إلى الكاتب زهو الكلمة ، والصحافي النبيه الحر ، المثلج الصدور بصوت المؤمن بالله ، حين تنبجس كلماته الرائعة في وعي الباحثين عن الحقيقة ، ذلكم الأخ الفاضل : حمزة تكين حفظه الله ورعاه .
الزَّهوُ يبقى والبيانُ يُعَبِّرُ = وكلاهما للصِّدقِ طوبى الجوهرُ
ويخورُ صوتُ المفترين ولم يزل = في موقدٍ بيدِ اللظى يتبخرُ
لكنَّ ( حمزة ) صوتُه ذو نبرةٍ = تومي إلى الحقِّ المبين وتظهرُ
والحقُّ باقٍ رغمَ زورِ تبجُّحٍ = وهو الجليُّ خفيُّه والمظهرُ
فاصدعْ أخا الإصلاحِ بين عصابةٍ = الرَّيْبُ في إعلامِها يتفجَّرُ
تركيَّةُ التاريخَ : أعلى شأنَها = فلها المكانةُ والهُدى والمنبرُ
حيَّأك ربُّك يا ( تكينُ ) مؤيَّدًا = أثنى عليك شبابُها المستبصرُ
في عهد مَن صانَ الأمانةَ وانتضى = سيفَ الفخارِ لأُمَّةٍ تتقهقرُ!
لم يرعَ دينَ اللهِ من حكامها = أحدٌ فضاعَ مع الهوانِ الجوهرُ
وأتى إليها ( أُوردغانُ ) فأيقظتْ = في أرضها خطواتُه مَن أدبروا
واغتاظ منها حاقدٌ مستهترٌ = كره الحقيقةَ وجهُهُ المستَقْذَرُ
والتفَّ حول الحاقدين سفاهةً = أهلُ الصحافةِ ملحدٌ ومُزوِّرُ
ومن الذين استُعْبِدوا لعدوّهم = فعلى هواهُ تجمَّعوا واستنْفروا
فصفعتَهم بالحقِّ لألأَ نورُه = فَمَحَا الظلامَ وعربدَ المستهترُ
ولك الثباتُ فلم تزلْ تطوي لهم = صفحاتِهم ولأنتَ أنتَ مظفَّرُ
ولك السجايا مشرقات بالوفا = ولها المآثرُ بالملاحةِ تزهرُ
والفوزُ في ساح الصحافة لم يكن = إلا لِمَن في وعيِه يتخيَّرُ
كم حاكم قد عاش والتهريج في = أردانه وله يصفِّقُ مُجْبَرُ
ولقد قضى والموتُ عاجله فلم = يدركْ مناهُ فباللظى يتدثَّرُ
وإذا به من نسلِ آل قريظة = وحفيدُ مَن آذوا النَّبيَّ وثرثروا
والحالُ يُحزنُ يا( تكين) كما ترى = في أُمَّةٍ وكأنَّها لا تُبصِرُ !
ووسائلُ الإعلام باتت لعبةً = بيدِ الذي عن غيِّها لايُدبرُ
لم يُدركوا مأوى الكذوب إذا أتى = يومُ الحسابٍ وصُفِّدوا وتقهقروا
تبًّا لهم تبًّا فيومئذٍ لهم = ما للطغاة وللذين استكبروا
بشراك ( حمزة ) فالجهادُ بكلْمةٍ = قدسيَّةٍ يعنو لها المتجبِّرُ
هي كلْمةٌ والحقُّ أعلاها على = مَنْ بالضلالِ تعثَّروا وتكوَّروا
أمضيتَ فيها يا ( تكينُ ) زمانَ مَن = أوفى العقيدةَ شأنَها إذ يُنْذِرُ
قد صغْتَها من زادِ قلبك والهدى = وخبرْتَها برقِيِّها إذْ تَذْخَرُ
فلك المثوبةُ من إلهٍ راحم = ولك المكانةُ عنده والمفخرُ
فكرامُ أهليها كرامُ عقيدةٍ = مرموقةٍ آياتُها لاتُنكرُ
شهدتْ لياليها الحسانُ تبتُّلا = للهِ إذْ بالذِّكرِ باتتْ تزخرُ
ونهارها المشهودُ مرتعُ سؤدد = والليلُ فيها بالتلاوةِ مقمرُ
والناسُ حُجَّتُهم بأفعالٍ سمتْ = تترى على مرِّ العصورِ وتُذكرُ
فاهنأ بها بالفضلِ ( حمزة ) وارتشف = شَهدًا له أهلُ المآثرِ حُضَّرُ
طوبى لِمَن عبدَ الإلهَ بعمرِه = وبهًدْيِ نورِ نَبِيِّهِ يستبصرُ
عَمَرَ الفؤادَ بحبِّه لِمُحَمَّدٍ = وبغير حبِّ المصطفى لايُعمَرُ
طوبى بتركيا لكم عهدٌ زها = فالحقلُ زاهٍ في يديكم أخضرُ
فلك المودة ( ياتكينُ ) وما لوى = عنوانَها طول الزمانِ تَغَيُّرُ
ولك الثناءُ مدوَّنًا شعرا ولا = تطوي قصائدُه الملاحُ الأعصرُ
والشكرُ موصولٌ لكلِّ أخٍ هنا = في أرضِ تركيا يعيشُ ويفخرُ
يثري مكانتَها طموحُ شبابها = إنَّ الشَّبابَ عزيمةٌ لا تُقْهَرُ