( مهداة إلى أكثر من أربع مئة مسلم فلسطيني . أخرجهم اليهود لعنهم الله عنوة من بلادهم ، ومن بين أهلهم ، وقُذِفُوا إلى حيث الرياح والثلوج والأوباء ) .
*نشرت في مجلة الخيرية العالمية الكويتية العدد 36 تاريخ شهر ذي القعدة 1413ه
فتيةٌ أحجارُهم تنتقمُ = بعد أن ماتتْ لدينا الشيمُ
والمروءات استحالت ندما = في ليالينا فبئس السأمُ
ونيام العرب لم يستيقظوا = أَلَوَى سمعَ بنيهم صممُ؟!
هل دروا أن فلسطين لهم = ولأهل القدس فيهم رحمُ؟!
صدَّهم عنها ولا أدري بما = أبدأ القول، فهلا علمُوا..
بالأرض عيشها في غصة = كل من صلى بها متَّهمُ
فانهشي العزَّ الذي في أهلها = وامضغي تاريخَها يا دهمُ
وذري الجرح إذا فاض اشتكى = للصدى السائل إذ يبكيهمو
إنها الخيلُ التي مرَّت بها = منعتْها أن تغيرَ التُّهمُ
طوقتْها مللٌ خوَّانةٌ = ويدٌ آثمةٌ لا الُّلجمُ
ترجع القدسُ ولكنْ بالتقى = لا بأقوام بغوا وانقسمُوا
ولهم سبعون حزبا عثرت = في اللقا أو هامُهم والقَدَمُ
ومفاتيح فلسطين على = صدر مغناها ولا تنبهمُ !
بابها ينتظر النَّصرَ وكم = مرَّ من شارعه مَنْ أُتْخمُوا
قُمْ تلفَّتْ في المدى مرتقبا = موكبا زانت خطاه القيمُ
هانت اليوم قلوبٌ علمتْ = هربا إذ غيره لا تعلمُ
ولَّتِ الأدبارَ في ميدانها = ويلها.. أين الفدا والقسمُ؟
أَخَوَى دوحُ البطولات الذي = ملأ الأرض شذى، والأجمُ؟!
أيذوبُ النُّورُ في حالكةٍ = والمثاني ألقٌ والشَّمَمُ؟!
يا لأجدادي الذين استعذبُوا = نسمةَ الجنَّة إذ هم أقدمُوا
في ظلال السيف أحيوا عزَّة = وبأيدي المجد رفَّ العلمُ
فهم اليوم شبابٌ ألهبُوا= بالهدى أضلعَهم والتزمُوا
ما رأوا من منجد إلا الفدا = فإليه يمَّموا واحتكمُوا
فتيةٌ أحجارُهم من حمم = بوركت في الرمي تلك الحممُ
في ميادين لقاهم بالعدا = يرحلُ الخوفُ فهم لم يَجِمُوا
لبسوا أرديةَ الخلد فلم = يُرهب الفتيةَ هذا الحَدَمُ
إنها الآلام ما مرَّتْ على = قلب حُرٍّ للفدا يعتزمُ...
في الحمى إلا وشدَّت ساعدا = فالفدا يكبرُه والألمُ
قد أتى عهدُ الميامين الذي = كاد من ذلٍّ ووهنٍ يُصرَمُ؟!
لم يعد شريانُ قلبي باردا = إنه اليوم لهيبٌ ودمُ
حجر الأرض بوجه آثمٍ = جمرُ شعبٍ بلظاه يُرجَمُ
وحماةُ الحقِّ جندٌ دينُهم = شرعةُ الله الذي ينتقمُ
صبروا فانتكس البغيُ على = كبرياءٍ صرحُها ينهدمُ
كيف يستأسدُ قومٌ لُعِنُوا = حقبَ الدهر ولم يُحترَمُوا؟!
وهج النقص استطالت كفُّه = فمُداهم حقدُها يحتدمُ
هم بقايا عابثين امتلكوا = مخلبَ الشر الذي قادهمُو
جولةٌ في زمنٍ أثقلَة = ضعفُنا في أرضنا لا الهرمُ
أُمَّتى لم تزل في قوَّة = ولديها للمعالي سلَّمُ
تُرهِبُ الباغي وتطوي عهدَه = فترى جيشَ العدا ينهزمُ
تشهد الدنيا على تاريخها = بالبطولات زها، والأممُ
قُوةٌ كامنةٌ في دينها = والتَّفاني لبنيها رحمُ
كم لها من بطل شيخ أتى = وفتى جاء الوغى يبتسمُ
ما أرابتْهم بيوم محنٌ = حيث ما كان لها إلا همُو
زعقات الباطن الوغد هوت = فوق صمت شأنُه لا يكتمُ
قد يطول الكبتُ في أضلعنا = أو يوالينا الونى والسَّأمُ؟!
وتجافينا لوهنٍ عِزَّةً = وتسجَّتْ في الحنايا الذممُ؟!
قد يرى ذلك من يبصرُنا = وكأنا في البرايا نوم؟!
ليس للتحقيق (قد) هاهنا = وإنما ينداح فيها الندم؟!
ستقوم اليوم من غفلتها = للعلا أمتُنا والهممُ
حيث لا يمكن أن يخنقَها = عصرُها في حقده والغسمُ
عن هداها مالَوَتْ وجهتَها = إذ سباها ضعفُها واليتمُ
هي بالإسلام وجهٌ لم يزل = ركبُه الظافرُ لا ينقسمُ
فارتقبْها تملأُ الدنيا هدى = وبخَلَّاق الورى تعتصمُ
دارت الأيامُ في أفلاكها = فليمُتْ مَن بالهدى لا يحكمُ