فَـــــمَـــــا هُــــم بِمُعْجِزِيْنَ
أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَخۡسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ ﴿٤٥﴾ أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ فِي تَقَلُّبِهِمۡ فَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ ﴿٤٦﴾ أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ عَلَىٰ تَخَوُّفٖ فَإِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٌ ﴿٤٧﴾ من سورة النحــل .
يُجَـدَّدُ للناسِ أسمى السؤالْ = تدلَّى من الغيبِ عـذبَ الوصالْ
يحذِّرُ مَن لـم يكنْ في الحياة = نجــيَّ الإلـهِ بأوفى ابتهالْ
وملء حناياه أزكى الحنين = ليوم قريبٍ ثقيل السُّؤالْ
فقد خلَّفَ المرءُ بعدَ الفراق = فراقِ مزايا الليالي الطِّـوالْ !
فإن أمعنَتْ ويلها في الفساد = وفي الموبقات ذواتِ انحلالْ
ففيهـا المتاعُ شحيحُ الحِباءْ = قليلُ الحبورِ كثيرُ الكلالْ
يراهُ الشَّقيُّ بعينِ الهوى = ويخشى الخسارةَ أهـلُ الخِصالْ
فكم أدبرتْ بالمنى أعصُرٌ = لأهلِ المآثرِ أهـلِ الخلالْ
فنعمَ الهُداةُ وقد أدلجوا =وفازوا بجنَّاتهـا والظلالْ
وأهـلُ المساوئ قيد العذاب = بـدارٍ وفيها الجزاءُ اشتهالْ
لنارِ الجحيم بوادي لظى = يُغَـلُّ بأطباقها في الوبالْ
وقد يألفُ المرءُ شرَّ الخطى = فتوصلُه شرَّ حــالِ الخبالْ
وإنْ فاضَ في الأرضِ دفقُ الهوى = وسوءُ الحضارةِ فيه ابتذالْ
حذاري فبئسَ الهوى والعماءْ = وبئس التطاولُ فيمــا يُقـالْ
فلم يَبقِ بَـرٌّ ولا ذو شقاءْ = بغير كتابٍ غــدًا لايُـزالْ !
فللفائزين وسامُ النَّجاة = وللآخَرِينَ قيودُ النَّكالْ
ألا آمِنوا قبلَ يومِ الحساب = فإنَّ التكبُّرَ داءٌ عُضـالْ
وعيشوا بشرعة ربِّ الوجود = ولوذوا برحمته والوصالْ
فقلبٌ تمرَّغَ في غيِّه = سيشقى فللموبقات انهيالْ
ومَنْ ذادَ عن دينِه قد نجا = ونالَ السَّعادةَ من ذي الجلالْ
فثوبوا إلى اللهِ حيثُ الثَّوابْ = وحيث النعيمُ الوفيرُ النَّوالْ
تروا خيرَها في ظلالٍ زهتْ = ولا يعتريهـا الأسى والزَّوالْ
ويلقى التَّبابَ قرينُ الهـوى = إذا مـا بسوقِ التَّفاهةِ صـالْ
وإنْ لـجَّ بالناسِ زيفُ الغرور = يسوقُ الرعاعَ لسوءِ اعتلالْ
لقد وعدَ اللهُ أهلَ الفساد = عذابًا وما للنفوسِ احتمالْ
وبشرى تُزَفُّ لأهل اليقين = برضوان ربٍّ فمـا من زوالْ
وللمؤمنين إذا ما اتَّقوا = لقاءُ الأحبَّةِ فنعـمَ الوصالْ
فقد وعدَ المسلمين الرسول = بطيبِ المنازلِ من ذي الجـلالْ
وفتــحٍ يجلجلُ بينَ العبادْ = ومجدٍ ظليلٍ يفوقُ الخيالْ
لقوميَ فازوا بظلِّ الجهادْ = إذا احتدمَ اليومَ ساحُ اقتتالْ
فلاحٌ وفتحٌ يعمُّ البلادْ = وخزيٌ وعـارٌ لجندِ احتلالْ
فأيَّدَّ ربِّـي جنودَ الحنيف = بنصرٍ يتوِّجُ هامَ الرجالْ
فليس لبغيٍ أتـى سعيُهـم = وظلمِ العبادِ وسوءِ المقالْ
فأشرقَ بالنُّورِ وجهُ المدى = وثابَتْ جموعٌ بُعَيْدَ اعتلالْ
