واخلعْ نِعالَكَ عند وَطْءِ تُرابِها
05تشرين12013
ثريا نبوي
ثريا نبوي
| أرأيتَ مَن زرعوا بذورَ الدَّاءِ رَســــموا الفتاوَى عارياتٍ، لَوَّنوا تَخذوا الإلهَ هوًى هوَى بِهِمُ إلى صاروا بَيـــادِقَ لا ظلالَ لرأيها صَدِئتْ مفاتيحُ "الزوايا".. يُسِّرَتْ ويَمامةُ الأيْكِ استَتَبَّ لها المَقا رفعوا عصا التأديبِ فوق رؤوسِنا لاموا الضحيَّةَ قدَّسوا مَن سامَها عزلوا الضحيةَ فوَّضوا جلاّدَها عزفوا ترانيمَ الجُمودِ..ترنَّموا فوق المنابرِ كان داعيةُ الأُلَى ومضى يُخَضِّبُ كَفَّهُ بكرامةٍ يدعو بعزٍّ للمُناصِرِ دينَهُ فالمسجدُ الأُمَويُّ يزأرُ مادِحًا حتى إذا نَفَثَ الوُشاةُ سمومَهم وهديرُ باديةِ الشآمِ يؤزُّها والنيلُ صادٍ، والضِّفافُ يشوقُها سَلْ بائعَ الأمراءِ عمَّا كان مِن عن شامةِ التاريخِ عن تاجٍ على شهِدتْ له حربُ المغولِ..أميرُها سألوا "رُدَينَةَ" مِن جميلِ رِماحِها يا عَينَ جالوتَ احفظي ما كان مِن صَهَلَتْ مَهاري الحَربِ وانشقَّ المَدى * * * عَجِّلْ بِتَوبٍ يا فصيحُ ونَقِّها ذهبَ الخوارِجُ بالعُقوقِ إلى مَدًى فاسْحقْ فتاواكَ المُعلَّبةَ التي نَكِّسْ شِعاراتِ الجَنائزِ وانتَبِهْ فالعُشْبُ تلفحُهُ الشموسُ وما انحنتْ والسَّهمُ إنْ أطلقْتَهُ وتَحرَّرا وانظُرْ لرابعةٍ وخامسةٍ غَدَا واخلعْ نِعالَكَ عند وَطْءِ تُرابِها واغسِلْ هَوانَكَ تحت أوَّلِ غَيْمةٍ وامْشِ الهُوَيْنى فوقَ نبْضِ جراحِنا | ورَمَوا عُيونَ الفِقْهِ بالظلْماءِ؟ ثوبًا يُرامُ بمنطِقِ الحِرَبـاءِ قِيعــانِ دَرْكٍ كالحِ الإيواءِ وتناكبوا طُرُقًا إلى العلياءِ للعنكبوتِ مَناسِجُ العَدَّاءِ مُ على المَآذِنِ في حِمَى العُرَفاءِ يستحمِرونَ الخَلْقَ في الأرجاءِ سُوءَ العذابِ.. مرارةَ الأدواءِ ويدًا مُلوَّثةً بســــــيلِ دمـــــــــــــــــــاءِ و"العِزُّ" أورَقَ في رُبى الفيْحاءِ* لا تَجتبيهِ مَحاضِنُ الإغواءِ تعلو على كَفِّ الغِوَى المِعطاءِ وبِذُلِّ عاصٍ تحت ظلِّ سماءِ أكرِمْ بصيحةِ أشجعِ العُلماءِ سُمِلَتْ عيونُ الخُطبةِ العصماءِ ومُزَلْزِلٌ ما كان مِن إقصاءِ غَيْمٌ يُرَوِّي قاحِلَ الأصداءِ عَبَقِ التدَبُّرِ يانعِ الأشذاءِ رأسِ الزمانِ ودُرَّةِ الأنباءِ المَعتوقُ يُلْجِمُ سطوةَ الأعداءِ فاستُمهِرتْ بخزائنِ الأمراءِ كُحلٍ يُداوي رَمْدَةَ العمياءِ والنَّصرُ جاءَ بِعودةِ العَنقاءِ * * * مِن شارداتِ اللغوِ والإفتاءِ لا ترتضيهِ طبائعُ العُقلاءِ رَسمتْ خرائطَ ظُلمةِ الإفناءِ ما عادَ للتطويعِ غيرُ مُرائي هاماتُهُ لقساوةِ الرَّمْضاءِ أتَظلُّ تَرجو عَودَهُ لِوَراءِ؟ عَصْفُ الخُزامَى مَصرعَ الدُّخلاءِ فالمِسْكُ فيها مِن دِمَا الشُّهداءِ فالقَطْرُ عن دَنَسِ السياسةِ نائي ذَهَبَتْ رياحُ مَمالكِ الأهواءِ |
* هو العزُّ بنُ عبد السلام؛ بائعُ الأمراء وخطيب وإمام المسجدِ الأمَويّ بدمشق قبل ترحيله إلى مصر
