سيِّدي يشهدُ الكريمُ علينا وَهْوَ يُزجي صباحَنا والمساءَ
أُمَّـتي أُمَّـتي ولــن تتناءَى = عـن هُـداهـا صبحًـا بدا أو مساءَ
ولهـا المجـدُ بالحنيفِ تراءى = ماطـواهُ تاريخُهـا أو أساءَ
وعلى الغُمَّــةِ المقيتة ثارت = فنهــارُ انتصارِهـا قد أضاءَ
في شآمِ الإسلامِ هبَّ بنوهـا = فأزالوا عـن أرضهـا السُّفهاءَ
وتلاقوا على الطريق إخـاءً = وجهـادًا وعــزَّةً وفــداءَ
لـم يبالوا بمَن أساؤوا وجاروا = وتمادوا وخالفوا الأنبياءَ
فدمشقُ الحبيبةُ اليومَ بشَّتْ = واستنارتْ واعشوشبتْ فيحاءَ
وعليها الأمـلاكُ جندُ إلهـي = مـا تخلوا عن وجههـا نُصَرَاءَ
وهـدير المحافظاتِ يـوالي = مَـن لإسلامنا أتـى عــدَّاءَ
ويخيفُ التكبيرُ حشدا تمادى = إذ أتــى الناسَ غـارةً هـوجاءَ
ساخرا بل مستكبرًا وَهْـوَ فدمٌ = فـأنالتْهُ شامُنـا اللأواءَ
هـي حربٌ كانت على الله تبًّـا = لِمَــنِ انحازَ للأذى أصداءَ
فأتاهـم ربُّ العبادِ بقهرٍ = وأزال الحــكومةَ الرعنــاءَ
وهـو النَّصرُ والبشائرُ تتــرى = لجنودٍ في غــزَّة العــزِّ جــاءَ
أيَّــدَتْهم عنايــةُ اللهِ لمَّـــا = حاصرتْهــم أعداؤُهـم أنضاءَ
فتـولاهُـمُ الكريمُ بلطـفٍ = ورمى المعتدين . ثــمَّ أفـــاءَ
فحبـاهم بالنَّصرِ رغــم المآسي = واجتبى منهم عنده شهداءَ
وأذاق الذين قد حاصروهم = من مرارٍ أذلَّـهم خبثاءَ
صـولةُ الباطلِ الذَّميمِ هباءٌ = حمـلَ الحقدَ قبلُ والغلواءَ
وتلاشى فليس للباطلِ المجدُ . = . تباهى بزهـوه خيلاءَ
هـو مُــرُّ الهلاكِ آتٍ عليهم = فَلْيَعيشوا في حضنه كبرياءَ
دولٌ دال شأنُها فاضمحلَّتْ = وتوارى طغاتُهــا أشلاءَ
ليس تبقى سوى الشعوبِ لتروي = ماجناه عـدوُّهـا ربداءَ
فادْنُ للهِ عابدا وتبتَّـلْ = تَـجْـنِ من فضله العميمِ ثـــــراءَ
وتنلْ منه البِــرَّ دنيا وأخرى = وتـلاقي بعد الممــاتِ الهنـــاءَ
وترى الخيرَ في يديك بصبحٍ = و الأماسي وتبعد اللأواءَ
وتقرَّب إلى الكريمِ بتقوى = واهْجُرَنْهـا في دربِك الأهواءَ
وادْنُ بالذَّاتِ ، ذاتِ نفسِكِ حبًّـا=لايُجارى ولا يموتُ عناءَ
ربما تُقعدُ الهمومُ فؤادَا= كانَ قبلَ استفحالِهـا غدَّاءَ
كبَّلَتْهُ الآلامُ ليس يبالي=مَن تخطَّى بعزمِه الأرزاءَ
وامتطى للمنازلاتِ يقينًـا=لايُدارَى ، وهمَّةً قعساءَ
ماشكا من مرارةٍ أو توارى=حين ثارتْ بلواؤُهأ دكناءَ
إنَّهـا أُمَّتي ، وليس بعارٍ= إنْ بصبرٍ تنازلُ الضَّرَّاءَ
هي أقوى من الرياحِ السوافي=ومن العاصف الثقيلِ إباءَ
دوَّخوها بحقدِهم ، ورموهـا=بعذاباتِ مكرِهم سفهـاءَ
هذه أُمَّتي ، وهذا نَبِيِّي=يُفتَدَى هذا الحبيبُ فداءَ
ماازدرَتْنا نيَّاتُنا أو نكصنا=أو رمينا على الهوانِ اللواءَ
او تولَّتْ أفواجُنا عن جهادٍ=أو ركنَّـا لِمَنْ طغى جبناءَ !
