- الظافر : معنی الظَّافِر قال الليث: الظَّفَرُ الفوْزُ بما طلبتَ و الفَلَجُ على من خاصمتَ
أمَّتي لم يزلْ هداها الظافرْ=رغمَ أعدائها ورغم المخاطرْ
لاتبالي وإن تمادى طغاةٌ=فأولي الأمرِ كافرٌ أو فاجرْ
ثورتاها عبر الحنايا لهيبٌ=قد تلظَّى ولن يخيبَ المُباشرْ
ثورةٌ عند أنفسٍ حذَّرتْها=من فسادٍ وغفلةٍ وتنافرْ
واليدُ الأخرى لم تدعْ ظلمَ خِبٍّ=أو خياناتِ فاسقٍ أو مقامرْ
أو خبايا دسائسِ الغيِّ باتت=في يَدَيْ عابثٍ أثيمٍ عاهرْ
كم نصحنا طغاتَنا بعدَ غيٍّ=وبذلْنا من طيباتِ المآثرْ!
وصبرنا واللهُ يسمعُ منَّا=في الدياجي دعاءَنا والسَّرائرْ
وهو اللهُ ليس يغلقُ بابا= منه نجوى أيتامنا والحرائرْ
إنَّ للهِ غضبةً حين يدعو=مَن تأذَّى من ظالمٍ أو مكابرْ
ومصير الفرعون رهنُ هلاك=ليس ينجو منه الزنيمُ المغامرْ
كم رأينا هلاكهم وتشفَّى=إذْ أُبيدو مَن ذاقَ طعمَ المجازرْ
ومَن التاع بعد ذبحِ بنيه=وبهدمِ الديارِ فالجرحُ غائرْ
ربِّ رحماك من نيوبٍ عرتنا=ومن الخطبِ عضَّنا والمخاطرْ
قد أردنا للشعبِ دارَ أمانٍ=وحرصنا أن لا تثورَ المشاعرْ
ثمَّ قلنا : للكونِ ربٌّ جليلٌ=ليس يرضى بالظلمِ أو بالتَّآمرْ
بيدِ اللهِ أمرُكم فاستجيبوا=لنداءِ الرحمنِ والله قاهرْ
لاتغرنَّكم قُواكم فليستْ=غيرَ ذاك الهباءَ يذروهْ خاسرْ!
قوةُ الله لايُداني مداها= مالديكم من زور قوم أصاغرْ !
أمتي لم تكن ذليلةَ حال= ولها المجدُ والعلى والمنابرْ
ربُّها اللهُ لم يزل يجتبيها=فبنوها الأبرارُ أهلُ البصائرْ
فجَّروها في ثورةٍ أيقظتْها=من سباتٍ فبئس عهدًا كافرْ
أهو الثُّكلِ والتخاذلِ عاثا=في بنيها أم من فحيحِ الهواجرْ!
ومن الضَّيمِ لفَّها واعتسافٍ=بينَ وخزِ الأذى ، وخمشِ الأظافرْ!
أمتي عادتْ لن يردَّ خطاها=ذو انفلاتٍ مُضَيَّعٍ أو مكابرْ
وتناءى عن سمعِها الوقرُ فانحازتْ .=. بشوقٍ إلى رفيف البشائرْ
وأُزيلَ الحجابُ ، وانكشفَ الأمرُ .=. فألفتْ زمانَها المرَّ بائرْ
خدعتْها مذاهبُ الزيفِ حينا=واعتراها حينا فسادُ الضمائرْ
فاستحبَّتْ ذاك العمى واستجارتْ=عثراتُ الحجى بفكرةِ عاثرْ !
واستبانَ النَّهارُ بعدَ اعتكارٍ=دوَّختْها فيه الليالي الزواجرْ
قد أفاقتْ واهتزَّتِ الأنفسُ اليومَ .=. وضجَّتْ على صداها المنائرْ
كبَّرتْ فاستجابَ خيرُ بنيها=وإلى الباقياتِ شدُّوا المآزرْ
ربِّ سبحانكَ استجبْتَ دعاءً=في ظلامِ الأرزاءِ شقَّ الستائرْ
وأَريْتَ الأجيالَ آياتِكِ العظمى .=. فطوبى لمن هدتْهُ البصائرْ
فُصِّلَتْ ويحهم فبوركَ عَوْدٌ=لمغاني قرآنِنا و المآثرْ
أمتي عانتْ من فسادِ طغاةٍ=واجتراءاتِ فاجرٍ و مقامرْ
ليس للباطلِ العنيدِ بقاءٌ=في موازينِها بقدرةِ قادرْ
جلَّ ربِّي بالحادثاتِ بصيرٌ=لم يفتْهُ بها تعنُّتُ كافرْ
والغزاةُ الجناةُ مهما تمادوا=فانكفاءٌ مآلُهم وخسائرْ
إنَّ كفَّ الطغيانِ تُلوى إذا ما=عادَ فينا إيمانُنا والمشاعرْ
ذهبتْ بالهوانِ حقبةُ دهرٍ=وتراءتْ سوداءَ بين المحاجرْ
إنَّما الناسُ للهدى قد دعاهم=دونَ مجدٍ أولو الهدى و الأكابرْ
فاستجابوا فليس ينفعُ كبتٌ=أو ترد الجموعَ بحَّةُ زاجرْ
فهمُ المسلمون واليومَ عادوا=بهدى اللهِ من جميعِ المحاورْ
أمَّةً تنفضُ الهوانَ وتُغني=ساعدَ الفضلِ بالنَّدى والمفاخرْ
أمَّةً ما رأى الزمانُ سواها=لإخاءٍ و رحمةٍ في البوادرْ
أُمَّةً ترفضُ الخنوعَ لغازٍ=رغمَ طولِ العنا وعرضِ المجازرْ
أمَّةً أمهلتْ دعاةَ عقوقٍ=لمثاني اعتزازِها و الأواصرْ
سلبوها إباءَها كي تولِّي=عن علاها ، لكنَّها لم تغادرْ !
