هوامش :
(1)العقيان : الذهب ، والمراد هنا الدماء التي تشبه العقيق والعقيان في حمرتها .
(2) أَحْمَرُ قَانٍ: قانِئٌ، شَدِيدُ الْحُمْرَةِ.
اللهُ أكبرُ ضجَّ في الشريانِ=نبضُ الحنينِ لقائدِ الفرسانِ
قطب الرحى الهدَّارُ في ساحاتها=والفارسُ المقدامُ في الميدانِ
وافى الوغى لم يخشَ عاصفةَ الرَّدى=أو لانَ للسفهاءِ والخُـوَّانِ
ومضى عزيزا لايلينُ لبغيهم=ورؤاهُ والأقصى حِوارٌ هـانِ
شيخُ المنابرِ مالوى تبيانَه=سفهُ القريبِ ووطأةُ الحدثانِ
أو ضرَّه قولُ الغبيِّ سفاهةً= أو نالَ منه صويحبُ التيجانِ
أبناؤُه الشهداءُ قد سبقوه في=دربِ الجهادِ بأكرمِ العقيانِ(1)
وبقيةُ الأرحام من بيتٍ جنى=ثمرَ الجهادِ بجنَّةِ الرضوانِ
هـم مااسْتكانوا للعدوِّ ولم يروا=إلا الجهادَ لحافظي القرآنِ
عاشتْ فلسطينُ الحبيبةُ درَّةً=بقلوبِهم والفضلُ للإيمانِ :
ولربِّهم ولقد جنوا توفيقَه=إنَّ الشَّهادةَ ذروةُ الإحسانِ
بشرى أبا العبدِ انْجلتْ بوفائكم=سننُ الأباةِ الصِّيدِ في الأعنانِ
وبغمرة الطوفانِ ذلَّ عدوُّكم=طوفان أقصانا بلا نكرانِ
(الجورةُ ) الشَّماءُ قريةُ قائدٍ=فيها ترعرعَ بالهدى الربَّاني
وتفيَّأَ الظلَّ الظليلَ لدعوةٍ=يلقى بها الرحمنَ ذا السُّلطانِ
ومعسكر للَّاجئين (بشاطئ)= خبرَ الحياةَ وقسوةَ العدوانِ
أحوال قومٍ في فلسطين ارتأوا=قيمَ الهدى في الصَّبرِ والشكرانِ
واليوم غــزَّةُ في صراعٍ مفجعٍ=ومع اليهودِ اللؤمُ فيهم دانِ
لكنهم وجدوا الأباةَ قيادةً=لاتنحني من منظر الأكفانِ
وَلَكَمْ لهم سجنوا وكم قد قتَّلُوا=ولَكَم نفوا من خيرةِ الشجعانِ
(مرج الزهور) وفيه كوكبةٌ أبتْ=بغيَ اليهودِ لسائرِ السُّكَّانِ
وهو التحدِّي لم يزل في قوةٍ=هيهاتَ تخشى غارةَ الأضغانِ
مازال في سمعِ الزمانِ وأهلِه=نبراتُ إسماعيل في الميدانِ
لم يعترفْ بكيانِ إسرائيل في=يومٍ من الأيامِ للجرذانِ
هيهاتَ ما عشنا ليعترفَ الوفا=للقدسِ والأقصى وللسكانِ
عشنا نجاهدُ في الحياةِ عدوَّنا= رغم الأسى والجوعِ والحـرمانِ
رغم الصواريخِ المميتة أرعدتْ=رغمَ اغتيالِ النخبةِ الفرسانِ
طوبى أبا العبد الْمُزمجرُ مؤمنا=بحقيقة التوحيدِ للدَّيَّـانِ
قتلوك لكنْ لم تمتْ فشهادةٌ=لـكَ أقبلتْ باليُمنِ والإيمانِ
جنَّاتُ عــدْنٍ معْ بنيك وإخوةٍ=سبقوك ماهانوا لزيفِ هـوانِ
قد جُــدْتَ بالروحِ الكريمة رغبةُ=ومحبَّةً للهِ ذي الإحسانِ
ذكراك والشهداءُ يَعْذُبُ ذكرُكم=ويمرُّ ذكرُ الركبِ في الأذهانِ
ولأحمد الياسين ذي الفجر الذي=لاقى به محبوبًه العدناني
