مثلُ الفراتينِ قـد فاضا بِبِـرِّهما = ويأنفانِ عطايا صاحبِ الدَّأدِ*
*الدَّأد : من دادا (دادا)لفظة عراقية معروفة وهي من تعابير اللطف في اللهجة العراقية الدارجة ولا زالت قيدالاستعمال حتى وقتنا الحاضر يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن(دادا)متحولة من(داد-ادا)وفي اللغة الأكادية وهي من لغات بلاد ما بين النَّـــــــهرين القديمة، نجــد أن (داد) معناه الأصلي( الاب) ثم تطور معنى الكلمة ليعني (المحبوب) ، أما لفظة (ادا) فهي لفظة تطلق على الأقرباء من جهة الأب أي أن اللفظة الكاملة (داد-ادا) أي (دادا) تعني الأحبة ، الأحباب. كلمة داده تستخدم مجازا لمخاطبة تكون اقرب التدليل او التودد..
اللهُ أكبرُ أُمَّ المجدِ لـم تلــدي = إلا الإبـاءَ بحضن الكربِ والكمدِ
ولا نهضتِ أيابغدادُ في أُفٌقٍ = إلا رمَـوْكِ بسهمِ الحقدِ والنَّكـدِ
بنتُ الرشيد التي دانت لدولتِه = هاماتُ رومٍ بيَوَمَيْ : آفلٍ وغـدِ
مشيئة اللهِ ما أبْقَتْكِ في خطرٍ = إلا وجاءَك منه سابقُ المــددِ
قـد شاءَ ربُّـك أن تُبلَى سرائرُهم = ليظهرَ البغيُ من ذي الضَّغْنِ والحسدِ
ومجدُ أمسك بالإسلامِ ما انكفأتْ =عنهـم مشارعُه في الخيرِ والـرَّشدِ
لـم يُصرمِ الطيبُ من ردنيكِ عاث به = كفُّ الأسافلِ بين البلقعِ الجَـرَدِ
مازال يحفظُـه صدرُ الأُباةِ وفي = أحنائهم من شّامُ العَذْبِ في البلدِ
جـارَ الجُناةُ ولـم تنفعْ مناصحةٌ = ولا أصاخوا لأمـرِ الواحدِ الأحدِ
والكِبرُ والـغيُّ ثوبا مجرمٍ عَبِثٍ = أوهـى يـديهِ بمجدٍ غيرِ مُطَّردِ
يبوءُ بالسوءِ في دنياه وافتقدَتْ = به الليالي حديثا غيرَ مُفْتَقَدِ
إنَ الشجاعةَ حفظُ الأمـرِ من خلل = والأخـذِ بالحقِّ لا بالباطلِ الـزَّبدِ
وبالوقوفِ لدى شرعٍ قرآنِ بارئنا = مقولة العلماءِ الصِّيدِ لـم تَحِــدِ
غـرَّ الغزاةَ توانينا وفرقتُنا = من غيرِ جمعٍ على الإسلامِ محتشدِ
وغـرَّهـم وَهَنٌ فينا نترجمُه = بسوءِ موقفنا من كلِّ منتقِدِ
وياعراق النَّدى آسى إذا نظرت = عينايَ نحوَك والأوجاعُ في كبدي
هذي الدماءُ وهذا البأسُ مشتعلٌ = بنارِ أهلِ ضلالاتٍ إلى أمـدِ
وثـلَّ صرحَكِ هذا الحقدُ أفرزه = زيفُ الضلالةِ فالتضليلُ لـم يـفِدِ
الآثمون ولا تخفى بواطنُهم = أشدُّ من وَهَـجٍ بالقتـلِ مُتَّقِدِ
مشروعُ غارتهم ألقى مرازيَه = قـومٌ صهاينةٌ بالجندِ والعُدَدِ
أيا عراقَ البطولاتِ التي شهدت = لها العصورُ ولم تركع إلى أحدِ
مهما تمادى بلا وعي ولا قيمٍ = فبالجهادِ على الديَّانِ فاعتمدي
فما سجدتَ لغيرِ اللهِ في حقبٍ = جاء المغولُ بـــرزءٍ غيرِ مقتصدِ
وما انثنيتَ ومن أحقادهم بذلوا = لهـدمِ أغلـى صروحَ المجـدِ والعمـدِ
فجاهدَنْ واصْبِرَنْ لله محتسبا = فلن تضيعَ دماءُ الناسِ في بـددِ
فالحكمُ للهِ في الدنيا وآخــرِةٍ = فبالهدى والتُّقى والصَّبرِ فاجتهدِ
فلا تخافي وحوشا كونهم بشرا = فليس للظلمِ والطغيــانِ من سندِ
سيهلك اللهُ يابغدادُ آخرَهم = يوما بقدرته إذ ليس من عضـدِ
وياعـراقَ الرواياتِ التي فضحتْ = أهلَ العمائمِ لَفُّـوهـا على أُوَدِ
وَذَا التَّمادي شعوبٌ سوفَ تخذلُه = بصيرةُ الوالدِ المحزونِ والـولدِ
والسيفُ أقربُ منها حـالَ غطرسةٍ = فليس يُذعنُ للأشرارِ من أحدِ
شعوبُ أمَّتِنـا في العصرِ مانسيتْ = أضغانَ مَن كفروا من زمرة الـزَّرَدِ
كأنَّهم وجدوا صيدًا لخسَّتِهم = وما دروا أنَّهـم في قبضةِ الأحـدِ
اللهُ مزَّقهم من قبلُ فاندحروا = واليوم موعدهم فاصبرْ ليومِ غَــدِ
ما أسلمُوا أبدا للـــهِ وامتثلــوا = أمرَ العقيدةِ ردَّتْــهُ يــدُ الجُددِ
هي الليالي وما أدراكَ ماحملتْ = فعينُهـا ما نأتْ عن حالةِ الــرَّصدِ!!!