لا لن تملَّ من الكفاحِ سواعدي = سأذودُ عن أرضي وَقُدسِ معابدِي
لم أحفلِ الدَّهرَ الغشُومَ ولي انحَنى = من كان ندِّي في العُلا وَمُعانِدي
في كلِّ صَوبٍ رايتي خفَّاقةٌ = فوقَ المَجَرَّةِ قد تركتُ قواعِدِي
تجري الرياحُ كما أريدُ وأبتغي = والبحرُ طوع مشيئتي وَمقاصِدي
والبحرٌ كم من أنفس قد صادَهَا = طولَ المدى أفشلتُ كلَّ مصائِدِي
أنا شاعرُ الشعراءِ دون مُنازع = ولأجلِ شعبي قد نظمتُ قصائِدي
والغيرُ في مُستنقع التطبيع كلْ = بٌ نابحٌ وأراهُ مثلَ طرائِدي
وَجوائزُ التطبيع كم قد نالهَا = مَسخٌ قميىءٌ خافَ صوتَ رواعِدي
هذي نوادي الخِزيِ تزخرُ بالخنا = وَتُكرِّمُ الأوباشَ رَوْثَ مَواقِدِي
لا عاشَ من باعَ الكرامة والإبا = هُوَ تحتَ شَسع النَّعلِ مثلُ حَواسِدِي
كالنَّهرِ أبقى فيضُهُ مُتدفِّقٌ = كم شاعرٍ صادٍ سقتهُ روافدِي
تبقى جناني بالعطاءِ ثريَّةً = والكلُّ ينهلُ من نمير مواردِي
حيثُ اتّجَهْتُ يكونُ خيرٌ دافقٌ = والحظ يسطعُ في مكانِ تواجُدِي
بيتي منارُ الأكرَمين وَرِفدِهِمْ = وَتعجُّ دومًا بالضيوفِ موائِدي
المجدُ قبَّلني وكلَّلَ هامتِي = وَتظلَّ تسطعُ كالشُّموسِ قلائِدِي
خُضتُ الخطوبَ بهمَّتي وَعزيمتي = حقَّقتُ آمالي بكدَّ سواعِدِي
إنِّي أنا اللحنُ المُسافرُ للمدَى = تسبي الوجودَ روائعِي وَخرائِدِي
إنِّي أنا الطيرُ المُغرِّدُ في الحِمَى = وطنُ الخُلودِ لكم يُثيرُ مَواجدِي