الهداية خلفَه = وانساقَ هذا الأرعن المستكبرُ
غرَّتهُمُ الدنيا وما لغرورِهم = إلا جهنَّـمُ في لظاها يُسجرُ
وهـو الهدى لو يعلمون طريقَه = لأتوهُ حبوًا إذْ مــداهُ الأنضرُ
ماذا يريد الناسُ في دنيا لها = ولهم نهايةُ فترةٍ لاتُذكرُ
وسيقسمون بأنهم لم يلبثوا = فيها سوى ستينَ لا تتكرَّرُ
وهي الدقائقُ كلُّها في ساعةٍ = تمضي وحشدُ المنكرين سيُقبرُ
ياناسُ ثوبوا للكريم فإنَّـه = ربُّ رحيمٌ للمنيبِ يُبشِّرُ
واللهُ يرحم مَن أتاه بتوبةٍ = تمحو الخطايا والمآثم تُغفرُ
وبلادُنا فيها الرخاءُ ولم تزل = رغم الطغاةِ بدينِها نستبشرُ
وبرغـمِ غـزوٍ حاقدٍ : أبناؤُها = هـم بالحنين لمجدها لم يفترُوا
والدِّينُ ينهضُ بالبلادِ وأهلُـه = في سوقِ مجدٍ غامرٍ لـم يخسروا
حيثُ التَّنادي كي تعودَ عزيزةً = وسوى العقيدة غيرُها لايُذكرُ
طوبى لنا بالدِّينِ هـلَّ سحابةً = سقت العبادَ وخيرُا لايُدبرُ
وبظلِّ شرعِ اللهِ عــزَّ إباؤُنا = يحمي البلادَ من الأذى ويحـذِّرُ
والفتحُ يومئُ بانحسار فسادِهم = وقوى الضَّلالِ وإن تمادتْ تخسرُ
اللهُ أكبرُ فاصفعي يا أُمَّــةً = مَنْ عربدوا ولدينِ ربِّي أنكروا