ظرف القصيدة : هو موقف مشرف ، وقفته طالبة مغربية أبية نجيبة بمناسبة تخرّجها من معهد علمي ، وقد استُدعي عميد كلية كضيف شرف كي يقدم لها شهادتها وجائزتها المستحقة ،لكنه اشترط عليها أن تزيح الكوفية الفلسطينية التي كانت تتوشح بها، إلا أنها وبعزة نفس، وبكبرياء، وشموخ رفضت شرطه ، فانصرف من الحفل مدحورا مذموما . وقد حيّى الشعب المغربي الأبي قاطبة موقفها المشرف بحرارة. وحق على الشعر أن يسجل هذا الموقف المشرف شهادة للتاريخ .
نص القصيدة :
تنويه :
القصيدة مهداة إلى أبطال غزة شهداء، وجرحى، ومشردين، ومرابطين، ومهداة إيضا إلى الطالبة الماجدة خديجة أحتور .
ما نامت العين واحمرت مآقيها=والدمع تسكبه لا من قذىً فيها
بات مسهدة والنوم جافيها=تبكي لغزة صهيون يؤذيها
تبكي الأحبة أشلاء ممزّعة=تحت الدمار وقد بادت ذراريها
ضاق الحصار بها والجوع أجهدها=أزرى الأُوام بها من ذا يساقيها؟
والقصف روّعها يغشى مغانيها=بالقاصفات لظىً صهيون يُصليها
وغزة العز إن دُكّت مبانيها=إن الأسود من الأنفاق تحميها
منها تذود عن الأمجاد صامدة=والله ناصرها بالعزّ يُعليها
همُ الأشاوس ما لانت قناتهمُ=أهل الجسارة والوهّاب مُعطيها
والنصر غايتهم والموت مركبهم=والروح راضية تُهدى لباريها
نعم الملاحمُ للتاريخ قد سطرت=هي المفاخر والأشعار ترويها
أَهدَوا إلى العُرب عزّا بعد ذلتهم=في الأرض غنّت لهم شدوًا أناسيها
أغلى وشاح وشاحُ العز كوفيةٌ=للماجدات كأطواق وتُحليها
حازت بها شرفا في الحفل ماجدة=بنت الأكارم لمّا ذلّ شانيها
حَيُّوا خديجةَ قد تاهت بعزتها=على التصهين لمّا همّ يؤذيها
زان الشُماغ مع التوفيق طلعتها=أكرم به شرفا أهدت لأهليها
سُرّت بها هممٌ في غزة طربت=تُهدى لها قُبلاً زانت تهانيها
ومغربُ العز طرّاً هبت شبيبته=دعما لغزة عادت من يعاديها
ذلّ التصهين في أرض تناوئه=أرض الشهامة لا يَخزى أهاليها
طيبُ الأرومة لا يرضى بها زللاً=إن المعرّة إذلال لباغيها
تعلو الشعوب إذا صدّت أعاديها=وفي الكفاح إذا هبّت مراميها