في ذكرى المولد النبوي الشريف

من   ديوان   شِغري   ( إشراقات   )

لِـمَـنِ الـضِّـيَــاءُ أَطَـلَ مِـنْ عَـلْـيَــاءِ ؟!

لِـــمَــنِ الـبَـهَـاءُ بِــلَــيْــلَــةٍ غَـــرَّاءِ ؟!

لِـمَــنِ الـبَشَـاشَـةُ فَـاضَ نَـبْـع بَـهَـائِـهَا

وَافْــتَــرَّ ثَـغْــرُ الــكَــوْنِ عَـنْ لَألاءِ ؟!

لِــمَـنِ الـبَشَائِـرُ فِي الوُجُودِ تَرَاقَصَتْ

مَـا بَـيْـنَ ذِيْ الغَـبْـرَاءِ وَالـخَـضْرَاءِ ؟!

لَــمَــنِ الــبَشَائـرُ أَرَّجَــتْ كُــلَّ الـدُّنَـا

فَـتَـضَـاءَلَ المِعْـطَارُ فِـيْ اسْـتِـحْيَاءِ ؟!

وُلِــدَ الـحَــبِـيْــبُ مُـحَــمَّــدٌ بِـبَـهَــائِــهِ

مِـيْــلادَ فَـجْــرٍ بَـــعْـــدَ طُـوْلِ رَجَــاءِ

وُلِــدَ الَّــذَيْ غَــرَسَ الحَـيَـاةَ فَـضَائِـلاً

وَاخْـتَـطَ دَرْبَ رَشَــادِهَـــا بِــحِـــرَاءِ

وُلِــدَ الّــذِي لَـــوْلَاهُ مَـا خَـفَـقَـتْ لَــنَـا

هَـــٰــذِيْ الــقُــلُوبَ بِـخِـشْيَـةٍ وَرَجَــاءِ

هَـيّــا اشـكُـرُوا الـرَحْمَـٰن فَهْوَ يَعُـمُـنَا

بِـــالـنِّــعْــمَــةِ الــمُــهْــدَاةِ وَالأنْــــدَاءِ

هَـيّــا اشـكُـرُوا رَبَّ الــوُجُــوْدِ فَـإنــهُ

رَحِــمَ الــوُجُـــوْدَ بِـسَـيِّــدِ الــرُّحَـمَـاءِ

صَـلّىْ عَـلَـيْــكَ اللهُ يَـاْ عَـلَــمَ الـهُــدَى

مَــا أشـرَقَـتْ شَـمْـسٌ مِــنَ الـعَـلـيَــاءِ

صَـلّــىْ عَـلَـيْــكَ اللهُ يَـا خَـيْـرَ الوَرَىْ

مَـا أَوْلَــجَ الأنْـــوَارَ فِـــي الـظَّـلـمَــاءِ

صَــلّـى وَسَــلَّــمَ مَــا أَقَــامَ بِــكَـــوْنِـهِ

سُــنُـنَــاً تَـــقُـــومُ بِــقُـــدْرَةِ الــبَــنَّـــاءِ

قَــدْ شَـــاءَ رَبُـــكَ أَنْ تَـكُـوْنَ رَسُوْلَـهُ

لِــلَـــعَـالَـمِـيْــنَ وَرَحْـمَــةَ الأَحْــيَــــاءِ

قَـــدْ شَـــاءَ رَبُــكَ أَنْ تَـكُـوْنَ مُـبَشّـرَاً

لِـلــمُــؤْمِـنِـيْــنَ وَمُـنْــذِرَ الـسُّـفَــهَـــاءِ

فَــرَعَــاكَ فِــي الأزَلِ المغَــيَّــبِ ذَرَّةً

حَـتّـى وُلِـدتَ فَــكُـنْــتَ خَيْـرَ عَـطَــاءِ

وَحَـبَـاكَ مِــنْ خُـلُـقِ السَّـمَـاءِ رَفِـيعَهَا

