الجُرْحُ لاَ يُطْوَى
والظُّلْمُ لاَ يَسْبِقُ الْقَدَرْ!!
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
قَدْ زُلْزِلُوا مَا زَلْزَلُوا الْأَحْرَارَا
أَظَنَنْتَ أَنَّ الْجُرْحَ يُطْوَى بَعْدَمَا
يَا خَافِضَ الطَّرْفِ الْمَهِينِ تَنَكَّسَتْ
فَلِمَنْ خَفَضْتَ الطَّرْفَ يَا أَغْبَى الْوَرَى
لَمْ تَدْرِ تَقْدِيرَ الْأُمُورِ فَزُلْزِلَتْ
وَجَهِلْتَ مِنْ عِبَرِ الْحَوَادِثِ سُنَّةً
أَظَنَنْتَ أَنَّ الظُّلْمَ يَسْبِقُ مَا قَضَى
أَوْ بِالْقَنَابِلِ يَا جَبَانُ وَبِالرَّدَى
كَلاَّ وَإِحْرَاقِ الْمَشَافِي جُمْلَةً
أَبَدًا وَإِحْراقِ الْمَسَاجِدِ لَعْنةً
كَلاَّ وَإِنْ أَرْعَبْتَهُمْ لَمْ يَعْبَأُوا
لَمْ يَرْهَبُوا لَمْ يُسْلِمُوا لَمْ يَحْزَنُوا
خَفَضُوا الْجِبَاهَ لِرَبِّهِمْ لَمْ يَنْحَنُوا
تَبًّا لِوَجْهِكَ لَوْ رَأَيْتَ ظَلاَمَهُ
فَاخْفِضْ بِبَغْيِكَ جَبْهَةً لَمْ تَرْتَفِعْ
* * *
عَجِبَتْ لِغَدْرِكَ مِصْرُ كَيْفَ شَرَيْتَهَا
فَبِأَيِّ مَعْنًى قَدْ هَتَكْتَ جَلاَلَهَا
وَبِأَيِّ مَعْنًى قَدْ أَرَدْتَ لِنِيلِهَا
وَتَكَلَّمَ الْهَرَمُ الرَّهِيبُ مُغَاضِبًا
فَبِأَيِّ مَعْنًى قَدْ أَبَحْتَ لِعِرْضِهَا
* * *
خَسِرَ الرِّهَانُ وَشَعْبُ مِصْر كَأَنَّهُ
مَنْ ذَا يُجابِهُ شَعْبَ مِصْرَ وَمنْ لَهُ
هَذَا أَوَانُكَ قُمْ لِرَبِّكَ لاَ تذَرْ
وَاصْدَعْ بِثَوْرَتِكَ الزَّمَانَ وَقُلْ لَهُ
وَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ فِي الْمَلاَحِمِ عِزَّةً
قُلْ لِلْورَى أَرْوَاحُنَا وَدِمَاؤُنَا
لاَ نَرْتَضِي غَيْرَ الْعُلاَ أَوْ جَنّةً
شَعْبٌ دَعاهُ إِلَى الْعُلاَ إِيمَانُهُكَلَّا وَلَكِنْ أَلْحَقُوا بِكَ عَارَا
أَسْرَفْتَ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ جَهَارَا!
تِلْكَ الرُّؤُوسُ مَذَلَّةً وَصَغَارَا!
وَبِمَنْ زَرَعْتَ الذُّلَّ وَالْأَوْزَارَا
بِكَ كُلُّ أَرْضٍ آوَتِ الْأَحْرَارَا
فِينَا خَلَتْ وَتَجَدَّدَتْ إخْبَارَا
قَدَرٌ بِنَصْرِ اللَّهِ قَبْلَكَ صَارَا!
تَمْحُو الضِّيَاءَ عنِ الْوُجُودِ نَهَارَا!!
بِجَمِيعِ مَنْ فِيهَا تُؤَجِّجُ نَارَا
صُبَّتْ عَلَيْكَ مَدَى الدُّهُورِ شَنَارَا
وَاللَّهُ زَادَ نُفُوسَهُمْ إِصْرَارَا
كَانُوا وَظَلُّوا فِي الزَّمَانِ كِبَارَا
يَوْمًا لِظَلاَّمٍ غَوَى وَتَمَارَى
لَفَرَرْتَ مِنْ وَجْهِ الزّمَانِ فِرَارَا
إِلاَّ لِتَقْطِفَ مِنْ جَنَاهُ تَبَارَا
* * *
عَبَثًا بِبَخْسٍ وَاحتَمَلْتَ بَوارَا
هَتْكًا، وَأَنْكَرتَ الضِّيَا إِنْكَارَا!
غَيْضًا، وَفَجَّرْتَ الدِّمَا أَنْهَارَا!
ضَيَّعْتَ مِنْ قِيَمِ الزَّمَانِ وَقَارَا
أَخْنَى الْبَرِيَّةِ خِسَّةً وخَسَارَا
* * *
فِي الْحقِّ طُوفَانٌ يَتِيهُ فَخَارَا
قِبَلٌ بِمَنْ يَرْجُو الْجِنَانَ قَرَارَا
شَعْبَ الْإِبَاءِ لِظَالِمٍ مِضْمَارَا!
إِمَا الْعُلاَ أَوْ فَاجْتَنِبْ إِعْصَارَا!
تُحْيِي الزَّمَانَ وَتَصْنَعَ الْأَقْدَارَا
لَكِ يَا كِنانَةُ تَمْتَطِي الأَخْطَارَا
حَسُنَتْ لطُلاَّبِ الشَّهَادَةِ دَارَا
حُبًا، فَأسْرَعَ نَحْوَهَا وتَبَارَى