﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ 17/ الأنفال .
هوامش :
(1)الغيمة الوطفاء : سحابة وطفاء : مسترخية لكثرة مائها ، أو هي الدَّائمة السَّح .
(2)الشَّمَّـاء : الرفيعة ، العالية .
(3)محض اليقين :هو اليقين الخالص بنصرة الله لا يشوبه شيء أو يخالطه مايعكره .
(4)النكراء : الفعلة النكراء يستقبحها الشرع والعقل ، وتكرهها النفوس .
(5)العُرفاء : المنجمون الكذَّابون .
(6)طــاح : سقط ، تاه وضلَّ هدفه المنشود .
(7)السَّمـراء : الصَّعدة المستوية .
(8)شاقنا : هيَّجنا ، استثارنا .
(9)الناقة الوجناء : الناقة الشديدة ، العظيمة الوجنتين .
(10)وقدة الصحراء : نارها المشتعلة .
(11)الفعلة العوراء : الفعلة القبيحة كالخيانة والظلم وغيرهما من قبائح التصرفات.
(12)التَّأساء : مايكون للتسلية أو للعــزاء .
(13) رُواء :طيب الحكم وحسن تطبيقه .
(14)البوغاء : مايثور عبثا من قيل وقال كما يُثارُ الغبار
أنسيتَ طيبَ الشِّرعةِ الغرَّاءِ = وظلالَ مجدِ السَّادةِ البُشراءِ !
أنسيتَ وحيًا جاءَ من عليائه = لنبيِّك المحمودِ في الشُّفعاءِ !
أَخَضَعْتَ للأنجاسِ أوباشِ الورى = وجلسْتَ قيدَ الخطبِ والأرزاءِ !
ورضيتَ بالسِّجن الذي ديجورُه = فيه تفيضُ فضاعةُ السُّفهاءِ!
هيهاتَ يابنَ شريعةٍ قدسيةٍ = تحيا بغيرِ كتابِهـا الوضَّــاءِ
وبغيرِ سُنَّتِها الأثيرةِ أو تــرى = خيرًا بغيرِ الغيمةِ الوطفاءِ(1)
قد أخفقَ الأعداءُ في وَأْدِ الهدى = واختلَّ حالُ النخبةِ العملاءِ
لاتركنَنَّ إلى الطغاة فإنَّهم = للناسِ داءٌ عاثَ في الغبراءِ
قد أدركوا ماللحنيفِ وأهلِـه = من قــوَّةٍ أقوى من الـزُّعماءِ
مَنْ لـم يـرَ الإسلامَ في أحكامه = ألقى الخطى للنكبة السوداءِ
واقتصَّ منه زمانُه قبل الردى = وَلَدَى الإلـهِ لــه مريرُ جــزاءِ
واليوم هبَّ الشعبُ يدفعُ حقبةً = ما مرَّ عاصفُهـا على الغبراءِ
فيها توقَّـدَ في القلوبِ يقينُها = باللهِ لا بتآمرِ الأعــداءِ
باعَ الشبابُ حياتَهم للهِ في = كنفِ الجهادِ بهمَّةٍ ومضاءِ
إذ أعلنوها حُرَّةً ما أذعنتْ = للمكرِ والتسويفِ والإمــلاءِ
لم يسمعوا إلا لصوتِ نبيِّهم = فَهُــمُ الصَّدى للغزوةِ البيضاءِ
جاءت فلم تسفكْ دما أو هدَّمتْ = بيتا على سكانه الفضلاءِ
أو هجَّرتْ أهلَ المدائن والقرى = أو نكَّلتْ ظلمًـا غوى بنساءِ
أو أنها ذبحتْ شبابا طاهرا = في بـــيـــتـــــه بالمُديةِ النَّكراءِ
حاشا لأهلِ شريعة الإسلامِ أن = يبغوا على أحدٍ مدى الآناءِ
وصحائفُ التاريخ تشهدُ أنهم = أهلُ الوفا والعدلِ لا الغُلواءِ
والفتحُ يشهدُ أنَّهم من أمَّــةٍ = عاشوا وكانوا الرمزَ للسُّمحاءِ
