ملوكُ الأرض لا تُغني = ولا تُجدي ولا تنفع
فهُم ما بين مجنونٍ = ومهذارٍ ومُستصنَع
ومختالٍ ومحتالٍ = وجزارٍ وذي مِبضع
وإن ما شذّ منهم واحدٌ = في الخير قد يُخلع
خلاصة أمرهم لقبٌ = يُذلّ المرء أو يرفع
ألا تعساً لمُلْكٍ لا = يصون الأرض من مطمع
ولا يحمي ركائزَه = وصوتَ الناس لا يَسمع
ولا يسعى إلى عدلٍ = وكلّ ظلامةٍ يدفع
ألا تعساً لمُلكٍ عنده = الأجناد كي تَقمع
يُحرّض ضدّ نصف الشعب = نصفاً ظلَّه يتبع
فيقتتلون ثمّ ينام = كالأنعام لا يجزع
ألا لو كنتُ متخذاً = مليكاً منهمُ أروع
لما بايعت إلا حافيَ = القدمين ذا المدفع
يشقّ طريقه بين = الركام كأدهمٍ يَذرع
ويغشى النار لا يخشى = ويقحمها إلى المنبع
فيأتي الموتَ من كلّ = الجهات من الثرى يطلع
تراه إذا دنا الأعداء = قنبلتين قد أبدع
بهم هذي يفجّرها = وللآتين ذي يزرع
يحطّم هيبةَ الطاغوت = أسّ أساسه يقلع
تُبَتُّ له ذراعٌ ثمّ = ساقٌ ثمّ لا يركع
وينهض لست أدري كيف = ثمّ بِكَرّةٍ يَشرع
ويرجع بعد أن ترك = الحقير يغور كالضفدع
إلى ما يشبه المأوى = خياماً قيل كي يهجع
على عزمٍ بأن سيعود = يصنع مثلما يَصنع
فأيمُ الله ذا حصنُ = البلاد عدوَّها يردع
وذا زَين الملوك وتاجه = من وجهه قد شع
به الأحرار واثقةٌ = تقول خذ الحشا أو دع
له خُلقٌ به أُسروا = رفيعٌ بل ولا أرفع
وإيمانٌ يفيض على = الدنا وحقيقةٌ تصدع
وثوب تواضعٍ لو راودته = الأرض لم يوضع
على الأكتاف محمولٌ = وفي التاريخ مستودع
فما أبهاه من ملكٍ = وما أسناه من مطلع