في يوم وفاة فضيلة الشيخ الداعية عبدالمجيد عزيز الزنداني ... يرحمه الله
هوامش:
(1)الظهبى :هي إحدى قرى عزلة بيت الصائدي بمديرية الشعر التابعة لمحافظة إب، بلغ تعداد سكانها 781 نسمة حسب تعداد اليمن لعام 2004م . وفيها ولد فضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني يرحمه الله .
(2)زندان :أصل الشيخ منها في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء .
(3)الرواق المحمود بالإيمان : إشارة إلى جامعة الإيمان في اليمن .
(4)إشارة إلى الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية .
(5)إشارة إلى انشغال الشيخ يرحمه الله بتأصيل الإعجاز العلمي في النصوص الشرعية ، وتفسير العديد من الظواهر الكونية .
(6) الرُّعيان : ومنها الرَّاعي وهو كلُّ مَن وَلِيَ أمرا من أمور المسلمين .
(7)غمر : غَمْر من الناسِ: جَمَاعَتُهُم ولَفِيفُهُم، والمراد الذين مابهم من نفع .
(8) الطَّيْلسانُ : شالٌ، وشاح، كساء أخضر يضعه بعض العلماء والمشايخ على الكتف
أيُّ حادٍ شدا فهزَّ كياني = وأفاضَ الدموعَ في أجفاني !
واشرأبَّتْ إلى قَصِيِّ دروبٍ = تتحرَّى أطيافَها عينانِ
فإذا الومضُ من مغاني ظهبيٍ = وإذا النفحُ في الأصيلِ يماني (1)
أسمعتْنا أحزانَها فالحنايا = في ارتعاشٍ للآهِ في زندانِ (2)
قد مضى الشيخُ فالمرابعُ ثكلى = والرواقُ المحمود بالإيمان (3)
ومحيَّاك لم يزل يتراءى = في جلالِ الإعجازِ في القرآنِ(4)
ولك الأُفْقُ واسعًا يتجلَّى = مابرا اللهُ في مدى الأكوانِ(5)
ولصنعاء لهفةٌ تتلظَّى = إذ تناءى غضنفرُ الفرسانِ
يابن عبدِالعزيز فَقْدُك أدمى = من قلوبٍ تعجُّ بالأحزانِ
فليالٍ لشخصكِ الحُرِّ جاءت = مقمرات بنور أحلى البيانِ
فلك البحثُ وافرا في نصوص = حفظتْها قوافلُ الركبانِ
وتغنَّتْ بها المفاهيمُ حبًّا = برفيفِ الهدى وعذب المعاني
اطربتْهم حروفُها فأفاقوا = لا إلى اللهو بل إلى الفرقانِ
قد ركلْتَ الغثاءَ يغشى زمانا = ما أتى مثله مدى الأزمانِ
عشتَ نسرًا عُلويَّ فكرٍ وقلبٍ = في البلادِ البهيجةِ الأردانِ
وبمصر الإسلامِ كنتَ حريًّا = بالعلو مِ النَّديَّةِ الأفنانِ
تنهلُ العلمَ راجيًا دفعَ زورٍ = عن حياضِ الإيمانِ بالرحمنِ
وأراد المجرمون منعَك لكنْ = حفظَ اللهُ عبدَه الربَّاني
وأردْتَ العلاءَ للقومٍ حاروا = في دروبِ التضليلِ والنُّكرانِ
يَمَنُ المجدِ لن تزلَّ خطاها = رغم كلِّ الأحداثِ والشَّنآنِ
وعُتُوِّ المؤامراتِ ودعوى = أَمَرِيْكَا في نهجك الإنساني
وهُمُ القومُ للإبادة عاشوا = ولبذلِ الإرهاب في البلدانِ
ولقتل الشعوبِ بغيًا وظلمًا = ليسوموا الإنسانَ بالإذعانِ
وفتى العزِّ بالشَّريعةِ وافى = حلباتِ الصراعِ بالعنفوانِ
عزةُ المسلمِ الكريمِ سيبقى = عُمَرِيًّا يأبى على الطغيانِ
غبتَ ياشيخُ والنَّوازلُ تترى = في بلادِ الإسلامِ كالطوفانِ
والأعادي سلُّوا الأباطيلَ ترمي = علماءَ الإسلامِ بالأضغانِ
حقدُهم أعمى والمهيمنُ أدرى = ماوراءَ الطغاةِ والعدوانِ !
لم تقصِّر أخا الأفاضلِ هاهم = في جهادٍ باركْتَهُ وطعانِ
في فلسطين شيخَنا بذلوها = من دماءٍ سخينةٍ ومباني
وهنا أو هناك قتلٌ وسجنٌ = ومآسٍ تزيلُ طيبَ الأمانِ
وكما قد تركتَها في اضطرابٍ = لنفوسٍ صدورُها في احتقانِ
صدقَ المصطفى فذي معجزاتٌ = في أحاديثه بهذا الأوانِ
وذهبْتُم وقبلكم علماءٌ = غادروها والهولُ في الأوطانِ
ورحيلُ الدعاةِ يُدمي قلوبًا = أنقَذوها من وطأةِ الخسرانِ
فنداءاتكم نذيرٌ لكيلا = تتلاشى فصولُ تلك الأماني !