حَـتَّـى عُــرِفْــتَ بَـأَشْــرَفِ الأسْــمَـاءِ

وَشَـبَـبْتَ فِـيْ الـبَـلَـدِ الحَـرَامِ مُطَهَّــرَاً

مِـنْ كُــلِ رِجْـسٍ عَــمَّ فِــيْ الأرْجَــاءِ

وَدَعَـاكَ قَــوْمُـكَ بـالأمِـيْــنِ وإنّهم

بَــهَــرَتْـهُــمُ الأخْــلَاقُ بَــهْــرَ ذُكَـــاءِ

لَـٰكِـنَّـهُـمْ يَـا وَيْـحَهُـم عَـبَــدُوا الهَــوَى

حَـتَّـى عَـمُـوْا عَــن أوضَــحِ الأشياء

فَــلـقَــد أَتَـيـتَـهُــم بِـشَـــرعِ إلـٰــهِــهِــم

فَـتَـنَــكّــرُوا لِـلـشِّــرْعَـةِ الـسَّـمْـحَـــاءِ

أَسـمَـعْـتَـهُـم آيَـاتِ رَبِّـكَ فَـانْـتَـضَـوا

سَـيْـفَ الـجَـهَـالَـةِ يَـا لَسوءِ جَـــزَاءِ

عَـرَفُـوْكَ كَالـشَّـمْـسِ الـمُنِـيْـرَةِ فَوقَهُم

لَـٰـكِــنَّـهُـم صَــــدُّوا عَـــنِ الأضْـــوَاءِ

وَصَـبَـرْتَ يَـا خَـيْرَ الأنَامِ عَلَى الأذَى

حَـتَّـى هُــدُوا لِــلـسِّـمْـحَــةِ البَـيْضَــاءِ

لَـــوْ كُــنْـتَ فَـظَّـاً جَـافِـيَـاً لَــتَـفَـرَّقُــوا

عَــمَّــا دَعَــوْتَ إلـيْــهِ مِــنْ نَـعْــمَــاءِ

لَٰـٰكِـنَّــكَ الـمُخْـتَـارُ مِـنْ بَـيْـنِ الــوَرَىْ

لِـتَـكُــوْنَ فِـيْـهِــم أرحَــمَ الــرُّحَـمَـــاءِ

فَــلَـقَــدْ بَــذَذْتَ الــعَـالــمِـيْـنَ مُــرُوْءَةً

وَحَـبَــاكَ رَبُــكَ صَــفْــوَةَ الـفُـضَــلَاءِ

قَــدْ جَـاءَ فِـي الـتَـنْـزِيْـلِ ذُكرُكَ عَالِيَاً

فَــلَأنْــتَ مَـفْــطُــورٌ عَــلَـى العَـلـيَـاءِ

عَـلَّـمْـتَ صَحْـبَـكَ أنْ تَـكُـوْنَ حَـيَاتُهُم

للهِ خَــــالِــــصَـــــةً بِــــــلا أَقْـــــــذَاءِ

وَوَضَعت فِـي أيْـمَانِـهِـم عَلَمَ الهُدَىْ

كَـيْـمَــا يُـــرَفْــرفُ فِي سَـمَا الأحياءِ

فَـتَـرَكْـتَ فِـيْـهِـم هَادِيَـيْـنِ عَلَى المَدَى

ذَاكَ الـكِــتَــاب وَسُـنَّــة الــمِــعْـــطَـاءِ

حَـمَـلُـوا الأمَـانَـة مُـخْلِصِـيْـنَ لِـرَبِّـهِـمْ

وَتَــجَـــرَّدُوْا لِـلـــدَّعــــوَةِ الـــغَــــرَّاءِ

بِـالحِكْـمَـةِ الـمُثـلَى وَحُسـنِ فِـعَـالِـهِــم

وَبِـحَــدِّ سَـيـفِ الـحَـقِّ فِـي الهَـيْـجَــاءِ