صلَّى عليه اللهُ جاءَ مبشرا=بالفتح والنَّصرِ القريبِ الهاني
إنا فقدنا يا أُباةُ بفقدكم=أغلى وأسمى قائدٍ ربَّاني
ولقد فُجعنا ياهنيَّةُ عندما=قد جاءت الأنباءُ بالبرهانِ
لكنَّه الصَّبرُ الجميلُ يضمُّنا=ويردُّ عنَّـا سطوةَ الأحزانِ
والمجرمون ومَن سعوا في قتلكم=لهمُ التبارُ وغضبةُ الدَّيَّـانِ
والله نسألُ أن يدمِّرَ صرحَهم=صرحَ الخيانة والهوى الشيطاني
لن يفلتَ الأعداءُ إنَّ هلاكهم=آتٍ إليهم لُــفَّ بالخسرانِ
ما ماتَ حتفَ الأنفِ منكم فارسٌ=أبدًا ولا قد لانَ يومَ طِعانِ
فـزتُم وربِّ البيتِ في أيامكم=بالعزِّ والإيثارِ والتحنانِ
وسِواكُمُ قد ذلَّ للباغي وقد=خانَ الأمانةَ فاقدُ الوجـدانِ
فاستبشروا متنعمين بجنَّةٍ=فيها لكم نِعَمٌ من الرضوانِ
أمَّا السيوفُ فلم يزل عنوانُها=نهجَ الجهادِ يرنُّ في العنوانِ
والنصرُ نلمحُه على أرواحكم=لمَّـا علتْ والبوحُ في الخفقانِ
وتظلُّ راياتِ الجهادِ بقدسِنا=أبـدًا ترفُّ بسائرِ الأعنانِ
ويزيدُها وهجًا دمٌ يجري هنا=في غــزَّة الإيثارِ أحمرَ قانِ(2)
سيظلُ ميدان البطولة شاهدًا=أنَّ الجهادَ يردُّ كلَّ جبانِ
والحزنُ والجزعُ البغيض مكانُه=في ملعبِ الهفواتِ والخسرانِ
هيهات يُجدي القومَ غيرُ كفاحِهم=في العصرِ عصرِ تآمرِ الربَّانِ
عصرِ المآسي لم يَدع من آفةٍ=إلا وجاءَ بهنَّ للعربانِ
والمسلمون استيقظوا بعد الونى= وصحوا به من غفلة وتواني
أمَّأ العدوُّ فلم يزل في بغيه=والمرجفون فبئسَ أهل هـوانِ
أعداءُ أمَّتِنـا ولم يهدأْ لهم= بـالٌ إلا بهدمِ شريعةِ الرحمنِ
والليلُ أطبقَ منذرًا إجرامَهم=بئسَ الجناةُ ، وغارةُ العدوانِ
والكربُ يضحكُ في شِفاهِ أذلةٍ=متباهيًا بشراسةِ الذؤبانِ
فتجلدي فخرًا ، وتيهي عزَّةً=ياغزَّة الفرسانِ والقرآنِ
فالمفلسون ثلاثةٌ سكروا بما=في الكأسِ من خبثٍ ومن أضغانِ
وتعجَّلوا أيامَهم لـم يعلموا=قدرَ الإلهِ القاهرِ الدَّيانِ
(نتنٌ بأمركةٍ وعباسُ) الذي=قُبُلاتُه تُهدَى لذاك الجاني
والمجرمون عصابةٌ خلعوا الحياءَ .=. تبذُّلاً في خــانةِ العصيانِ
أجلٌ قريبٌ . ليس تنفعُهم إذا=حانَ القضاءُ صداقةُ الشيطانِ
لجُّوا بغطرسةٍ فذي أنيابُهم=عضَّتْ قلوبَ الناسِ في البلدانِ
أحضارةٌ في البغيِ إنسانيَّةٌ=أم غابُ أنجاسٍ نرى وزواني !
أَوَ يعرفُ القيمَ الرفيعةَ مَنْ قضوا=أيامَهم بالسُّكرِ والعصيانِ !
أَيقودُ قومًا مَنْ تبوَّلَ واقفا=فنجاسةٌ في الثوبِ والأبدانِ !
أم يعرفُ الرحماتِ ذئبٌ جائعٌ=يروي جواه من الدمِ الهتَّانِ !
