تيهي على الدُّنيا بِكُلِّ سلامٍ= واستبشري يا أمَّةَ الإسلامِ
إني أرى وجهَ الحياةِ يَزُفُّنا= بضيائِهِ .. وبثغرِهِ البسَّامِ
ما إن رأيتُ بكِ الأسى متغوِّلًا= كلَّا رأيتُ .. سَعادةَ الأيامِ
في غزَّةٍ .. والفجرُ تاهَ ضياؤُهُ= كم ذا تصاعَدَ عِزُّهُ المتنامي
ما عاد فيها المستحيلُ وإنما = تزهو حقيقةُ مَجدِها المُتَسَامي
أخذتْ تفيضُ بأمنها وأمانها = وبنورها يَجتاحُ كلَّ ظلامِ
ما عاد مِن بَعدِ الحقيقةِ واهِمٌ= فالحقُّ فوقَ خديعةِ الأوهامِ
لا ريبَ أن المَجدَ مجدُكِ عائدٌ= بَعْدَ الغيابِ وقسوةِ الظُلَّامِ
كمْ عِشْتِهِ دهْرًا بخير حضارةٍ= هبَّتْ رياحُ سلامِها المترامي
ما كنتِ إلا دولةً مُذ مهْدِها = ترقَى إلى أعلى المَقامِ السامي
لا ظلمَ يخدشُ للرَّعيَّةِ حُرمَةً= فغدا حرامًا قبلَ كلِّ حرامِ
تمضي القرونُ الخالياتُ عزيزةً= دأبتْ على إيمانها المقدامِ
فتطاولتْ نحو السماءِ كرامةٌ= ما أذعنتْ للكيدِ والإجرامِ
هابَ الطغاةُ جَلالَها فتمكَّنتْ= وجنودُها أهْلُ الفداءِ الدامي
عَزُّوا وَعَزَّ بهم جَنَابُ عقيدةٍ= شَمَّاءَ رَغْمَ مَكائدِ الأقزامِ
إني أُمَنِّي ما حييتُ تطلعي = للمَجدِ إني للكرامة ظامِي
إني رأيتُ مِن الإباءِ بقيةً= في أمَّتي هُمْ فتيةُ القسَّامِ