إنَّما صوتُكم سيبقى بشيرًا = لشعوبٍ في قبضة الرُّعيانِ (6)
ما رأينا في عصرنا من زعيمٍ = عُمَرِيِّ الإيمانِ والتَّحنانِ
يحفظُ العهدَ لايبالي بعصرٍ = أنكرَ الناسُ دعوةَ العدناني
وتمادى طغاتُه في انحرافٍ = رغم بذل التَّحذيرِ للسلطانِ
ورحلتُم والبشرياتُ شميمٌ = في رفيف الإيحاءِ عذبَ التَّداني
قد بكينا فللفراقِ فؤادٌ = يتلظَّى كالجمر في الشريانِ
ليس تُطوى هذي الشجون ولكنْ = رحمةُ اللهِ فوق كلِّ إبانِ
أسعفتْنا من الكريم عزاءً = يملأ الصَّدرَ نفحةَ التَّحنانِ
فمآلُ الهُداةِ جنَّةُ عدنٍ = في جوارِ الحبيبِ ذي التبيانِ
قد قرأنا حديثَه فاطمأنَّتْ = أنفُسُ المؤمنين أهلِ الشَّانِ
علماءُ الإسلامِ قد حفظوا الإرثَ . = . وطافوا بالإرثِ في البلدانِ
هم حُماةُ الهدى وفخرُ شعوبٍ = آلمتْها ضراوةُ الطغيانِ
إذ أناروا دروبَها بجميلِ الرُّشدِ . = . مهوى حفاوةِ الوجدانِ
لاعدمنا أنوارَهم في ظلامٍ = من غبارِ الإفسادِ والعصيانِ
أو جحدنا حقوقَهم ونسينا = فضلَ أهلِ الفدا وأهلِ التَّفاني
فهُمُ الصِّيدٌ والبقيةُ ممَّن = دنَّسوها بأبخسِ الأثمانِ
مارأوا غيرَ حسرةٍ أرسلوها = حين قبضِ الأرواحِ عند الأوانِ
خدعتْهم مباهجُ الزيف تُلفَى = عند أهلِ السلطان والدِّيوانِ
ونسوا اللهَ فاضمحلَّ هداهم = من نفوسٍ تُغَرُّ بالصَّولجانِ
لكن الموكبُ الحفيُّ بإرثٍ = نبَويٍّ مالانَ للعقيانِ
نبذوا المالَ والمناصبَ كُرهًا = بمتاعٍ يؤولُ للنقصانِ
إنَّه الدِّينُ ليس من صنعِ فكرٍ = دبَّجتْهُ الأهواءُ في عنوانِ
لاوربِّي وإنَّه الوحيُ يُتلى = بلسانِ النبُوَّةِ المزدانِ
لعبادٍ قد اصطفاهم إلهي = لتَلقِّي قداسةَ الإتقانِ
ومن اللهِ وحدَه قد أتاهم = لامن الناسِ أو من الشيطانِ
إنَّه اللهُ فاتَّخذْهُ وكيلا = وتخلَّى عن أسوأ الخِلاَّنِ
مافقدنا خليلَ سوءٍ وغمرٍ = أو دفنَّا المنعوتَ بالفنَّانِ (7)
قد فقدنا زينَ الرجالِ علومًا = وسياسيْ مكانةٍ باتِّزانِ
وإماما للمسلمين إذا ما = داهمتْهم نوائبُ الحدثانِ
وشجاعا إذا الطغاةُ استباحوا = حرماتٍ في محكم القرآنِ
وصفيًّا للأتقياءِ وفيًّا = ماتوانى عن نصرةِ السُّكَّانِ
ربِّ هذا فقيدُنا قد شهدنا = لخطاهُ بالسَّعيِ في الإحسانِ
لانزكِّيه أنتَ أعلمُ منَّا = بالنَّوايا وسيرةِ الأعيانِ
إنَّما قادنا الوفاءُ لشيخٍ = يمنيِّ الإيمانِ والإتقانِ
وطريدِ الذين حين استجابوا = لعدوٍّ آذوهُ بالحرمانِ
من مغاني بلاده وعلاها = ومن الأهلِ والصِّحابِ الحِسانِ
ومن الدعوةِ الأثيرةِ للناسِ . = . وأهلِ التحقيقِ والعرفانِ
ربِّ فاجعلْ مثواهُ جنَّةَ عَدْنٍ = في مغاني نبيِّك العدناني
وأغثنا ياربِّ بعدَ أفولٍ = لنجومِ قد لُحْنَ في الأعنانِ
وتداركْ إلهَنا حالَ قومٍ = بعدَ فقدان صاحبِ الطيلسانِ (8)