في ذكرى الداعية
13تموز2024
شريف قاسم
في ذكرى الداعية الدكتور مصطفى السباعي
ثم وفاة الداعية المجاهد الصَّابر عصام العطار
اللذين أرَّخ عنهما الأستاذ الدكتور محمد عادل الهاشمي
رحمهم الله تعالى وأسكنهم الفردوس الأعلى مع مَن يُحِبُّون
رغمَ الدُّجى رغم العواصفِ تصفر=رغمَ الجراحِ فشعبُنا لايكفرُ
الشَّامُ : تبقى الشَّامُ إسلاميةً=رغم الذين استكبروا واستنسروا
والفتحُ آتٍ لامحالة إذْ له=اللهُ أخبرَ والرسولُ مُبشِّرُ
شعبُ الشآمُ يقينُه بالله لم=يُصرمْ ولا هو للأذى قد يفتُرُ
الشَّامٌ فيها للجهادِ جحاجحٌ=ولواؤُهم رغمَ المآسي يُذْخرُ
فيها وما زال السِّباعي حاضرًا=وشموخُها بشموخه ينعطَّرُ
وله الوفا ولكلِّ ركبِ رجالِنا=قيمُ المآثرِ ولهم بهنَّ المنبرُ
أهديكها ياذا الأبيُّ وأنتَ في=جفنِ الصباحِ فليلُهم يتبعثرُ
فمصونةٌ مثلُ الصَّبَا ما لاثها=عبثُ الغبارِ ولا اعتراها الصَّرصرُ
متألقًا كجهادِ قلبٍ صابرٍ=لاتنثني ، لاتنحني ، لاتعثرُ
وعلى محيَّاك الشُّموخُ تعطَّرتْ=أنفاسُه وشذاهُ منك وأكثرُ
ياحاملَ الأملِ الوريفِ بغربةٍ=عمياءَ . لاتكبو ولا تتقهقرُ
يخطو بطلعتكِ البهيَّةِ جنْدُه=رغم العنا ، وبهمَّةٍ لاتُقهرُ
لم تلتفتْ لفحيحِ شهوةِ أنفُسٍ=نادى إليها غيُّها والمنكرُ
وركلْتَ كلَّ زخارفِ الإغراءِ من=ملكٍ يلوحُ وموئلٌ قد يُؤثَرُ
ديوانُ مجدِك ياسباعي مفردٌ=يحلو بعينِ الصَّابرين ويكبرُ
وعصامُ بعدك صانها رغم الأذى=رغم الطغاةِ وشأنُهم سيُعفَّرُ
وإليكما أهدي حنينَ أضالعي =ونشيدَ قلبٍ بالأفاضلِ يذكرُ
وإليكما ولمثلِ شأنكما أتتْ=عصماءَ يبصرُها الذي لايُبصرُ
وسألْتُ ربِّي أنْ يعيدَ زمانَ مَن=جاءَتْ بدعوتِه البشائرُ تخبرُ :
أنَّ الختامَ العذبَ عاقبةٌ لمن=بِحِمَى العقيدةِ والبطولةِ عسكروا
فلمصطفى وأخيه فارس شامِنا= وبطيبِ سيرته الأثيرة تفخرُ
وأديبُ شهباءِ النَّجابةِ ليثُها=مَن للعقيدةِ والبطولة يزأرُ
طوبى أبا النَّضرِ المنافح عن هدى=بيديك حقلُ بيانه يُستثمرُ
كم طالبٍ لفصاحةٍ أغنيْتَه=فهفا بها بين الجموع يعبِّرُ
أدناكمُ الرحمنُ في فردوسه =ورصيدُكم في المكرمات يُبَشِّرُ
* * =
في كلِّ وارفةٍ عطاؤكَ مثمر =وبجلَّقٍ مسكٌ يفوحُ و عنبرُ
طال النَّوى وصدى جهادِك لم يزل =سيفًا يُسَلُّ وثورةً تتفجَّرُ
