أم هاج للذكرى أوان !!!

هل فاض في الصَّدر الحنانْ... أم هاج للذكرى أوانْ

لا تعجبنْ شكواي ما خطت لها عندي يدانْ

فأنا الذي ما أطلقتْ شفتايَ للحزنِ العنانْ

تشدو على فوَّاحةِ الأملِ النَّديةِ حيثُ كانْ

لكنَّها ريحُ الملمَّات العتيَّةِ في الزمانْ

عينٌ ترقرقَ دمعُها ، بل سحَّ في وادي الجَنانْ

عادتْ به أطيافُه هفهافةً تُملي معانْ

وجهُ الربيعِ صباحُه ومساؤُه الغالي افتتانْ

يُذكي لهيبَ الشَّوقِ في قلبي فيهتز الكيانْ

ويسوقُ أحلامَ الصِّبا أسرَ المدامعِ والحنانْ

ياحاملي روحي على أطباقِ ذيَّاك الزمانْ

أو فوقَ كفِّ غمامةٍ أوَّاهُ لو تهمي ثوانْ

باللهِ رُدُّوها عليَّ فما تغشَّاني الهوانْ

تسعى وذكراها كأنَّهما على فَرَسَيْ رِهانْ

للراحلين على الدروبِ الخضرِ شدوُكُمُ شجانْ

ياليتني معكم فلا همِّي ولا قلقي رَمانْ

لكنْ إذا وصلتْ رحالُكمُ وحطَّتْ في المكانْ

قولوا لأهلِ الحيِّ إنِّي في هواكم بِتُّ عانْ

مازلتُ أسرَ عهودِكم مالانَ عزمي واستكانْ

مازلتُ من ماءِ الفراتِ العَذْبِ أرشفُ كلَّ آنْ

مازالَ في قلبي وفي روحي شميمُ الأقحوانْ

مازال في وعيي الهُدى منهم وفي شفتي بيانْ

للهِ ماأحلى وما أغلى إذا عادَ الزَّمانْ

أنا مانسيتُ ولم أنمْ. دمعي وسهدي شاهدانْ

الصِّدقُ مَنَّاني بقربِ الوصلِ ياطيب الأمانْ

والليلُ وادينا ، ودربُ حبورِنا أُفُقُ افتنانْ

عينايَ في ديجوره كالجمرِ ، وكالذِّكرى روانْ

تسْتلُّ من غمرِ الظلام المرعبِ الجاني سِنانْ

لتشقَّ أهوالَ الدَّياجيرِ الخضيبةِ والدُّخانْ

لتنامَ لا ، عميتْ عيونُ النَّائمين على الهوانْ

أطلقْ لروحِكَ في رياحِ الحقِّ إن هبَّتْ عنانْ

وإذا تلاطمتِ الصُّروفُ فقم على ثبجِ الطِّعانْ

وليحملِ التكبيرَ والتَّهليلَ للدنيا ... لسانْ

لم يعرفِ الرَّوغانَ في زخمِ الخطوبِ ولا استكانْ

أوليس للموتِ الشُّجاعُ وقد طغى وجلُ الجبانْ !

حقبٌ أماتَتْ ألفَ جُرحٍ فائرٍ . فطوى وهانْ

لكنَّ جرحَ المسلمِ الدَّفَّاقَ يزخرُ بالرَّزانْ

قد تعجزُ الكلماتُ ماحملتْ وقد يعيا البَنانْ

فله بصدرِ المؤمنين مكانةٌ كبرى وشانْ

( الأربعون ) وما طغى قيدٌ على يدِها وبانْ

الأربعون وبأسُ خطبٍ ماطوى روحي و رانْ

نورُ العقيدةِ والهدى في منحناها راسخانْ

واليوم قُدسيُّ الهبوبِ نسيمُ شاطئها اليمانْ

اليأسُ ، والباغي جنودُ الشَّرِّ عندي واهمانْ

تبلى رواياتُ العصورِ وسِفرُنا الغالي: ( الأذانْ )

فجرُ الهدى وجهادنا رغم النوازل خالدانْ

والعصرُ عصرُ الغفلة الكبرى يتوقُ إلى الإبانْ

يشتاقُ للإسلامِ للزَّهوِ الموشَّى بالمودةِ والأمانْ

ضاقت به الأرزاءُ تلفحُ بالمصائبِ كلَّ آنْ

والنَّاسُ تجأرُ بالدُّعاءِ إلى الكريمِ المستعانْ

والظلمُ والإرهابُ والغزوُ المعربدُ والقيانْ ...

وبقيةُ الترفيهِ أوجُهُهُ الفسادُ بلا اتِّزانْ

فاستنسرَ الطاغوتُ والصِّبيان قد حكموا فَهَانْ :

لاتعجبَنْ هانَ الكرامُ بقبضةِ اللُّكعِ الجبانْ

آهٍ على هذا الزمان ومن يعربدُ في الزمانْ !

آهٍ ولم تُجْدِ الفتى آهاتُ أوقدها الجَنانْ

لكنَّ إيمانَ الفتى باللهِ أجرى التفاؤُلَ في اللسانْ

فاللهُ جلَّ اللهُ لم يغفلْ عن الطغيانِ كانْ

والركبُ ركبُ الفتحِ في ليك المعامع ما استكانْ

فالنَّصرُ آتٍ لامحالةَ رغم أنفِ الهُرمزانْ

رغم الطغاة المرجفين ورغم زيف المهرجانْ

رغم المآسي الموجعاتِ فمحفلُ الطاغوتِ وانْ

سيرونه في الصبحِ أغلى من يتيمات الجُمانْ

عاشتْهُ طائفةُ النَّبِيِّ على البطولةِ والتَّفانْ

فاثبُتْ أخا الإسلامِ فالرحمنُ في يده الأوانْ!!!

 

وسوم: العدد 1100