هيهاتَ يازمنَ المكارهِ أن تَرى=دنياكَ عندَ الحقدِ ظلَّ أمانِ !
هذي مكائدُهم ، وذاكَ عُتُوُّهم=والمكرُ والتدليسُ مزدهيانِ !
شكوى لربِّ العرشِ صعَّدَها بنو .=. الإسلامِ في ليلِ الأذى المتداني
في القدسِ في بغداد في الشَّامِ التي=عانتْ وغــزَّة من لظى العدوانِ
في السجنِ في الزنزانةِ الصمَّاءِ في=ما لا ترى إجرامَهم عينانِ
زمن التَّفلُّتِ لارعى اللهُ الذي=حكمَ العبادَ بخبثِه الشيطاني !
زمن الوحوشِ : فيالغزَّة من يـدٍ=ملعونةٍ حملتْ أذى العبدانِ
أمستْ كمسرحِ مُخرِجٍ ذي خبرةٍ=بالفنِّ والإرهابِ في البلدانِ
والناسُ ويحَ الناس ماتَ أميرُهم=وتلفَّعوا باللفِّ والدورانِ
يتفرجون ويضحكون لحبكة=قد قُدِّمتْ للعرضِ في إتقانِ
ونساءُ غزَّة مابهنَّ ! وما لهنَّ ؟ .=... وصبيةٌ وجموا لخطبٍ دانِ !
هيهاتَ ينكسرُ الإباءُ فغزَّةٌ=تعني صُمودَ المؤمنِ المتفاني
شبعتْ من الموتِ الزؤامِ وما حنتْ=للبغيِ قامتَها ، وللعدوانِ
وبها الجحافلُ آمنتْ باللهِ لم=تسجدْ سوى للهِ ذي السلطانِ
والرزءُ عنوانُ اصطفاءٍ طيِّبُ=للمسلمِ المشدودِ بالإيمانِ
وأشدُّ أهلِ الأرضِ بلوى صفوةٌ=مختارةٌ من عالَمِ الإنسانِ
من أنبياء ومصطَفين وكلِّ مَنْ=سلك الطريقَ الطاهرَ الرباني
فاصبرْ فما من شوكةٍ يُؤذَى بها=جسدٌ نما بطهارةِ الوجدانِ
إلا أُثيبَ بها منازل جنَّةٍ=هفهافةٍ بالروحِ والريحانِ
بئسَ اليهودُ وهم صهاينة لهم=يومٌ قريبٌ هــلَّ بالفرسانِ
غضبتْ عليهم أرضُنا وسماؤُنا=أبدا وقد لُعنوا مدى الأزمانِ
يفنيهم القدرُ المحيقُ بهم فلن=يجدوا لهم من ناصرٍ بأوانِ
فقلوبُهم غلفٌ ، عليهم لعنةٌ=مُذْ أُشربوا حبَّ الهوى المزدانِ
بالكِبرِ أو بالعجلِ أو بالظلمِ أو=بالحرصِ أثقلهم ، وبالعصيانِ
أتخافُ أُمتُنا شراذمَ أبرموا=أمرًا وهم في قبضةِ الدَّيانِ !
بشراكِ أُمَّـةَ أحمد الهادي غدا=يأتي الصباحُ بما نراهُ أماني !
فالأمرُ رغم عُتُوِّهم وضلالِهم=للهِ لا لفيالقِ العدوانِ
هم يعلمون مصيرَهم لكنَّه .=. اسْتكبارهم في عالَــم الإنسانِ
ودمُ الكرامِ الصِّيد يبقى حجَّة=تحدو بأُذْنِ الخِبِّ والسَّجَّانِ
لن يفلتوا من حكم ربِّك إنَّما=هـي مهلةٌ للنخبةِ العميانِ
سيذوقها الباغي الزنيمُ جليَّةٌ=في أيِّ منتجعٍ من البلدانِ
والسُّنَّةُ الغــرَّاءُ فيها نبذةٌ=عن موعدِ الفصلِ الأخيرِ الــرَّاني
والظلمُ والنكباتُ والآلامُ لا=تبقى ولا هذا الأذى بمكانِ
اللهُ أكبرُ يامآذن كبِّــري=فالكونُ مشتاقٌ لصـوتِ أذاني