ويمرُّ طيفُكَ مشرقا في كربِنا=فإذا الدجنَّةُ ياسباعي تُقمرُ
طوبى أبا حسَّان لن ننساكَ لا=فعلاك في وجهِ المآثرِ مسفرُ
لسنا لفضلكَ ناكرين وإنه=يُجلَى بأفئدةِ الشبابِ و يظهرُ
أغرى الهدى بك مَنْ يعيشُ على الوفا=بطلا إذا احتدم الغبارُ يزمجرُ
ويطيبُ ذكرُك في أُرومات العلى=ونهارُ سِفرِك بالفضائلِ يزخرُ
والغوطةُ الفيحاءُ يهفو سمعُها=لرفيفِ روحِك إذْ تمرُّ و تخطرُ
مازالَ في أعنانِها ذكرى على=تكبيرِها يغفو و يصحو المحجرُ
كنتَ المدارَ أخا الجهاد وأنت إن=دارتْ رحى الأحداثِ أنت المحورُ
و زرعتَها عزًا حقولَ شآمِنا=فعلى روابيها يفيضُ و يُنشَرُ
وهي المصونةُ لم تزلْ ما لاثها=خطلُ الجناةِ ولا اعتراها الصرصرُ
أهديكها يا ذا الأبيُّ وأنتَ في=حللِ الخلودِ ، وما بقلبي يُضمرُ
متألقًا بيقينِ قلبٍ مؤمنٍ=لاتنثني ، لا تنحني ، لاتعثرُ
وعلى محيَّاك الشموخُ تعطَّرتْ=أنفاسُه ، وشذاه منك و أكثرُ
يا حاملَ الشرعِ الأغر لأمةٍ=رغمَ العنا والكيدِ لا تتقهقرُ
يخطو بطلعتِك البهيَّةِ جندُها=وشبابُها في همةٍ لا تُكسَرُ
لم تلتفتْ لفحيحِ شهوةِ أنفسٍ=نادى إليها غيُّها و المنكرُ
و ركلتَ بهرجَ غامرِ الإغراءِ من=ملكٍ يلوحُ و زخرفٍ قد يُؤثرُ
ديوانُ مجدِك يا سباعي فخرُه=يُتلى بألسنةِ القلوبِ و يُؤثرُ
يا فارسا حاز المحامدَ ما نأى=عمَّا بميدانِ البطولةِ يُذكرُ
يروي فتى الفيحاء سيرةَ زارعٍ=في حقلِ دعوته يطيبُ العبهرُ
هابته أفئدةُ الطغاةِ ، تنكَّروا=لشريعةٍ ترجو شذاها الأعصُرُ
سادَ البلادَ محبَّةً ، وتهللتْ=جنباتُها ، وبوجهه تستبشرُ
والشامُ كم مرَّتْ عليها ظلمة=واللهُ يقصمُ مَنْ يجورُ و يكفرُ
واليوم زمجرت القلوبُ تغيُّظًا=ولعلها من محنةٍ تتفطَّر
تأبى المروءةُ أن يسودَ أذلةٌ=ويُهانَ في سوقِ الرعاع غضنفرُ
فإذا بها انتفضَ الإباءُ وحمحمتْ=بالعنفوان ،فبالفدا تتعطرُ
تلقى الشآمَ جهنَّمًا بلهيبِها=يُشوَى الطغاةُ وإن بغوا وتنمَّروا
لاتأتِها تعبتْ خطى أعدائها=و دروبُها بين العنا تتضوَّرُ
واسمعْ غدا صوتَ الأذانِ يُثيرُها=رغم الدجى ، فعُلى المآذنِ يجأرُ
فلقد قضى الديَّانُ في أقدارِه=أن لا يُنَعَّمَ مجرمٌ و مزوِّرُ
ما شيدَ بالتقوى يظلُّ مكرَّمًا=أما الفسادُ وإن علا فمبعثرُ
مثلُ الدخان وقد تصاعدَ في الفضا=لكنه نحو التبابِ سيعبرُ
