الأم
21آذار2015
صالح محمّد جرّار
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
نَسِيْمٌ مِنْ جِنَانِ الأُمِّ فَصَفَّقَتِ الضُّلُوْعُ لَهُ بِشَوْقٍ فَنَاجَاهَا النَّسِيْمُ بِهَمْسِ أُمٍّ وَأَهْدَى الرُّوْحَ مِنْ دَعَوَاتِ أُمِّيْ رَعَاهَا اللهُ مِنْ أُمٍّ رَؤُوْمٍ فَمَنْ يَنْسَى الأَمَانَ بِحِجْرِ أُمٍّ وَمَنْ يَنْسَى الَّتِي سَهِرَتْ عَلِيْهِ فَلَنْ أَنْسَاكِ - يَا أُمِّيْ - حَيَاتِيْ فَكَمْ ذُقْتُ النَّعِيْمَ بِسَاعِدَيكِ وَكَمْ حِلْتِ الصِّعَابَ بِلَا انْفِرَاجٍ فَنَادَيْتُ الرَّؤُومَ : إِلِيَّ أُمِّيْ سُرُوْرُكِ مِنْ سُرُوْرِيْ حِيْنَ أَلْهُوْ فَتَبْيَّضُ اللَّيَالِيْ وَهْيَ سُوْدٌ وَتُنْعِشكِ الأَمَانِيْ وَهْيَ وَهْمٌ وَغَمُّكِ إِنْ أَلَمَّ بِيَ اكْتِئَابٌ وَدُوْلَابُ الزَّمَانِ يَدُوْرُ نَهْبَاً وَلَمَّا أَنْ عَقِلْتُ رَأَيْتُ أُمِّيْ فَإِنَّ العِلْمَ لِلإِنْسَانِ نُوْرٌ وَخَيْرُ الصَّحْبِ فِيْ الدُّنْيَا كِتَابٌ وَأُمٌّ لَا تَنِيْ عَنْ خَلْقِ جِيْلٍ فَمَا مِثْلُ الأُمُوْمَةِ إِنْ تَسَامَتْ وَمَا مِثْلُ الأُمُوْمَةِ مِنْ طَبِيْبٍ وَلَوْ أَسْطِيْعُ أَنْ أُحْصِيْ جَمِيْلَاً فَلَوْلَا الأُمُّ مَا أَبْصَرْتُ نُوْرَاً | هَبَّافَألْقَى فِيْ الرُبُوْعِ شَذَاً وَضَمَّتْهُ كَضَمِّ المَرْءِ حَبَّا فَأَجْرَى فِيْ العُرُوْقِ السِّحْرَ ذَوْبَا فَكَانَ دُعَاؤُهَا لِلرُّوْحِ طِبَّا وَلَقَّاهَا السُّرُوْرَ وَخَيْرَ عُقْبَى وَقَدْ أَرْخَىْ عَلَى الأَنْغَامِ هُدْبَا ؟ لَيَالِيَ شِدَّةٍ تَقْتَاتُ رُعْبَا ؟ وَهَلْ تَنْسَى عُرُوْقُ الحَيِّ قَلْبَا ؟ وَصَيَّرْتِ المَضِيْقَ عَلَيَّ رَحْبَا وَكَانَ الصَّدْرُ لِلوَسْوَاسِ نَهْبَا فَلَبَتْ بِالحَنَانِ تَحِلُّ صَعْبَا بِعَافِيَةٍ , أُثِيْرُ البَيْتَ لُعْبَا وَمُرُّ العَيْشِ يُصْبِحُ فِيَّ عَذْبَا وَيَبْدُوْ بَعْدَهَا فِيْ الحِسِّ قُرْبَا فَيَبْدُوْ الخَصْبُ يَا أُمَّاهُ جَدْبَا وَآياتُ الإِلِٰهِ تُنِيْرُ قَلْبَا تُعَلِّمُنِيْ حُرُوْفَ العِلْمِ شُهُبَا وَمَنْ يَرْضَى سِوَى الأَنْوَارِ صَحْبَا ؟ يُنِيْرُ بَصَائِرَاً وَيُقِيْتُ لُبَّا قَوِيمِ الخُلُقِ يَخْشَى اللهَ دَأْبَا يُعِدُّ طَلَائِعَاً تَجْتَازُ صَعْبَا لِرُوْحٍ تَبْتَغِيْ لِلأَمْنِ دَرْبَا لِأُمِّيْ مَا كَفَانِيْ القَوْلُ حُقْبَا وَلَوْلَا الأُمُّ كَانَ العَيْشُ جَدْبَا | وَحُبَّا