عاشوا كراما فازدهتْ أيامُهم = بالأمنِ والإيمانِ والنعمــاءِ
فاستقبلتْهم في البلادِ شعوبُها = بالحبِّ والترحيبِ بالعظماءِ
هيهات أن ترثَ الممالك مثلَهم = إلا مَن اتَّبعُوا سَنَـى الغـرَّاءِ
هاهم تراءوا كالكواكب قد محوا = بالنُّور أُفْقَ مساحبِ الدَّكناءِ
وأتوا ينيرون الليالي لم تزل = في قبضة الطاغوتِ في الأرجاءِ
والناسُ في رعبٍ لِمــا يجري بهـا = من خِسَّةِ الشُّذَّاذِ والأهــواءِ
فلعلها تأتي الليالي بالمثاني. = . مقمراتٍ بالضِّيا اللألاءِ
وأرى طلائعَهم بوجهِ كتائبٍ = بيض الرؤى في العزةِ الشَّمَّاءِ(2)
في ثورةٍ ترعى الحقوقَ كما أتى = في إرثنا ذي الفخرِ والأصداءِ
هي ثورةٌ شاميَّةٌ عربيَّةٌ = للـــهِ إســــــــــــــــــــلاميةُ السِّيمـاءِ
هي بهجةُ الإيمان في مقلٍ شكتْ = عبثَ الظلامِ ووطأةَ الضَّرَّاءِ
هي مَحْضُ عنوانِ اليقينِ بمَن بَــرَا = هذا الوجودَ بنصرةِ الأنضاءِ(3)
هي من يــدِ الرحمنِ أكرمَ أهلَها = للصدقِ إذ فحواهُ في الأحناءِ
زمرٌ من الشامِ الأبيَّةِ بايعوا = ربي وقد ربحوا جنى الحنفاءِ
سبحان ربي قد حباهم بالهدى = والصَّبرِ والإيثارِ والآلاءِ
وأنالهم فتحا مبينا جارفا = للظلمِ والإجحــافِ واللأواء
ليروا عواقبَ مَن أطاعوا ربَّهم = واستدبروا ماكان زيفَ هُــراءِ
فالفصلُ في هذا المجالِ رجالُه = أسدُ الشَّرى الفرسانُ في الهيجاءِ
قالوا وقد سبق المقالُ زمانَنا = مَن لم يكنْ ذي الغارةِ القعساءِ
أكلتْهُ أنيابُ الوحوشِ وإنَّهـا = قــد أنشبتْها مُـــرَّةً بــدهـــاءِ
جاؤوا براياتِ الخلاصِ من الأذى = من ربقةِ الأحقادِ والبغضاءِ
ومن المقاصلِ في السجون ظلامُها = دامٍ وما في السِّجنِ من أشلاءِ
جاؤوا وحاديهم شدا مستبشرًا = بالنَّصر رغــم ضراوةِ الإغـواءِ
لشريعةٍ تشدو خطاهُ نـديَّةً = تحيي مآثرُها رؤى الشُّهداءِ
فدماءُ مَن ضحُّوا بأرواحٍ لهم = وبكلِّ ما في الأرضِ من آلاءِ
هي رغـمَ بؤسِ المرجفين عقيدةٌ = نزلتْ لتبقى الفخرَ للأُمناءِ
إنِّــي بإيماني أعانقُ زهــوَها = ومكانَها المشهودَ في الجوزاءِ
والآخرون إنِ اشمخرَّ هُـراؤُهم = فهو التَّبارُ وليس بالفُهَمـاءِ
هـم من ذوي إبليس من مسٍّ بهم =هـانوا أمامَ عـزائمِ العظماءِ
بئس الذين اسـتأسدوا واستكبروا= واستأنسوا بمودةِ الأعـداءِ
وهـم الذين تنكروا عميا لِما = للشَّعب من قيمٍ ومن صُلحاءِ
فأذاقهم ربِّي مرارَ هـزيمةٍ = نكراء بنتِ الحِقبةِ النكراءِ(4)
هذي عقيدتُنا وأهلوها الأباةُ . = .فشأنُهم في منزلِ العلياءِ
وأولئك الأشرارُ ما كانوا سوى = عـارٍ فهل للعار من أصداءِ !