ولقد قضى ربي بمحكم آيه=أنَّ الطغاةَ مع الهلاكِ تحدَّروا
ماعاشَ طاغيةٌ على دمِ أُمَّةٍ=إلا وفي دمها السخينِ سيسجرُ
* = *
قال السباعي في (الفرائدِ ) حكمة=ولنعمَ ما يُسدي الحكيمُ ويأمرُ
بطلٌ مضى لله بعد جهادِه=والقدسُ تشهدُ والمعاركُ تذكرُ
ما باعها للمجرمين أذلَّةً=أو ساومَ الأقزامَ يوم استنسروا
قادَ الشبابَ إلى الجهادِ ثباتُه=فهُمُ الذين إلى الفداءِ استُنصِروا
لبُّوا فلسطين التي لم ينتصرْ=لحقوقها إلا الشبابُ المؤثِرُ
فتراهُمُ ويدُ السباعي شمَّرتْ =كالأسدِ في نقعِ المعامعِ شمَّروا
علمتْ يهودُ ببأسِهم ، وبحبِّهم=لشهادةٍ في الله إن همْ كبَّروا
لايرهبُ الأعداءُ غيرَ عصابةٍ=هي بالجهادِ وبالشهادةِ أجدرُ
يتسابقون إلى الجِنانِ كأنهم=طيرٌ ، ومن حلل النعيمِ تخيَّروا
لا يسألون إذا المنايا أقبلتْ=وإذا التقى الجمعان لمَّا يُدبروا
وأمامَ جحفلِهم أميرُ شآمِهم=إن الأميرَ هو التقيُّ الأطهرُ
والقائدُ المقدامُ يرفعُ ذكرَه=حبٌّ لأمتِه ، وصدقٌ أوفرُ
فإذا بها نادى رأيتَ كتائبا=هبَّتْ إلى الميدان لا تتأخرُ
ولقد علمتُ عن السباعي بِرَّه=والفضلُ في سِيرِ النَّدى لا يُنكَرُ
قد عاشَ في ثوبِ الطهارةِ مقبلا=وهو الذي عن كلِّ سوءٍ يُدبر
أسفارُه نورٌ تُضاءُ بها النُّهى=وبها الفوائدُ بالفرائدِ تسفرُ
تسمو بألباب الرجالِ فصول=وبها معارفُه الأثيرةُ تُنشَرُ
قد صاغها القلبُ النديُّ لأمة=كادَ الجفافُ بأهلها يستأثرُ
ومشى بأربُعِها يجدِّدُ عزَّها=فبه مرابعُ أهلِها تستنصرُ
هذي دمشقُ إليه يُصغي أهلُها=وحماةُ معْ حلبِ الأباةِ و دُمَّرُ
وإلى الفراتِ العذْبِ جاء محدِّثا=يدعو ، و دعوتُه به لا تخسرُ
ما ماتَ مَنْ يحيي الإلهُ بعلمه=شعبًا ببهرج عصرِنا قد يُقبرُ
فاهنأ أبا حسَّان علمُكَ نافعٌ=واللهُ للعلماءِ في الغدِ يؤجرُ
جنَّاتُ عدنٍ خيرُها لم ينصرمْ=للعاملين بعلمهم و الكوثرُ
حملتك أعناقُ الرجالِ وقد طمى=في يومِ فقدِكَ شجوُهم و المحجرُ
والشام باتتْ قلبُها متفجعٌ=متألمٌ متوقِّدٌ متفطِّرُ
وعيونُ أهليها تفيضُ مرارةً=بل كلُّ مَنْ شهدَ النوى مستعبرُ
وكيومِك المشهودِ في أحيائها=هيهاتَ عند فجيعةٍ يتكرَّرُ
ما ساقهم أمرُ الكراسي عنوةً=أو أنهم عند البكاء استُؤجِروا
خرجوا يُزجِّيهم وجيبُ قلوبهم=وهناك من حول الضَّريحِ تسمَّروا
