لقي الشهادة ساجدا

للعـدل شـرع ٌ أوجـدا

أمنـاً يصـوغ المشـهدا

غمر السباتُ عيونه

والجنب لامس مرقدا

ورسـول كسرى شاهدٌ

قبسـاً يُـنـيرُ وفـرقـدا

حكم الأمير رعيةً

بين الجميع تحيّـدا

أُسسٌ أقــام لأجلـها

صرحاً قويماً شيّدا

قيماً هناك بحقبةٍ

غرّاء تعرف موعدا

للنشء هيا علّموا

قولاً مبيناً أكدا

بصهيلِ خيلٍ واثبٍ

بين المدائن أرعدا

والرامي هدفاً سامياً

بسواعدٍ قد سدّدا

فوق البوادي موكبٌ

للعَدْو هَمَّ وجالدا

ورياضة أوصى بها

سبّـاحُها مضى رائدا

ربُ الإمـارة وقْدُها

فاروقها من أوعدا

أرسى المناقب روعةً

مُثـلاً تفــرّع مـوردا

حَملَ الدقيق لأسرةٍ

عسراء بَعَثَتْ مُنجدا

حـــقٌ تعالى قيمـةً

بالعـدل حـرّرَ أسـودا

لا فـرق يرْسخ عنده

كلٌ سواسي وحّدا

فهـو الأبـيُّ ريــادةً

وهو الجسور تفــرُّدا

وهو الأريبُ بحكمةٍ

ردعتْ شراذم للعِدا

وهو المشيّد دولةً

عَظُمَتْ وباءتْ سؤددا

وهــو المقيم عدالةً

بلغتْ مآثرها المدى

وهو الـمُـربي زمـرةً

صارت شهاباً مُفردا

ولمن تغــشُ حليبها

بنتٌ تراقب واجدا

تبقى مهـابة ربها

روحاً ترفرف بالهُـدى

تبقـى دوافــع دينها

نبضـاً يهدهد كالندى

يبقى التـدين عنـدها

عِبـراً تُقـوّم مائدا

زوجٌ لعــاصم قــرةٌ

خُلـق الإبـاء تجـسّدا

مـلأ الحياة عــدالةً

لذوي حقوقٍ أرشدا

رَكِــبَ المطية ثائـراً

ملك الزمـام وجاهـدا

بين المدائن فارسٌ

رَفعتْ يـداه مـهنــدا

نَشَرَ الأبيُّ مكارماً

كالغيث فاض مُبردا

دفع الحشود تراحماً

جعل القلوب روافدا

صهوات خيل جيوشه

بَلَغتْ خُطاها المقصدا

ولكَم أنار مشاعلاً

عِلماً وخُلقاً جوّدا

هو صيحة الحق التي

عَلِمتْ عزائمَ قائدا

هو روضة الخير الذي

شَهِدَ نماءً سرمدا

هو ومضة النور التي

عكستْ تاريخاً أمجدا

للــفيض نبـعٌ واعـدٌ

يشـدو المقاصدَ غرّدا

شاد الفاروق حضارةً

عقد النبوغ فرائدا

يبقـى بقلـب رعـيـةٍ

نُبلاً سمياً مُقتدى

صدق الأميرُ سُراقةَ

لبس الأساور عسجدا

حظي الريادة سامقاً

لقي الشهادة ساجدا