ملكوا بغفلةِ أُمَّـــةٍ مجروحةٍ = في وهــمِ قولِ الـزورِ للعُــرفاءِ (5)
وجموعهم قطعانُ خَلْقٍ مادروا = أنَّ الحياةَ تطيبُ للعقــلاءِ
فأتاهم الفرسانِ من مهجٍ بها = جمرٌ تــوقَّدَ من أذى الدهمــاءِ
جاءَ الجهادُ على الفسادِ فصوَّحتْ =أيامُه في علقمِ الصَّحــراءِ
فالركبُ ركبُ القابضين على اللظى = هــم للجهادِ قبيلةُ الأكفاءِ
هـم جُنْدُ ربِّ العرشِ في عليائه = ولواؤُهم في الخيرِ خيرُ لــواءِ
فالدِّين دينُ اللهِ وافى رحمةً = للعالمين تفوحُ بالأشــذاءِ
فبِه النَّبيُّـون الأفاضلُ بشَّروا =موسى وعيسى أمسُ في القدماءِ
وحقائقُ العلمِ الحديث تحدَّثتْ = عن معجزاتِ الشِّرعةِ السَّمحاءِ
مَن قال إنَّ الدِّينَ لم يصلح فقد = أودى بعقلِ المرجفِ المستاءِ
هـو كافرٌ أو فاسقٌ أو ملحدٌ = تبًّـا لــه في الصُّبحِ والإمساءِ
قُلْهــا لأعداء العقيدةِ إنَّهم = سيرون عقباهم من الأحياءِ!
في يوم بعث الناس من أجداثهم = في لفحِ نارِ جهنَّم الحمراءِ
والخزيُ في الدنيا وتلك حقيقةٌ = وَلْيَسْألوا مَن طاحَ بعدَ علاءِ(6)
والوعدُ آتٍ ياطغاةَ زمانِنا = آتٍ ولن تجدوا من الشُّفعاءِ
فابكوا إذا شئتُم غــدًا وتوسلوا = لن يَنْفَعَنَّ توسُّلُ السُّفهاءِ
فالثورةُ اشتعلتْ هنا نيرانُها = حتى تزولَ معالمُ الأسواءِ
فالأُفقُ مبتسمٌ لغزوةِ أُمَّــةٍ = في الشَّام ما أبقتْ على الضَّرَّاءِ
تيَّاهةٌ ومضاتُها لم تحتفلْ = للغابرين بسائرِ الأحياءِ
وجــهٌ جديدٌ قد أطلَّ على الورى = فاستبشرتْ دنياهُ باللألاءِ
ما لاحَ إلا كي يجدِّدَ دينَ مَنْ = ملأ الوجودَ بأعذبِ الآلاءِ
يُـذكي قلوبَ المؤمنين بِشِرْعةٍ = مكيَّةٍ مدنيَّةِ الإنشاءِ
بمدارِه سُنَنُ الإلــهِ تعاقبتْ = بالفضلِ منه بوابلِ النعماءِ
ولنــا على فلكِ المنازلِ منزلٌ = وكأنَّه في الجنَّةِ الخضراءِ
للمسلمِ المقدامِ عاش بصبره = هذا الفـلاحُ بسائر الأرجاء
واستيقظ اللاهون من رقداتهم = مستبشرين وليس باستعلاءِ
فشريعةُ الإسلامِ موئلُ رحمةٍ = وأُخُــوَّةٍ وتكافلٍ وهنــاءِ
عادتْ إلى الدنيا كما جاءت بما = قد هيَّـأ الرحمنُ للغرباءِ
قد حوربوا من كافرٍ أو فاسقٍ = متمترسٍ بالحقدِ والشَّحناءِ
ومن الطغاةِ أذلَّهم ربُّ الورى = والظلمُ يغري النفسَ بالإيذاءِ
لكنَّه القهارُ يمهلُ ظالمًـا = ويذيقهُ من بأسِه الغــدَّاءِ
يأتيه سهمُ الغيبِ في سَحَرِ به = قامَ الهداةُ تضرُّعًـا بدعــاءِ
أو روحةٍ فيها القلوبُ تحصَّنتْ = باللهِ لا بتآمر العملاءِ
أو ثورةٍ كان الخلاصُ بنورها = من ظلمةِ التَّخويفِ والإعياءِ