فرحَ الطغاةُ وسرَّهم مرآكَ في=نعشٍ تطوفُ بك القلوبُ وتجأرُ
هيهات يعلو للجناةِ بشامِنا=شأنٌ وإن مات الكرامُ وأُقبروا
فالأمرُ للديَّان يفعلُ ما يشاءُ .=. وليس للأوغادِ خيرٌ يُؤثرُ
*=*
ولقد ذكرتُك والنوائبُ جمَّةٌ=في المسلمين ، وخطبُهم يتسعَّرُ
هذي فلسطين التي علياؤها=باتتْ بإرهاب اليهودِ تُدمَّرُ
وبغى اليهودُ ففي رباها مأتمٌ=وبقلبِ كلِّ مدينةٍ قد عسكروا
ولفيفُ فجَّارٍ أتوها مثلما=يأتي إلى النشبِ المُباحِ قُويصرُ !!
وشعوبُنا تلهو بكل رذيلةٍ=ويسومُها في سوقِه مَنْ يكفرُ
ماتَ الإباءُ فلو رأيتَ هوانَها=يدمي القلوبَ و للكرامةِ ينحرُ
لولا الحجارةُ أنطقتْها دعوةٌ= لحماس لا تلوي ولا تتأخرُ
هي لا المدافعُ أنبأتْ أعداءَنا=أنَّ المروءةَ شرعةٌ لا تُقهرُ
فلْيأتِ أحفادُ القرودِ لحتفِهم=ففناؤهم بيدِ البواسلِ يُنذرُ
عادت مع الفجر الكريم خيولُنا=لتعودَ تلحفهم بذلٍّ خيبرُ
وثباتُ إخوتنا بمقدسنا الذي=عانى ، وإن طال الطريقُ سينصرُ
وجهادُنا ماضٍ يؤججه الفدا=ماردَّه يوما ظلامٌ أوعرُ
تحياه أُمتُنا ، وفيه فخارُها=ولْيخسأ الخوَّارُ والمتنكرُ
رفعتْ لواءَ اللهِ فارتعدَ العِدا=والوجهُ وجهُ الخائنين معفَّرُ
لو كنتَ فيها ( ياسباعي ) خضتَها=حربًا ، وعشتَ لمجدِها تستنصرُ
ما ضرَّك الأشرارُ يوم تآمروا=أو أرهبتْكَ جموعُهم إذ عسكروا
و رجالُ دعوتك الأباةُ تركتهم=واليوم بعدك للبطولة شمَّروا
فعصامُ يزأرُ والهويدي فارسٌ=والشيخُ غدة بالفتوحِ يبشرُ
والمشعلُ الغالي بحمص ، وإخوةٌ=في كلِّ رابيةٍ تراهم كبَّروا
وهنا بقدسِك والحجارةُ بدَّدتْ=بغيَ اليهودِ ، وأهلها لن يُقهروا
ولأحمد الياسين معْ إخوانِه=جَلَدٌ على لقيا العدا و تصبُّرُ
وعلى ربا الأفغانِ هبَّ مجاهدا=ذاك الهزبرُ المؤمن المستنفرُ
فشبيبة ( عزَّامُها ) ألفى بهم=شوقا إلى الحسنى ولم يتغيروا
إيمانُهم بالله أكرمهم بمَنْ=نال الشهادةَ ، وجهُه المستبشرُ
ويخوضُها الأبرارُ إسلاميَّةً=والروسُ حظُّهمُ التعيسُ مبعثرُ
سيكون نصرا تستجيبُ ليومه=مهجٌ على جمر المكاره تعبرُ
*= *
يامصطفى : عاشتْ خمائلُك التي=هي بالفرائد والمآثر تزخرُ
شتان بين مدجج بيقينه=والحق أعظمُ ما يكون و أوفرُ
وشقيِّ طغيانٍ يعيشُ لشهوةٍ=للحكمِ إذ في خِسَّةٍ يتبخترُ