أولُ الزحفِ ما تخلَّى بنوها=عن مزايا إسلامِها و الأواخرْ
ولعلَّ الرياحَ تسكنُ حينا=إنما الجمرُ تحتَ تلك المغافرْ
ومداها بالعادياتِ صهيلٌ=بينَ ضبحِ الجوى وقدحِ الحوافرْ
لن تنامَ الجراحُ والبغيُ يعوي=في ربانا : أحقادُه والعساكرْ
هكذا كانت المروءةُ أقوى=فهْيَ من وقدةِ الأذى لا تحاذرْ
إنَّ مَنْ باعَ نفسَه دونَ حقٍّ=لا يبالي بجلجلاتِ البواترْ
أو يحابي إذا استُبيحتْ ديارٌ=وأُهينتْ عقيدةٌ و مآثرْ
***= ***
ضوءُ بشرى فللظلامِ انحسارٌ=رغمَ دعوى عدوِّنا والمكابرْ
من حنايا الآلامِ والغمم السودِ .=. وسوطِ اعتسافِهم والمقابرْ
كم أسالوا دماءَنا لم يراعوا=من شيوخٍ في بطشِهم و جآذرْ
وأحالوا ربيعَنا لتبابٍ=وأماتَ الطغيانُ حُلوَ الأزاهرْ
إنما الأمةُ المجيدةُ عادتْ=وأعادَ اليقينُ طيبَ البيادرْ
المثاني وسُنَّةُ المصطفى في=نورِ وجهِ انطلاقِها و الأواصرْ
ورفيفُ الأسحارِ قد جاءَ فيها=بسُمُوٍّ يحيي المزايا الدواثرْ
إنَّها الشرعةُ الحنيفيَّةُ اليومَ .=. تُزَجِّي فوَّاحَها للحواضرْ
وبنوها الذين عنها أشاحوا=قد حداهم هوى السنين الغوابرْ
واستجابوا لصوتِها لا لزيفٍ=قد تعرَّى بما تسوقُ الخواطرْ
واستردُّوا مكانَها ما تناءى=عن نفوسٍ ، وعن وثيقِ المصادرْ
أَوَيُرْمَى النفيسُ بالثَّمنِ البخسِ .=. وتُجْفَى عقودُه و الأساورْ !
وتُلفُّ الأمجادُ مثلَ ثيابٍ=بالياتٍ ، لَتلكَ إحدى الكبائرْ !
أرأيتُم في العالمين أُناساً=فعلوها ، فشأنُهم متناثرْ !
آهِ يا أُمتي وكم لكِ قلنا=وكتبْنا ، ولن تجفَّ المحابرْ
سوف نشدو وسوف نكتبُ حتى=لا نرى وجهَك المحبَّبَ حائرْ
لن تهوني ففي المرابعِ شيبٌ=وشبابٌ إلى الجهادِ يبادرْ
وإلى مجدِكِ الطريفِ تنادوا=وتخطَّوا مَنْ للسرابِ يُعاقرْ
لن نرى العزَّ والمفازةَ يوماً=بمزاميرِ عابثٍ أو مهاترْ
أو ملفاتِ حاقدٍ قد تعامى =حيثُ دارتْ على الفسادِ الدوائرْ
لرموزِ التضليلِ عارُ نفاقٍ=وغُلُوٍّ هوى بسوءِ المصائرْ
عادتِ الأمَّةُ الكريمةُ يروي=من حكاياتِ فخرِها كلُّ ظافرْ
وأراها نعمَ المواكبُ حثَّتْ=من خطاها ، فاستبشري يا مآثرْ
قد طوى الخطبَ والمكارهَ شهمٌ=ذو يقينٍ بربِّه و مُصابرْ
ليس فيهم مغفَّلٌ أو سفيهٌ=أو محبٌّ أهواءَه أو مغامرْ
إنَّه الإسلامُ العظيمُ دعانا=بعد هذا الهجوعِ فالدمُ فائرْ
قد قُتلنا ياويلهم وشُنِقْنا=وسُجنَّا والظلمُ ناهٍ وآمر
ويقوُ الجبَّارُ ربِّي تعالى=لشعوبٍ لاتركنوا للمناورْ
لاتطيعوا مَنْ لم يحكِّم هدانا=ويوالي أعداءَكم فَهْوَ جائر