ما بالُ هذي الأمَةِ ؟!

ما   بال هذي الأمّةِ الكبرى ترى المظلوم يُسحَقُ لا تضجُّ ولا تُعين

ما بالُها ؟! لا قلبَ ينبض رأفةً     بالأهل في وطني ، يذوقون المنون

لا عينَ تبصر ما بهم من نازلاتٍ ، من غشومٍ ، من ظلومٍ ، من خؤون

يا   ويح طفلٍ قد تساءَل باكياً       لِمَ والدي الحاني يُغَيَّبُ في السّجون؟!

ماذنب طفلٍ وهو يمتصّ الرّحيق إذا به تُرديه   نارُ الظّالمين؟!

يا   ويح أمٍّ تثكلُ الأطفالَ في السّاحات ساح الدّار والبيت الأمين ؟!

يا ويحَهم ها قد هوى الصّاروخُ في السّاحات يودي بالبنات وبالبنين

في البيت ذاك جوارَهم هوت السُّقوفُ على أناسٍ راكعين وساجدين

وكذا المعاهدُ والمشافي عمّها           لهبُ الحريقِ بأمر شيطانٍ لعين

شتّى الجرائم مارستْ أوغادُهم         وتراهمُ رُوّادَ درب   المجرمين

هم طغمةُ الأشرار في دنيا الورى       قد مارسوا ما ليس يخطر في الظّنون

لا حسّ يشعر بالّذي يُكوَى به         أهلُ فلسطينَ ،   فمَن   للصّارخين؟!

فهل   العروبةُ أقفرت من همّةٍ       كانت تتيه بها على مرّ السّنين؟!

وكذا عروقُ المسلمين   تبخّرت       منها إغاثةُ مستغيثٍ   مستعينّ

وكذا   قلوبُ العالَمين تجمّدَتْ       عن نجدة الضّعفاء في عُرفٍ ودين

********

لا يُنجد الأحرارَ في بلدي سوى     مَن ينصرُ المضطرّ والحقّ المبين

هو أنت يا الله   فانصر عُصبةَ الأحرار في بلدي وأخزِ الظّالمين

صبراً أيا أحرارُ ، ليس أمامَكم     إلا انتصارٌ أو شهادةُ   وارثين

فلئن   خُذلتم أيّها   الأحرار في بلدي، لَنصرُ الله آتٍ بعد حين

وسوم: العدد 1093