شاقَ الرجالَ ضراوةُ الباغي الذي=أرغى وأزبدَ بالذي قد يُضمرُ
لمكيدةٍ أسيادُه جاؤوا بها=وعليه من آثارِها ما يُنكَرُ
ما ضرَّ مجدَك حقدُهم وضلالُهم=والحرُّ مثلك ياسباعي جوهرُ
وسموتَ بالإسلام فوق ظنونِهم=والأنذلون مع الهوان تحدَّروا
طابتْ بك الشامُ التي ما أذعنتْ=يوما لطاغيةٍ لها يتنكرُ
وصفعتَ إلحادا بمجلسِ شعبِها=يوم انتُخبتَ ، وللبغاةِ تهوُّرُ
و وقفتَ بين شبابِ جامعةٍ علا=بوفائهم علمٌ ، ودينٌ نيِّرُ
وبك ازدهى وجهُ الشآمِ وهلَّلتْ=قِممٌ بأعلى قاسيون تُكبِّرُ
لكنه الكيدُ البغيضُ يُثارُ والعبثُ .=. الشنيعُ ، وبومُه المستنسرُ
والجاهليةُ والفسادُ بها اعتدى=طاغوتُهم ، وبها الأسافلُ كشَّروا
وإذا بها مِللُ الضلالِ تواثبتْ=والمكر ما نسجَ العتاةُ وأظهروا
جاءتْ لياليهم ولمَّا ترتحلْ=همًّا ثقيلا في الأضالع يمخرُ
لكنْ إذا أذِنَ الإلهُ بنصره=فالظلمُ يبلى والأسى يتبعثرُ
والكربُ مهما طال واكتأبت به=مهجٌ تفورُ وأضلعٌ تتسعَّرُ
يأتي عليه اليُسرُ من ربِّ السما=فإذا بأكداسَ المكاره تدبرُ
ياربِّ ألهمنا الرشادَ وكُنْ لنا=عونا ، فإنَّ الظالمين تجبَّروا
وانفحْ صدور الصابرين بنسمةٍ=من ظلِّ عرشك ياكريمُ تُسخَّرُ
وارحمْ تضرُّعَنا ، وفرِّجْ كربَنا=فلأنتَ أرحمُ بالعبادِ و أقدرُ
ياربِّ ضاقت والنوازلُ أطبقتْ=وبك الرجاءُ إذا النوازلُ تُمطرُ
*=*
ذكرى تقيٍّ تستثيرُ قلوبَنا=وله على صدر البطولة منبرُ
ياربِّ فاجعلْ في الجِنان مقامه=فيها نعيمٌ لايزولُ وأنهُرُ
في حمص من ذكراه أعذبُ سيرةٍ=وكأنها مسكٌ يفوحُ و عنبرُ
ودمشقُ يرعاها الإلهُ ولم تزلْ=مثوى مآثره وعينا تسهرُ
ويلفُّها صمتُ الكآبةِ باردا=ولسانُ حادي مجدِها يستغفرُ
وصهيلُ خيلِ الفاتحين بدربها=يخشى صداه الغاشمُ المستهترُ
ياشامُ معذرةً فقد طالَ النَّوى=و غدًا يزولُ بعادُنا و القيصرُ
وتشقشقُ الأطيارُ تسكبُ شجوَها=وعلى الغصونِ الوارفاتِ سنسمرُ
ونرى بغوطتِك الجميلة ركبَنا=بالفتحِ لهفتُه ترفُّ وتزهرُ
ونرى جلالَ اللهِ في أقدارِه=وبها الطواغيتُ البغاةُ استُصغروا
إني لألمحُهم طلائعَ دعوةٍ=ولهم على إرثِ البطولةِ مفخرُ
ولئن سفى بالجَوْرِ عاصفُ محنةٍ=أدواحَهم بغيًا وساءَ المظهرُ
واستشعر الضعفاءُ بين نفوسِهم=وَهَنًا ، و ران على القلوبِ تكدُّرُ