دَانَــتْ لَـهُــمْ دُوَلٌ تَــتِــيْــهُ بِـبَـأسِــهَــا

وَهَـوَتْ عُـرُوْشُ الـكُـفْـرِ وَالـظَّـلـمَـاءِ

وَبِـدَوْحَةِ الــدِّيْــنِ الــحَـنـِيْـفِ تَـفَـيَّـأَتْ

تِـلـكَ الـشُـعُـوْبُ بِـنِـعْــمَـةٍ وَصَــفَـــاءِ

وَيَـدُورُ دُولَابُ الــزَّمَــانِ فِـمَـا نَــرَى

لِـلــعِـــزَّةِ الــقَــعْـــسَـــاءِ أَيَّ لواءِ

أَيْــنَ الــذِيْــنَ بِـهِــمْــةٍ بَـلَــغُــوا بِـنَــا

كَـبِــدَ الـسَّـمَــاءِ وَقُــبَّــةَ الـجَـــوْزَاءِ ؟!

أَيــنَ الأُلِـى اعـتَـصَمُوا بِحَبْلِ إِلـٰهِـهِـمْ

حَـتّـى غَـدَوا كَـالطَّــوْدِ فِـي الـنَّكبَاءِ ؟!

أَيــنَ الأُلِـى طَـارُوا نُـسُورَاً فِـي العُلا

بــجَــنَــاحِ إيـمَـانٍ وصِــدْقِ فِــــدَاءِ ؟!

أَيـنَ الـذِيــنَ فُــتُـوحُـهُم شَـهِـدَتْ لَـهُـم

بـالـرَّحْـمَــةِ الـمُـسْـدَاةِ لـلـضُّـعَـفَاءِ ؟!

أَيــنَ الخَـلِيْـفَــةُ حِـيـنَ جَـاءَ مُــكَـبِّــرَاً

مِـنْ رَوْضَـةِ الـهَادِي إِلـى "إِيْـلـيَاءِ" ؟!

لِـتَكُـوْنَ قُـدْسُ المُسْلِمِـيْـنَ عَلَى المَدَى

وَتُــذَكّـــرَ الــحُــنَـفَــاءَ بــالإسْـــرَاءِ

بَـلْ أَيـنَ أَنْـتَ أَ يَـا صَـلاحُ لِـكَـيْ تَـرَى

مَـا حَــلَّ بِــالأقــصَـى مِـنَ الأرْزَاءِ ؟!

قَـدْ غَـابَ عَـنْـهُ الصَّادِقُــونَ فَمَا تَرَى

إلا نِـفَــاقَ الــطُّــغْـمَــةِ الحَـمْــقَـــاءِ

وَتَـرَى شُــعُـوبَـاً ذُلَّــلَـتْ أَعْــنَـاقُــهُــا

بِـالـبَـطْـشِ وَالـتَّـقْـتِـيْــلِ والِإفْــنَـــاءِ

قَــدْ غَـابَ جُـنْــدُ اللهِ عَـن سَـاحِ الـفِـدَا

وَأَتَـــى عَــبِــيْــدُ الـمَــالِ وَالأَهْــــوَاءِ

قَـدْ غَـابَ أَحْـرَارٌ مَـضَـوا بِـشَـهَـامَــةٍ

وَأتَـــى الـعَـبِــيْــدُ بِــذِلّــةٍ وَغَــبَـــاءِ

فَـأُوْلَـــٰـئِـكَ الأطْهَـارُ فَــاحَ أَرِيْـجُـهُــم

وَالـيَــوْمَ يَـخْـلُـفُـهُــم كَــرِيْـــهُ بَــذَاءِ

مَــاذَا أَقُـــوْلُ أَيَــا طَـبِـيْـب َقلـوبنا

وَاللهُ يَــعْـــلَــمُ مَــا بِــنَـــا مِــنْ دَاءِ ؟!

