* نشرت بمجلة البلاغ العدد 1686 في 19/2/ 1427ه
جاءَ نصرُ اللهِ والفتحُ المبينْ=رغمَ طغيانِ الغزاةِ المجرمينْ
و رحَى العصرِ على دورتِها=طحنتْ إفكَ العتاةِ الظالمينْ
كم تواروا خلفَ زورٍ و هوىً=ما أتى إلا بوهمٍ و ظنونْ
و أكاذيبَ سفاها بغيُهم=مُزجتْ بالريبِ والرأيِ المهينْ
هكذا الأيامُ عرَّتْهم فما=وجدوا غيرَ انفعالاتِ الجنونْ
شتموا تلك سجاياهم وإنْ=رسموا ذاك هو الحقدُ الدفينْ
***=***
إنه الشَّرُّ البغيضُ انتفظتْ=نفسُه العمياءُ بئستْ من عيونْ
قد تمادى حاملا تدميرَه=باليسارِ المبتَلَى أو باليمينْ
و بنو الشرِّ سكارى عربدوا=هل وعوا ورطتَهم ؟ أم لايعون
أيها المسلمُ لا تستفتِهم=هم عبيدُ الرِّجسِ إبليس اللعينْ
واعتصمْ باللهِ لاتخشاهُمُ=فالبوارُ اليومَ : دربُ الهالكينْ
شتموا تلك سجاياهم وإنْ=رسموا ذاك هو الحقدُ الدفينْ
***=***
لاتسلْ كيفَ فناهم ؟ ومتى ؟=ذاك عندَ اللهِ ربِّ العالمينْ
والمقاديرُ التي نجهلُها=بينَ كافٍ فانتظرْ ويكَ و نونْ
و ثِقَنْ باللهِ لاتجزعْ إذا=دلهمَ الخطبُ وأرغى بالجنونْ
إنهم جاؤوا هنا من فوقِنا=ومن الأسفلِ خفُّوا مسرعينْ
إنما الوعدُ وربِّي لم يزلْ=نورَ أمنٍ في غياباتِ السنينْ
شتموا تلك سجاياهم وإنْ=رسموا ذاك هو الحقدُ الدفينْ
***=***
نحنُ في العصرِ يدٌ مؤمنةٌ=تحملُ الإسلامَ في صفٍّ رصينْ
و توالي ركبَ دينِ المصطفى=وتُجافي كلَّ عادٍ و تُدينْ
فابْنِ في الدنيا المغاني بالهدى=مغدقاتٍ بالنَّجاوى و الحنينْ
لنبيِّ اللهِ r مَنْ جاءَ الورى=بالإخاءِ الحُلوِ صنوِ المتقينْ
فنجا الناسُ الذين استَعْذَبوا=شرعةَ الرحمنِ في أغلى يقينْ
شتموا تلك سجاياهم وإنْ=رسموا ذاك هو الحقدُ الدفينْ
***=***
إنما الويلُ لأوغادٍ عتوا=سيلاقون مصيرَ الغابرينْ
وإذا لم يبقَ للإنسانِ من =ذوقِ نفسٍ ، وحياءٍ في الجبينْ
عاشَ كالأنعامِ في حريَّةٍ=بينَ عُهرٍ و قذاراتِ مجونْ
بئست الحريَّةُ الرعناءُ إنْ=ساقها للناسِ مَنْ لا يستحونْ
لعنةُ اللهِ عليها ، وعلى=مَنْ رعاها في بلادِ الهازئينْ
شتموا تلك سجاياهم وإنْ=رسموا ذاك هو الحقدُ الدفين
***=***
ما أُحَيْلاها حضاراتِ الهوى !=في كؤوسٍ مترعاتٍ و فنونْ
أجملتْ نهضَتَها في سفهٍ=والتواءٍ عن هُدَى الله المبينْ
إنها أوروبةُ الغيِّ وقد=أذعنتْ للرجسِ رجسِ الماجنينْ
فتهاوتْ ثمَّ شاختْ وانثنتْ=عن مراقي العلمِ بالثوبِ المُشينْ
إنما للعلمِ قومٌ همُّهم=أن يشيدوا للورى الصَّرحَ الأمينْ
شتموا تلك سجاياهم وإنْ=رسموا ذاك هو الحقدُ الدفينْ
***=***
هذه حريةٌ ملعونةٌ=أفلتتْ في الغابِ ذا النابِ الحرونْ
ليس من ذوقٍ ولا من شرفٍ=أو لديها عقلُ ذي رأيٍ رزينْ
قد أباحتْ قيمًا مكنونةً=و أحلَّتْ حُرُماتِ المسلمينْ
واستُبيحتْ إذْ غدتْ مركبةً=للأفاعي ، في حياةِ المبطلينْ
تحملُ الإثمَ الذي يغرقُها=ذاتَ يومٍ غير ناءٍ في أُتونْ
شتموا تلك سجاياهم وإنْ=رسموا ذاك هو الحقدُ الدفينْ
***=***
سيِّدي : عفوَكَ إنَّا أُمَّةٌ=أكلتْها اليومَ أفواهُ القرونْ
لم نَعُدْ نحملُ ما جئتَ به=من سُمُوٍّ في البرياتِ و دينْ
همُّنا أهواؤُنا نشبعُها=من حرامٍ وفسادٍ ظالمينْ
وشربنا الذُّلَّ أقداحًا وقد=غرقتْ بالأمةِ الثملى السَّفينْ
و صحونا فإذا أعداؤُنا=بمآسينا تراءوا محتفينْ
شتموا تلك سجاياهم وإنْ=رسموا ذاك هو الحقدُ الدفينْ