نادى بها الإسلام في أبنائها = هيَّــا انهضوا للغزوةِ العصمــاءِ
فالنصرُ للإسلامِ مهما أمعنوا = بالبغي والعدوانِ والبغضاءِ
هذي الفتوحُ تطلُّ من عليائها = من بعدِ ظلمٍ جــدَّ بالأرزاءِ
قــمْ واغتنمْ يابن المآثرِ خيرَها = فالخيرُ كلُّ الخيرِ في السَّمحاءِ
وسِوى الشريعةِ باطلٌ لم تنتفعْ = منه الشعوبُ ولا أتــى برجاءِ
مَن عاش متعظًا بدين نبيِّنا = صلَّى عليه اللهُ في الآنــاءِ:
حازَ الهناءةَ لم تغادرْه المنى = والأمنُ فيه النفحُ في الأفياءِ
ويظلُّ ينهلُ من ينابيعِ الهدى = مالم تنلْهُ براعةُ السُّفهاءِ
فَهُدَى العقيدةِ نعمةٌ لاتنطوي = لذوي العقولِ السَّادةِ الحكماءِ
لايعشقُ الجوزاءَ إلا مــؤمنٌ = باللهِ لا بمذاهبِ الخبثاءِ
ضلُّوا السبيلَ فتاهَ فيه دليلُهم = فانحازَ شطرَ فعائلِ الجبناءِ
وهنا تجلَّتْ ثورةٌ شاميَّةٌ = وأتتْ بدرسِ العــــــــزِّ للأنضاءِ
إنَّ الشجاعةَ لم تكن في سيرةٍ = موهونةٍ بطبيعةِ السفهاءِ
لكنْ قد اغتنموا ركونَ شعوبِنا = للظلمِ جنَّ ومنطقِ الإصغاءِ!
فاستأسدوا وتنمَّروا وتفنّنوا= بالذَّبحِ والتدميرِ والخيــلاءِ
هـم يألمون وحسبُهم من غيظهم= جمرٌ توقَّدَ في ذهِ الأحناءِ
لاتُرتَجَى للظالمين هناءةٌ = ورجاؤُنا بالله خيـــرُ عــزاءِ
ولقد أتى الفتحُ المبين لشامِنا = والبشرياتُ ترفُّ بعدَ عناءِ
ذاكم كتابُ اللهِ فنَّدَ رأيهم = وطـوى الأذى بالصَّعدةِ السَّمراءِ(7)
سيُداسُ أفعاهم بأرجلِ عصبةٍ = ليستْ تــنــي للهجمة العسراءِ
وستنتهي حقبُ الطغاةِ فما لهم = من حِصَّةٍ من بيدرِ النَّعماءِ
عاث الفراعنةُ الصغارُ لكِبرهم = وتسربلُوا بالإثــمِ باستهزاءِ
فاستفتِ قلبَك يا أخي مستبصرًا = بالمجرياتِ السُّودِ والبيضاءِ
عادت على السفهاءِ بالويل الذي = ألغى مكاسبهم بلا استحياءِ
أما الشعوبُ فهلَّلتْ واستبشرت = بالنصر هلَّ بأصدقِ الأنباءِ
فانظرْ أُخــيَّ إلى الصباحِ محدِّثا = علنا فؤادَك عن أذى الظلماءِ
ولَّــى كما ولَّتْ حشودُ ضلالهم = والهرجُ غابَ على ظهورِ عـفــاءِ
والصُّبحُ أفصحَ عن حقائقَ لم تزل = تروي لنا بالصدقِ خيرَ مضــاءِ
جفَّت رواياتُ الفلاسفة التي = كانت هُـراءً في فــمِ التُّعساءِ
هـي آيــةٌ لله جــلَّ جـلالُه =سبحانه يُرجَى لكلِّ بـــلاءِ
ماغرَّنـا دون الفضيلةِ زخرفٌ = أو شاقنا حبٌّ لأيِّ هبـــاءِ(8)
عشنا نوالي شرعةَ الباري ولم = نطمعْ بظهرِ الناقةِ الوجـناءِ(9)
سارت بإذن اللهِ ليس يضيرُهـا = عصفُ الرياحِ و وقدةُ الصحراءِ(10)
