لــك فيهـا رسالةُ الفرسانِ = والميامين إخوةِ الإيمــانِ
فهم اليوم في الميادين أُسدٌ = ماتوانوا في غـزوة الطوفانِ
وهُــمُ البشرى من لّدُن مصطفانا = لانبعاثِ الجموع في الميدانِ
وهم الأكرمون طائفةُ الفتحِ . = . بعصرِ الرعديدِ والخــوَّانِ
وبقايا الأحفادِ لابنِ رغال = وسلولٍ وعابدي النيرانِ
فتقلَّبْ يحيى بجنَّــــة خلدٍ = معْ كرام الأخيارِ والإخــوانِ
حـزتَ يافارسَ المعامعِ فخرا = وثوابا من ربِّك الرحمنِ
قد شهدناك لاتهاب المنايا = وعرفناك رغــم كلِّ جبانِ
واتَّخذناكَ للبطولةِ رمــزا = ليس يُطوى شعارُ قلبٍ حــانِ
وستبقى نديمَ ركبٍ تسامى = بجهادٍ وحبِّ نورِ المثاني
واتِّباعٍ للمصطفى واعتزازٍ = بجنودِ الرباطِ في الأعنانِ
ولك الفضلُ ياجميل السجايا = وطيوبُ التقدير والشكرانِ
غــزةُّ اليوم رغم هول الرزايا = وخياناتِ قادة العربانِ
والمخانيث من بني كل فسقٍ = وجناياتِ عابدي الأوثانِ
وجهُها الباسمُ الوضيءُ غنيٌّ = باليقينِ المشدود بالإيمانِ
لاتبالي فربُّهــا مـا قـلاهــا = ولهذا الأقــدارِ أمــرٌ ثــانٍ !
واهتماماتك الأثيرةُ جاءت = بيدَيْ كلِّ فارسٍ معــوانِ
فتراهم ما نأوا عن عهودٍ = هي إرثٌ لسعيك الرباني
بك تُلفَى وجوهُهُم في ابتهاجٍ = تتراءى كمبسم الريحانِ
قد حبا اللهُ سعيَك العذْبَ طيبا = فالمغاني نديَّـةٌ الأفنانٍ
وحماةُ الأقصى أتوهُ ببأسٍ = لاتُجاريه صولةُ العدوانِ
فاليهودُ الأوغادُ قومٌ تمادوا = إنمـا أمرُهم إلى الخسرانِ
كتبَ اللهُ في الحياةِ عليهم = ذلَّــةً في التوراةِ والقرآنِ
لن يفوزوا بأمنهم فاحتقارٌ = ليس يُطوَى على مدى الأزمانِ
لم يزل أبناءُ القرودِ قرودا= في ثيابِ الجحودِ والعصيانِ
لأبي إبراهيم منزلُ فَــذٍّ = في رحاب الفردوس والرضوانِ
باعهــا لله الكريم فألفى = ثــوبَ تكريمٍ عاطرَ الأردانِ
حيثُ ألفى وللكريم عطايا = من مزايا الخلودِ في الريعانِ
وهبوب للبشريات تهادى = لقلوبٍ تهيمُ بالتَّحنانِ
سيعيد الأبطالُ تاريخَ زهــوٍ = ماتناسوا رسالةَ الــرُّبانِ
نحن مَن علَّمَ الأنامَ المزايا = مفعماتٍ بالـوُدِّ للإنسانِ
وغمرنا أحناءَهم بإباءٍ = ونزعنا من النفوس التَّــواني
وأنرنا وجهَ الزمانِ بِهَدْيٍ = فزها الوُدُّ بالعِذابِ الأماني
ونشرنا أخلاقنا في رباهم = حيثُ ألفتْ حفاوةَ السكانِ
وزرعنا صحراءَهم بيدينا = فنـمــا الخيرُ في رحيبِ الجِنانِ
تنبتُ الأرضُ من شميم خطانا = قبل سقي امتدادها الظمآنِ
إنَّ ربِّــي هو العليمُ اصطفاها = وحباها بنعمة الإيمانِ
يوم كان الأنامُ في تيه جهل = وعماءٍ وشقوةٍ وامتهــانِ
فمنحناهُمٌ الإخاءَ وفاءً = فالإخــا والوفــاءُ يلتقيانِ
والرخاءُ المشهودُ مُدَّتْ يداه = بنفيسِ الآلاءِ والعمرانِ
وكنوزٍ من المعارف كانت = لأُولي الرشدِ من ذواتِ الشأنِ
وجهادٍ هو السبيلُ لعـزٍّ = قد فقدناهٌ في دروبِ الهوانِ
لم يزل صاحبُ الجهادِ أبيًّا = وعزيزا في عالمِ الطغيانِ !
ذا طريق الأبرار في كل قرنٍ = ومحبُّوه في حمى الدَّيَّــانِ
سيفوزون بالجهادِ أباةً = لم يلينوا للبغيِ والعدوانِ
فاستعينوا بالله في كلِّ خطبٍ = قد عراكم من محفل الشيطانِ
واستعيذوا باللهِ من ذي فسادٍ = وزنيمٍ وحاقــدٍ وأناني
وشقيٍّ باع المروءةَ خبثا = وابتهاجا بالزيف والأضغانِ
لم يزل يغسلُ الضياءُ دجاكم = في زمانِ استئسادِ أهلِ القيانِ
فالجهادُ الجهادُ بابُ علاكم = وخصيمُ الخطوبِ في الحدثانِ
ويغذِّي بالعزم كلَّ أبــيٍّ = مشرئبٍّ للفتحِ غيرَ جبانِ
فتية المجد حولكم ألفُ سوقٍ = ملأتْهــا بضائعُ الشيطانِ
فاحذروا زيفَها الموشَّى بريب = وسرابِ الأشكالِ والألوانِ
أَوَتَرْضَوْنَ أن يراكم سِواكم = في متاهاتِ عالــم النسيانِ !
أَوَتَنْأَوْنَ عن مغاني عــلاكم = وتنامون عن جليل المثاني !
فعليكم برفعةٍ في جهادٍ = أبرزتْهُ الآياتُ للفرسانِ
وبغير الجهاد خابتْ رؤاكم = وأماتَ الــونى كريمَ التَّفاني