ولم يبقَ من صنمٍ يُرتَجى = فللحقِّ والفوزِ شُدَّتْ رحــالْ
وأُخمدُ شرٌّ طغى وارتدى = برودَ المكانةِ بسوءِ انتحالْ
نبيُّ الهدى إذ أتى مرسلا = بدينِ الهدى ثابتًـا كالجبالْ
فأمرعَ بالبرِّ حقلٌ خصيبْ = وأثمـرَ حقلُ الهدى بالنَّوالْ
فلا من يهودٍ ولا من صليبْ = ولا من بقايا عهودِ الضَّلالْ
توارتْ مهازلُ أعمتْ قلوب = وسدَّت على الناسِ بابَ اعتدالْ
وللهِ في الأرض عاشتْ شعوبْ = تسبِّحُ بالحمدِ ربًّا تعــالْ
سيبقى مدى الدهرِ دينُ الإلهْ = وتُطوى أكاذيبُ أهـلِ الجـدالْ
وتعبقُ بالبيِّناتِ العصور = وتنثرُ طيبًا فما من ملالْ
فليسَ لمذهبِ كفرٍ خلود = وليس لظلمٍ عتــا من منالْ
ستلقى البوارَ جموعُ الضلال = وللمفسداتِ الثكالى انسلالْ
ويعلو على الظالمين الذين = أساؤوا الفعالَ بزوغُ الهـلالْ
هلالٌ جديدٌ بوجهِ الزمان = يصوغُ النفوسَ بأزكى الخصالْ
ويشمخُ بالعزِّ وجهُ الدروب = ويُدفنُ في القاعِ عقمُ الجدالْ
ففي الكفرِ شــرٌّ وحاديه تـاه = وأهل المحافلِ قيدُ ابتذالْ
ويُجني من العيشِ مُـرًّا أذاهْ = بأيدي الطغاةِ بأيــدٍ طِـوالْ !
فياقوم : واللهِ طالَ المقام = وحكامُنا زرعـوا في المحالْ
فهلاَّ نفضتُم غبارَ الونى = وقلتُم لِمَـنْ ضـلَّ : يكفي انفتالْ (1)
فليسَ لكم عزَّةٌ في الأنام = بغيرِ الشريعةِ حــرز الجمالْ
ولا خيرَ فيكم بهذا الخنوع = خنوع الرجالِ أمامَ السخالْ
سننفرُ شيبًا بدين الرسولْ = وليس لنخشى الوباء العضالْ
ونحيا شبابًا بظلِّ الجهاد = فركبٌ به صالَ فخــرًا وجــالْ
وليس لنا في نظامِ الرقي = سوى ما حبانا بـه ذو الجلالْ
وتحلو الحياةُ بفيْءِ الكتاب = بركن المودةِ لا الانحلالْ
وطالَ الضياعُ بوادِ الظلامْ = وكهفِ المخاوفِ بئس المجـالْ
وطوقُ الخنوعُ، ولذعُ السقامْ = عرانا يمينًا وذات الشمالْ
ونحنُ الأُباةُ وعشنا الكرام = عهودًا تقضَّتْ لصحبٍ و آلْ
بغيرِ الشريعةِ لسنا نكون = سوى أهلِ فنِّ بأخزى مجـالْ
ونرفعُ راياتِها من جديد = وإلا نُبادِ بسيفِ احتلالْ
ونهتفُ للهِ لا للطغاة = وليس لأهل الخنا بابتذال
فدينُ النَّبيِّ الحبيبِ دليلْ = وفيه نجاةُ الشعوبِ تُنالْ
ويزهرُ في الأرضِ أحلى الربيع = جميلا بهيًّا بغيرِ اختيالْ
ويدفعُ عنَّا أذى المجرمين = وندركُ بالدِّين أغلى الخصالْ
ونكسرُ بالدِّينِ أقسى القيود = قيودَ الجناةِ التي لاتُطـالْ
نعوذُ بعزَّةِ ربٍّ قديرْ = من البغيِ والظلمِ في كلِّ حـالْ
وكنَّا ننامُ على شجـوِنا = فيا طول هــمِّ الليالي الطِوالْ
من الظالمين، وأهلِ الفجورْ = وأهلِ المـراءِ بقيلٍ وقـالْ
إلى الله نشكو ونعم النصير = يبدِّدُ عنَّـا رياحَ الوبالْ
ويمنعُ عنَّا عُتُوَّ المغيرْ = ويحيي بنا المجدَ مجدَ الرجالْ
أتى عن رسولِ الإلهِ الفلاح = ببشرى تزيلُ ثقيلَ الملالْ
سيأتي اليهودُ إلى قدسِنا = بشرِّ له في الرحاب اشتعالْ
ويعرو فلسطين هذا الدمار = فلم يخطر القتلُ يوما بِبــالْ
ونبقى على الحقِّ رغمَ الخطوب = ورغم الدمار ورغم القتالْ