لـن يدركَ العلياءَ أصحابُ العمى = بالبغي والعدوانِ والبغضاءِ
فالمــرءُ يسمو بالتُّقى وَبِنُبْلِهِ = وبحبِّه للخيرِ كالسُّعداءِ
في خُلْقِهِ المحمودِ حيثُ مكانه = أو كان مرموقا من الـزُّعماءِ
لن يخدمَ القيمَ الأثيرةَ فاسقٌ = وتراهُ صنوَ الفعلةِ العوراءِ (11)
إنَّ السُّمُوَّ سجيَّةٌ ومآثرٌ = لا في رنينِ الحيلةِ الجـوفاءِ
ولنا من السِّيرِ الكريمةِ ماوعى = مقدارها التاريخُ في الآباءِ
في حكم دينِ اللهِ في أقطارهم = كان الرخاءُ وليس للتَّـأساءِ (12)
وبدولةِ الإسلامِ مكَّنَ أمــرَه = خلفاؤُنا الأبرارُ في الآناءِ
فقد ابتغوا وجهَ الكريمِ تيمُّنًـا = بنبيِّهم في الحكمِ بالغــرَّاءِ
ورأوا به فضلا يدومُ سناؤُه = في العالمين أتى وطيبِ رُواءِ (13)
فالباذلون البِــرَّ إذ حسناتُهم = في الأجـــرِ جاريةٌ بلا استثناءِ
وبفضلهم في المسلمين تقاربَتْ = خطواتُهم والمجدُ للمشَّاءِ
بهم اطمأنَّتْ في البلادِ شعوبُنا = فالشَّملُ مجتمعٌ بـــــلا بَوغــاءِ (14)
فالأمرُ للإسلامِ لا لمُقاولٍ = أرسى القوانين التي لشقاءِ
واستل للحكم المراوغِ مُــديةً = أدمتْ قلوبَ الناسِ بالإبكاءِ
طالتْ أذيَّتُه وطالَ شقاؤُهم = فأُثيرَ مقتُ الحكمِ في البسلاءِ
واشتدَّ ساعدُ هؤلاء وشعبُهم = يشكو مرارَ العيشِ في الآناءِ
فتحفَّـزَ الفرسانُ لليومِ الذي = تحلو به أُغـرودةُ النُّجباءِ
والناسُ تنتظرُ الفلاحَ وأُذْنُهُم = لسماعِ صوتِ النَّصر في إصغــاءِ
لــم يرتضِ الشعبُ المحصَّنُ بالهدى = أحكامَ غدرِ المِلَّــةِ الخــرقاءِ
مَن لم يَـــرَ الإسلامَ دستورا له = سيكون للإبعادِ في إدناءِ
فالدِّينُ دينُ اللهِ لاترضى سِواه . = . مدى الليالي أُمَّــةُ العلمـاءِ
وبغيره تُطوَى مآثـــــــــــرُ أُمَّـــةٍ = ويلوكها الطاغوتُ بالأهــواءِ
وتــذلُّ بين الناسِ في دنيا الورى = فالــدِّينُ رمزُ العــزَّةِ القعساءِ
أَوَلَــمْ يَقُـلْ عمرُ الخليفةُ يومها = العزُّ صنوُ الشِّرعةِ الغـــرَّاءِ
وبغيرها لاعــزَّ يُرجَى إنَّمـــا = ستذوقُ أُمَّتُنــا أذى الأعــداءِ
هانحن قد ذقنا مرارةَ هجرنا = للدِّيـنِ بئسَ الهجــرُ للعلياءِ
واليوم عادت للمكانــةِ أُمَّــةٌ = والفضلُ بعد اللهِ للشهداءِ
ولكلِّ مَن أحيا المكانةَ واحتفى = بالنصرِ أشرقَ صبحُه بــذُكاءِ
متواضعا للهِ يخدمُ شعبَه = بالصِّدقِ في سورية الفيحــاءِ
يستنهضُ العلماءَ والحكماءَ في = ظلِّ اعتمادِ الشِّرعةِ الـزَّهــراءِ
والعون من ربِّ العبادِ وإنَّــه = نعمَ المجيبُ لأُمَّتي ودعــائي .