وتدابروا حينا وغصَّ بحلقِ مَنْ=يبكي على الشهداءِ عهدٌ معسِرُ
لابدَّ من طيبِ الرضا يأتي وفي=أردانِه قلبٌ يلينُ و يشعرُ
وإذا بهم جمعٌ يؤلفُ بينهم=حبٌّ بظلِّ الله ليس يُزوَّرُ
وإذا اللواءُ يرفُّ فوقَ مسيرةٍ=والجمعُ رغمَ الشانئين مظفَّرُ
يا إخوةَ الإسلامِ لا تسترخصوا=منحَ الكريمِ وسدِّدوا واستبصروا
بالله إنَّ اللهَ جلَّ جلالُه=يهدي ويجمعُ مَنْ يشاءُ و ينصُرُ
ثوبوا لرشدٍ فالعقيدةُ موئلٌ=للراشدين و قوةٌ لاتُقهرُ
ما كان للخُلفِ الغيضِ مكانةٌ=فعلامَ نارُ الخُلفِ باتتْ تسعرُ ؟؟
مَن جادَ بالمهجِ الكريمةِ لايرى=غيرَ الوئامِ ، وللأذى يتصبَّرُ
*=*
عفوًا أبا حسَّان لن ننساك لن=ننسى هُماما بالمفاخر يُذكرُ
ولقد مضتْ سنواتُ كربٍ مُرَّةٌ=من بعدِ موتِك غيمُها مستَمطَرُ
وتكالبَ الأشرارُ في الدنيا على=إخوانِنا ، لكنهم لم يظفروا
والشرُّ مهزومٌ وإن بجيوشِه=سلَّ السيوفَ على الهدى مَنْ يمكرُ
فعلى النظامِ العالميِّ المُزدَرَى=طبختْهُ أيدي كفرِهم ما غيَّروا
هاهم صليبيُّون جنَّ جنونُهم=وبمكرِ وسوسةِ اليهودِ تجبَّروا
قد عادَ هتلرُهم بثوبِ ثقافةٍ=عمياء من غير الأذى لا تُبصرُ
يجري إلى فعلِ الجرائم مؤذيًا=ويلذُّ في عينيه شعبٌ يُنحَرُ
و زحوفُه والمرجفون وحربُه=وكأنها الريحُ العقيمُ الصرصرُ !!
لم يُبقِ بيتا شرُّها في أمنه=وبكلِّ أفقٍ من أذاها منذرُ
وهو الفسادُ معربدٌ ، وكأن=سحبٌ تفيضُ وسيلُها لايقصرُ
والرعبُ في وجهِ الحضارةِ مقبلٌ=والأمنُ من شرِّ التقدم مدبرُ
والعالمُ المنكودُ روَّعه الذي=ربَّى الكلابَ وشأنُه لا يذكرُ
بالقاذفات الحاملات عقوقَهم=للهِ ، فالكفرُ المعربدُ يُسجرُ
يا إخوةَ الإسلامِ عصرٌ : وجهُه=من شرِّ كيدِ الكافرين مغبَّرُ
ويعيشُ فيه أخو العقيدةِ واجمًا =أما الخسيسُ فإنه المستهترُ
همَّان ما نِئنا بحملِهما على=طهرِ القلوبِ البيضِ لا تتضوَّرُ
الله لولا اللهُ لم يصدعْ فتى=في وجهِ كلِّ معربدٍ يستكبرُ
إن عاش فالإسلامُ تاجُ فخارِه=أو ماتَ فالبشرى لديه تُؤثرُ
همَّان ما قصما ظهورَ أعزَّةٍ=باللهِ إذ ثبتوا ولم يتقهقروا
همٌّ به ارتجزتْ خطوبٌ جمَّةٌ=وبه النصارى واليهودُ تآمروا
وبه من الأحقادِ نارٌ لم تزلْ=في كلِّ مِصرٍ جمرُها يتسعَّرُ
ولقد تداعوا بالسلاحِ و هدَّدوا=وأتوا بما يُغري الضعافَ ويُسكرُ !