يؤيِّدُنا ماجلاهُ اليقين = بنصرٍ مبينٍ وحمر النِّصـالْ
وتُضرمُ في الأرضِ نارُ الغزاة = ومحـوُ انتصارِ الحنيف مُحــالْ
فأُمَّتُنا رغم حقـد الجنــاة = فليست تبيدُ وليست تُنالْ
حماسُ أتتهم بأبطالهـا = فباتَتْ حصونُ اليهودِ انهيالْ
وهبَّتْ مع الحقِّ في موقفِ = تخر له راسياتُ الجبالْ
تُعِدُّ لملحمةٍ دونَها = نهايـةُ حُكْمٍ لتاجٍ ومــالْ
ولكنَّه الحكمُ للبيِّنات = فبئستْ مفاسدُ أهلِ الضَّلالْ
وينصرُ ربيَ جنودَ الهدى = وتُسقى الشعوبُ الكؤوسَ الزلالْ
ومَنْ لم تكنْ روحُه طوَّفتْ = بظلِّ المثاني فمرقاهُ مــالْ
حشودُ بني الكفرِ لم تنتصرْ = ولـم تــدرِ ماذا يكونُ المآلْ
تطيرُ قلوبُ التُّقاةِ الهـداة = على رفرفِ الشوقِ أسمى مجالْ
وتشمخُ راياتُهم في الوجود = تعيدُ ابتهاجا بها وابتهالْ
سينطقُ يومَ اللقاءِ الجماد = وتغشى الأوانَ نسيمُ اعتدالْ
وتفنى جموعُ اليهودِ التي = تعيبُ الجبانَ لوسْمٍ بخـــالْ (2)
وليس سيحمي الصليبُ اليهودَ =وقد أذعنا لكــرامِ الخصـالْ
وعندئذٍ سيعودُ الحبور = ويهتفُ للثأرِ زغبُ العيالْ
أذاق اليهودُ لياليهُمُ = فجائعَ تفري قلوبَ الرجالْ
أساؤوا وأدموا الصدور التي = تضمُّ الطفولةَ فوق الرمالْ
سيُنبذُ تطبيعُهم والخضوع = ومَن رامَهـا في البلادِ انحلالْ
ستشرقُ شمسُ الصباحِ الجديد = صباحِ الهناءِ وزهو الوصالْ
فكم فرَّقوا الأهـلَ بين الدروب = لقتلٍ وسجنٍ وتهجيرِ حــالْ
ولكنَّه الصَّبرُ صبرُ الذين = رضوا بقضاءِ الكريمِ النَّـوالْ
فكم حضنَ الأبُ ذاك الرضيع = أُصيبَ بقصفِ لئامِ الفِعالْ
بيانُ الرسولِ حديثٌ مبين = على حالنا يـومَ شــدِّ الرِّحـالْ
فهلاَّ أصاخوا لصوتِ الغيوب = وداسوا زخارفَ أهلَ اختلالْ
لنا أملٌ في سُمُوِّ الشباب = وشحذ النفوسِ لأيِّ احتمالْ
يجدِّدُ ما ماتَ في المسلمينْ = عهودًا تنادي مجيبَ السؤالْ
ليأتوا كأجدادِهم متَّقينْ = ليوم اللقاءِ ويوم النــزالْ
نداءُ الكتابِ هفا بِشرُهُ = فأين الملبِّي يعافُ الجِدالْ
ويدني ثمارَ الهدى صبرُه = ويلقى به من عظيمِ اتِّكالْ
مآثرُ لم يلقَها ظالمٌ = ولا ذاقَ طعمَ اليقين احتيالْ
فثبِّتْ على الحقِّ أقدامَنا = إلهَ الورى وتـولَّى الرجالْ
يهلَّ على روحِهم سِفرُهُ = وفيه تجلَّى الرضا بامتثالْ
وأينعَ في صدقِه خيرُهُ = فعافَ الهوى وفــكَّ العقالْ
فقد عادَ في قلبه حبُّـه = لدينِك ربِّي وإنَّــك والْ (3)
أياربِّ نصرك في ذا الزمان = وأودى بأهلِ المآثرِ حــالْ !؟
هـوامش :
- انفتال : حالـــــــــــة يراد منها التنبيه على خطر محـــــــــــدق ، حيثُ يحدث الانفتال ( أكرمكم الله ) عندما تلتف عروة معوية حول نفسها وحول المسراق الداعم لها، ما يتسبب بانسداد معوي. تتضمن الأعراض ألمًا بطنيًا، وانتفاخ البطن، وإقياءً، وإمساكًا، وبرازًا مدمى ، وكلها تنذر بخطر على الإنسان .
- الخــال : بثرة سوداء في الوجه .
- وال : المراد ( الوالي ) وهو الله سبحانه وتعالى .
وسوم: العدد 1084