أبثّ إليك ، يا ربّي ، شكاتي = فأنت الله تدري ما بذاتي
ضعيفاً قد خُلقتُ فلستُ أقوى = على همّ الحياة وقهرِ عات
فدنيانا تبدّت وحشَ غابٍ = فتفرُسُنا بأنياب القساة
وأحياناً ترينا لينَ أفعى = فتخفي سمّها بالأمنيات
وحيناً تفرش الدّرب بوَرد = ومن بعد الورود ظُبا الأذاة
* * *=* * *
فويلٌ للذي أعطى قياداً = لشيطان الهوى ودُمى الحياةِ
ويا سعدَ الذي لبّى نداءً = من الخلاّق، لا صوتَ الجُناةِ
وقد أدّى حقوق الله طوعاً = وأدّى راشداً حقّ الحياةِ
وإن طغتِ النُّفوسُ وما استجابت = لدينٍ أو لعُرفٍ أو هُداةِ
فإنّ عقاب ربّك لهو آتٍ = فتحكمنا قوانين الطّغاة
فيقتلُ بعضُنا بعضاً لِدُنيا = وننسى الحشر من بعد الممات
وما الدّنيا سوى جسرٍ لأخرى = وفي الأخرى موازين السُّعاة
فإمّا النّارُ تحطمُ مصطليها = وإمّا جنّةٌ عُقبى التّقاة
* * *=* * *
فألهمنا ،إلهي،الصّبر وامننْ = علينا بالرّشاد وبالثبات
ووفّقنا لنصر الحقّ واخذل = جنود البغي ، يا عونَ الأباة
وجنّبنا الهوى واغفر خطايا = تغشّتنا لضعفٍ أو شتات
وسترا يا جميلَ السّتر ذنباً = تغشّانا بوسواس العصاةِ
ووفّق أهلَنا للحقّ واحفظ = عليهم ما حفظتَ على التّقاة
وفرّج كربَ "إسلامٍ "وأحسن = خلاصَ مجاهدٍ في سجن عاتِ
وأمّا المسلمون فأنت أدرى = بما آلوا إليه من الشّتات
" فكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى " = وليلى لا تريدُ سوى الثّقاة
فأصلح حالَهم يا ربّ وامنن = عليهم بالرّشاد وبالنّجاة
ومسك دعائنا يا ربّ حمدٌ = وتسليمٌ على خير الهداة