ولقد أتوا والساحٌ خاويةٌ على=أركانها ، وعفا الربيعُ الأخضرُ
لا السيفُ مصقول العوارضِ عندها=أبدا ولا دوَّى الأذانُ الأطهرُ
همٌّ رعاكِ اللهُ أمتنا وكم=ذقتِ الهمومَ فسيلُها متحدِّرُ
ثانيهما همٌّ مريرٌ طعمُه=وسمومُه بكؤوسه لا تفترُ
منَّا و فينا لم يزلْ أجنادُه=أبناءُ جلدتِنا الذين قد اشتُرُوا
قطعوا الأواصرَ والذِّمامَ ، وغرَّبوا=في ليلِ ردَّتِهم وأخلد عنترُ
هجرَ البطولةَ والصمودَ كأنه=حملٌ وديعٌ في الربا أو جؤذرُ
ثوبُ الوَداعةِ ناعمٌ يصبي الفتى=هيهاتَ يلبسه الأبيُّ القسورُ
*=*
يا أمةً عزَّتْ بدينِ محمَّدٍ=ولغيرِ بارئ مجدِها لا تجأرُ
هزِّي بوجهِ الظالمين إباءَنا=يأتِ الجموعَ إلى الجهادِ مبشِّرُ
مازال صوتُ الصحوة الكبرى على=سمعِ الزمانِ مع الأذانِ يكبِّرُ
ما هابَ فارسُها دجى الإرهابِ في=أرضٍ ، ولا هزَّ اليقينَ كُوَيْفِرُ
يمضون رغم تشدُّقِ السفهاءِ لم=يطمسْ خطاهم مَنْ يجورُ ويفجرُ
كانوا ولا زالوا على العهدِ الذي=بايعتَ ربَّكَ أيها المستبصرُ
يامصطفى : مهما استبدَّ الظالمون .=. وعربدوا . فاللهُ منهم أكبرُ
فاهنأ بجنَّاتِ النعيمِ ، وعندنا=لكَ من فرائدِك الأثيرةِ منبرُ
*= *
أغنى أبو النَّضرِ المحامدَ سيرةً=لك في المآثرِ وجهُها لايُنكرُ
وأبانَ فيها جوهرَ الرجلِ الذي=ما انثلَّ مجد في يديهِ معنبرُ
فالهاشميُّ الفذُّ فاضَ بفكرِه=قلمٌ يميسُ مدادُه متنوِّرُ
مااستشرفَ الأمجادَ إلا صاغها=عقدًا نفيسًا للبطولةِ يذكرُ
جمعَ الفرائدَ والفوائدَ والرُّؤى=وكأنَّها للظامئين الكوثرُ
تسقي بنيها ماسلوها أو جفا=آثارَها منهم فتى يتحدَّرُ
مازالت الفيحاءُ والشهباءُ والأُخرى .=. التي بفدائها تتأزَّرُ
أخواتُها ونهارُ مجدٍ حافلٍ=مُدُنٌ تراءتْ والليالي تقمرُ
بوركتَ ياهذا الأديب وطاب في=عزماتِ قلبِكَ عودُها والمجمرُ
أزجتْ صحائفَ ماخبتْ أنوارُها=ليشاهدَ الأعمى السَّنا والمبصر
وسوم: العدد 1086