من ذا أرجّي لأخذ الحق والثارِ = هل أمّةَ العجز أم هل طغمةَ العارِ
نادتهمُ غزّة المذبوحة انتصِروا = فأسلموها لطاغوتٍ وجزّار
فاستصرخت... فأغاثوها على مهَلٍ = من السماء فتاتاً وفق مقدار
فاستيأست منهمُ لكنّهم رفضوا = إلّا معاداتها... يا ضيعة الجار
وأطلقوا من ذئاب الحقد ألسنةً = مسعورةً تلتوي بالسمّ والنار
لم يتركوا ذا جهادٍ من حِرابهمُ = ولم يضنّوا بأفّاكٍ وخوّارِ
فاقوا الصهاينة الأنذال منزلةً = كالكلب يحمي حمى لصٍّ ومكّار
ما طعنةٌ من عدوٍّ جارَ مؤلمةٌ = كطعنة الظهر من جارٍ وغدّار
يا غزّة الأملِ المصلوبِ معذرةً = أن قد نكصنا رزوحاً تحت أوزار
لا ترقبي العرب أمسوا كلهم هملٌ = رام الغواني اقتناءً صاحب الدار
صبّي بحور الرجا في الله واحتسبي = هو الملاذ وركنٌ غير منهار
روحي فداؤكِ أنت النصر فابتسمي = رغم المآسي وسلّي سيفَ جبّار
واستعجلي النصر قد لاحت بشائره = يُخزي الطواغيت يُهوي كيد أشرار