فلتصبرْ يا عبد الرحمن=خطفوك بغدرٍ من لبنان
باعوك لقُطَّاع الطرقِ=قد طمعوا في أغلى الأثمانْ
دولٌ تتآمر كي تحظى=بالأسد لتجتمعَ الفئران
غاظتهم منك الأبياتُ=تصفُ الكذَّاب أو الخوَّان
ما كنت أظنُّ من الشِّعر=حِمَماً كقذائفَ من نيران
حبْسُك هو كيدٌ للأقصى=من كل خئونٍ كل جبان
لكنّ الله هو الموْلى=للمؤمن و عليه التُّكلان
هو قدرُ الله به نرضى=و نُسَلِّمُ لله المنانْ
و المنحةُ في ثوب المِحَنِ=جاءتك يا عبد الرحمنْ
فالخلوة فيها تصفيةٌ=و مراجعة فيها اطمئنانْ
فيها ضبطُ النيّة أصلٌ=لقبول العمل به الإحسان
فيها التوقيع على شِعرٍ=فالمحنة فيه هي البرهانْ
و اسطر أشعارك بالسِّرِّ=بالشكوى لله الحنانْ
ربِّي قلتُ قولة حقٍّ=بالجهر في وجه السلطان
إن كنتُ قَسَوْتُ بِهِجاءٍ=فهمو قد عاثوا في الأوطان
ظلما تزويرا أو نهبا=أو إخفاءً خلف الجدران
هم عملاءُ عند الغرب=أجراءُ لعبَّاد الأوثان
تركوا غزة تحت القصف=لاذوا بالصمت مع الخذلان
بل منعوا إغاثة منكوب=و أمدُّوا العون إلى العدوان
حزنوا لفرار بشارٍ=بينهمو رحمٌ للطغيان
فزِعوا من فتحٍ للشامِ= إذ بُغض الشَّرع هو الإدمان
ربّي يحفظك يا ولدي=من فتن الدنيا من الشيطان
و أبوك القدوةُ يا ولدي=نونيَّتُه هي خير بيان
رَبَّي أجيالا أن تقفَ=بالعزِّ في وجه الطغيان
يا شيخي ابنك مثلك قد=وفَّى و يُجاهدُ في الميدان
ثبتك الله أيا ولدي=و أنار ضميرك بالإيمان
و وقاك الله شرورَهمو=شر الذؤبان مع الغربان
والنصرُ قريبٌ موعدُه=به يستبشر أهل الإيمان
مَنْ نَصَرَ اللهَ سينصرُه=و الباغي موعده الخذلان
و بإذن الله ستنفرج=صبراَ صبراً عبد الرحمن