مَــاذَا أَقُــولُ وَقَــد تَــرَكْـنَـا شِــرْعَــةً

هِــيَ شِــرْعَـةُ الـرَّحْـمَـانِ للأحياء

فِــيْـهَـا لِـمَا فِـي الصَّــدْرِ طِـبٌ ناجعٌ نَـا

لَا طِــبَّ يَــشْـفِـي غَـيْـرُ وَحْـي سَـمَاءِ

هَــا قَــدْ أَضَـعْـنَــا قُــدْسَـنَــا وَبِـلَادَنَــا

مِـنْ بَـعْـدِ هَـجْـرِ شَـرِيْـعَــةٍ سَــمْحَــاءِ

هَــا قَــدْ تَـحَـوَّلْــنَـا غُـثَـاءً طَــافِـــيَــاً

فَـــوْقَ السُّــيُـوْلِ بِـغَـيْـرِ مَــا أَسْـمَــاءِ

لَــمْ يَــبْــقَ مِـنْ شِــيَمِ الكِـرَامِ سَجِـيَّــةً

فِــي مُــدَّعِــيْ الإسْــلَامِ وَالــعَـرْبَـــاءِ

إِنَّــــا لَــبِــسْـــنَـــا عَــارَنَــا بِــجَــدَارَةٍ

حَـتّـى غَــدَوْنَـــا سُـــبَّـــةَ الأَحْـــيَـــاءِ

مَالِي أَطَلتُ القَـوْلَ فِيْ وَصْفِ الدُّجَىْ

وَيَـلُـــوحُ نَـجْـمٌ فِي حَشَى الظَّـلْمَاءِ ؟!

مَـا الـنَّـجْـمُ إِلّا فِـتْـيَــةً نَـشَـأُوا عَــلَــى

حُــبِّ الإِلَــٰــهِ وَدِيْـنِــهِ الـمِـعْــطَـــاءِ

عَـمَـرُوا الـمَـسَـاجِـدَ مُخلِصِينَ لِـرَبهِم

وَتَــنَــزَّلُــوا كَـتَــنَـــزّلِ الأنْــــــدَاءِ

فَـلَـقَـد أَضَـاءُوا لَـيْـلَـنَــا بِـشُـعَاعِــهِــم

حَـتّــى ارْتَــقَـبْــنَــا دَوْلَـــةَ الأَضْــوَاءِ

مَـا ضَـلَّ سَـعْيُ المُسْلِمِيْـنَ إذَا اهتَـدَوا

بِـشُعَاعِ شَـمْـسِ الـمُصْطَفَى الـوَضّـاءِ

إِنّــي أتَــيْــتُــكَ يَــا حَبِـيْـبَ قُــلُـوْبِـنَــا

بِــنُـجُــوْمِ شُـــبّــانٍ وَضَوءِ رَجَـــاءِ

إِنّــا أَتَــيْـــنَــا مُـطْرِقِـيْـــنَ رُؤُوسَــنَــا

مِـمَّـا عَـلِـيْــه الـقَــوْمُ مِــنْ غَــلْــــوَاءِ

وَإِلَــى رِيَـاضِـكَ جَـاءَ يَـسْـعَى جَمْعُـنَا

وَإِلَــى رِيَــاضِــكَ رِحْـلَـةَ الــسُّـعَــدَاءِ

أَنْـتَ الــرَّحِــيْـمُ بِنَا وَصَـدْرُكَ وَاسِــعٌ

فَــكُـــنْ الــشَّـفِـيْـعَ لِأُمّــةِ الـغُــرَبَـــاءِ

غُـفْــرَانَــكَ الـلّهُـمَ فَـارْحَـم جَـمْـعَــنَــا

وَكُــنِ الـنَّصِيْـرَ لَـنَـا عَــلَى الأعْـــدَاءِ

وسوم: العدد 1094