أودى الذي حمل اللواءَ مجاهدا في رثاء الدكتور العلامة مصطفى السباعي

عبدالرزاق حسين رمضان الخالدي

لفضيلة الشيخ ابن ديرالزور عبدالرزاق بن الشيخ العلامة حسين رمضان الخالدي

يرحمهم الله جميعـا

علـمٌ مضـى فَلْتَبْكِـهِ الأيامُ = وَلْيَنْعه الإيمانُ والإســلامُ

بــدرٌ وقـد أفلتْ مشارقُ نورِه = من أفقِـه فالكائناتُ ظلامُ

لاتبْكِه رجلا ثـوى بـلْ فَابْكِه = صرحًـا يموتُ لـموته أقــوامُ

ولـديَّ في هـذا وذاك شواهدٌ = العـــلمُ والإخـلاصُ والإلهــامُ

سَــلْ إنْ جهلْتَ عـن الفقيدِ خصومَه = سيجيبُك الخصمُ اللدودُ : هُمــامُ

واستًنْطِقِ الآثارَ من تـركاتِه = واسمعْ يُجِبْكَ الفقـهُ والأحكامُ

فاقرأْ تآليفَ الإمــامِ فـإنَّها = حِكَــمٌ تـدينُ لحكمِهـا الأفهــامُ

نثرٌ وشعرٌ للكمالِ تـدافعا = لـم تعترضْ مسراهما الأوهامُ

كـم أرشدتْ آراؤُه من تائـهٍ = من بعدِ ما فتكَتْ بــه الآثــامُ

يـدعو مُطاعـا للفـلاحِ وللهـدى = فتجيبُه الأرواحُ والأجســامُ

باللينِ يـدعو لابقسوةِ مغلظٍ = ولربمـا سبقَ الحسامَ كــلامُ !

كم خاضَ معركةً بغيرِ أسِنَّةٍ = قسطا كأنَّ كلامَــه الصَّمصامُ

فسلِ النيابةَ عنه حين تكشِّفتْ = عن حقدِهـا هـرَّارةٌ و لئــامُ(*)

سلْها عن الشيخِ الجليلِ وحـزمه = فلقد تجيبُ بأنَّــه الضرغامُ

كم صولة في وجهِ أعداء الهـدى = قـد صالهـا فتحطَّمتْ أصنامُ

ومضلل قـد راحَ يمـكرُ دائبا = فـرمتْه من أيدي الإمامِ سهـامُ

فارتـدَّ مخذولا يجـرُّ بذيلِه = جــرَّ الحزينةِ قـد دهاها السَّامُ

واليوم ياويحَ الجهـادِ فمـا لــه = بعد المظفَّـرِ قـائدٌ مقدامُ

أودى الذي حمل اللواءَ مجاهدا = لـم تثنِه الأخطارُ والآلامُ

بـل جـدَّ في نشر الحنيفةِ مخلصا = يحدوه شوقٌ للهدى وغـرامُ

أَسَمِيَّ طـه المصطفى يامصطفى = منِّـي عليك تحيَّةٌ وسلامُ

وعليك من أهلِ الرشادِ كـرامةٌ = إذْ حقُّــك التَّبجيلُ والإكـرامُ

هوامش :

(*)هـرَّارة : والهَرْهَرَةُالضحك في الباطل .

وسوم: العدد 1121