والمراراتُ في الصدورِ لظاهـا=آلمَتْنا ولم نكن ضعفاءَ
ماعجزنا والخطبُ باتَ ثقيلا= أو هُزِمنا والسَّاحُ فاضَ دماءَ
نحن في صفحةِ الوفاءِ بيانٌ=ومن الحرفِ لم يزل طغراءَ
إنَّ مَن يتبع النبيَّ سيبقى=رغم هوجِ المستَنكَراتِ مضاءَ
والأعادي قلوبُهم مظلماتٌ=والأيادي بئسَ النفورُ وِقاءَ
ماتناءَوا عن المكائدِ عصرًا= أو تصدَّوا لغيرِنا غلواءَ
وعلينا هُـمُ العدوُّ وعاشوا=كلَّ آنٍ طولَ المدى أعداءَ
سَيِّدي نحن جندُ دينِك نُحيي=مَن أماتَ الجفا ، وردَّ النِّداءَ
وتعاهدْنا أن نعيدّ لدنياهم .=. عُلاها ، وشرعةً غرَّاءَ
ما انثنينا عن نورِ نهجِكَ إنَّا=مابرحنا نعانقُ الأضواءَ
والصباحاتُ والمصاحفُ تُتلَى=حيثُ فاضت آياتُها أشذاءَ
وعرفنا أبوابَ فضلِك لم نُخطِئْ .=. سبيلا ، ولم نَتِهْ أسماءَ
وعلى الإثمِ قد تمادتْ نفوسُ= في الدنايا ، وعافت العلياءَ
فانْظُرَنْهُم هُـمُ البغاةُ ، وفيهم=نَزَقٌ يقلبُ الكلامَ مِـراءَ
فشعاراتُهم ركيكُ افتراءٍ=وأكاذيبُهم تحورُ هباءَ
فضحتْ نسجَها الخبيثَ مآسٍ=ملأتْ رحبَ أرضِنا أشلاءَ
أيُّها السَّادرون في الغيِّ تبًّـا=لِنواديكُمُ تموجُ بـلاءَ
فاستغيثوا أهلَ الهوى بعدوٍّ=قد تمادى تَرَبُّصًا وازدراءَ
تلك أيامُ أُمَّتي شاهداتٌ=وثباتُ الرجالِ هـلَّ رُواءَ
إنَّ أبناءَها الأباةَ أقاموا=في رباها إيمانَهم و الرجاءَ
تتسامى أرواحُهم باشتياقٍ=دونَ عَذْبِ الهدى يرفُّ هناءَ
فَهُمُ اليومَ عُدَّةٌ لِليالٍ=آتياتٍ ، فاستقرئ الأصداءَ
ليس تثنيهم القيودُ ثقيلاتٍ .=. ويُنسي أليمُها البشراءَ
أو يُواري هراؤُهم ماتراءى=من سنى المجدِ لوحةً عصماءَ
نحن نُسقَى من جودِ ربٍّ كريمٍ=حيثُ يروي رحيقُه الأحناءَ
والكآباتُ باطغاةُ سَتُطوَى=وأذاها يغادرُ الأحشاءَ
وجفونُ الرجالِ مانامَ فيهـا=عبثُ الوهـمِ أو غفتْ إعياءَ
قـد تولَّتْهُمُ المآثرُ حفظًـا=هكذا يحفظُ الهدى العظماءَ
أعذبُ الحبِّ أن ترى قلبَ عانٍ=في جحيمِ الأرزاءِ يشدو وفاءَ
يكتبُ الشوقُ فيه أغلى حروفٍ=فَيُواري سلسالُه اللأواءَ
فهواعُ مُحَمَّدِيٌّ أثيرٌ=وخُطاهُ ما أخطأتْ علياءَ
قد طوى الدهرُ زورَ كلِّ أثيمٍ=وتوارتْ أمداحُه ثكلاءِ
واشمأزتْ من المديحِ نفوسٌ=لم تجدْ في تزويرِه إرواءَ
كَذَبَ المدحُ لم يكن أحمديًّا=والقوافي تآكلتْ انضاءَ
يعلمُ اللهُ أنهم في رياءٍ=فانظر الوجهَ لم يكنْ وضَّاءَ
واسأل النفسَ لم تكن تتلظَّى=بالمعاني وقد شدتْ عسراءَ
بينَ نبضِ القلوبِ إن يكذب الحرفُ .=. وبينَ الضَّبحِ : البيانُ تناءى=
يذبلُ النبضُ فالتَّصنُعُ داء= ويثيرُ الضَّبحُ النَّديُّ المَضـاءَ
يتعامى عن الفضائلِ قومٌ=قد تَغَشِّهُمُ الهوى بُعَداءَ
لم يكونوا من أمَّةٍ أخرجَتْها=رحمةُ اللهِ للورى نعماءَ
لم تُطَهَّرْ قلوبُهم في صباحٍ=بصلاةٍ، ولم يُرَوا أُمناءَ
وهُـمُ البُكمُ ماتلوا : والضحى في= ليالٍ مضتْ ولا الإسراءَ
وهُـمُ العُميُ مارأوا وجهَ تاريخٍ .=. أنارتْ صَفْحاتُه الظلماءَ
هم تخلوا عن مجدِهم وعلاهم=فحباهم تيهُ الضياعِ شقاءَ
وتراهم والخيرُ بين أياديهم .=. جياعا في سعيِهم وظِماءَ
هكذا المرجفون باؤوا بحملٍ=أثقلَ الظهرَ فاستُنيمَ خَواءَ
والليالي ولم تزل مقمراتٍ= في سمانا ولم تزل لألاءَ
في سكون امتدادِها عبراتٌ= تسألُ اللهَ للقلوبِ التجاءَ
ليلة الإسراءِ الأثيرةِ أعطتْ=لبني الفضلِ رفعةً وارتقاءَ
وتجلَّتْ على العبادِ فهاموا=في محاريبِ قدسِها استهداءَ
ورأوا قدرةَ الإلهِ فخرُّوا=في سجودٍ محبَّةً و ولاءَ
إذ دنا جبريلُ الأمينُ فأدنى=مجتَبَى اللهِ للعلى إدناءَ
فرآها آياتِ ربٍّ عظيمٍ= ناطقاتٍ لمَن وعى إعلاءَ
فجناها أصحابُه واستظلوا=حيث طابت في عيشِهم أفياءَ
قل لِمَنْ جاى سُنَّةَ المصطفى لا=يتعجلْ ضلالُك الأسواءَ
إنَّ في سُنَّةِ النبيِّ انعتاقا=من مخـازٍ جَلَبْتُموها غباءَ
إنَّ مَن حاربَ الشَّريعةَ يشقى=ويرى عنفوانَـه إغواءَ
فيُواريه حتفُه ، ويُغطَّى=بالنفاياتِ عاشها أقذاءَ
أيُّها الفاسقون موتوا بغيظٍ= إنَّ ربِّي لن ينصرَ الأشقياءَ
فبهم ماتَ في الضحى وجهُ صبحٍ=يومَ وافى للعالمين سناءَ
سيِّدي ياحبيبَ ربٍّ عظيمٍ=إنهم شامتون نالوا الجزاءَ
إنهم ليسوا من بطونِ كريمات .=. ولم يُعرفوا هنا نجباءَ
هم تلاميذُ خِسَّةٍ وسفورٍ =ونكوصٍ عليه أخووا ثَواءَ
المزاميرُ دينُهم والبغايا=هنَّ جَرَّبْنَ هؤلاء انكفاءَ
وانحدارًا على المخازي جهارا =مستغلين في الفجور نساءَ
ليس يخضرُّ دربُهم ، فشقاءٌ=عتريهم ، ولن يكونَ رخاءَ
غير أنَّا نحن الذين ثبتْنا=وحملنـا للعالمين اللواءَ
وسألنا الرحمنَ نصرًا مبينًا=وهو الواهبُ التُّقاةَ الرجاءَ
مايئسنا ولن نعيشَ أذلاءَ .=. فنأسى ، ولن نعودَ وراءَ
اليقينُ الفيَّاضُ بالصَّبرِ أغنى = مَن أناخوا ببابِه أولياءَ
فيه مافي خـزائن اللهِ مِــمَّـا = يجدُ المــرءُ في الدجــى اللألاءَ
ويرى في الإنابةِ الفتــحَ بادٍ = وطيوفا في أُنْسِه إيحــــــاءَ
ينعــمُ الصالحُ المُنيبُ بفضلٍ = لـو رآهُ الشَّقيُّ ماتَ حيــاءَ
فاغتنمْها هي الليالي ستمضي = وسيبكي مَن قد جفاهـا التجــاءَ!