بهيج
14آذار2015
د. حيدر الغدير
د. بهيج ملا حويش
د. حيدر الغدير
كان الدكتور بهيج ملا حويش، رجلاً متميزاً، فيه ذكاء وعصامية وكرم، درس في إسبانيا وأحبها، واستوطنها، وفيها مات ودفن. وله مآثر مذكورة في العمل الدعوي، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه خير الجزاء.
أبصرت فيك مودة ورأيت فيك من الفعال محاسناً تُغني وتُقني لا تمنُّ لأنها والمعدن الزاكي احتشاد فضائل ويُرينَه نهج العلا فيحبه أنا ما عجبتُ لما بلغتَ فأنت من ومضيتَ تهديك النبالةُ والنهى وأضفتَ للمجد الذي قد شيدوا والمجد مكرمة مداها منجب * * * أخلصتَ للدين الذي أسكنته ونصرته نصر الشجاع بعزمة ووهبته ما تقتضيك عهوده أعلى العلا أن ينصر المرء الهدى لا يبتغي إلا الرضا من ربه ولقد فعلت فطِبْ بما أسديته * * * ومضيت حين مضيت حولك أنعُمٌ الله مهديها إليك زكية ما كنَّ إلا السعدَ أرضى ما أتى فاهنأ بهن حوافلاً وبواهراً * * * وسكنتَ في البلد الذي أحببته وتقول هذا الضيف نعرف فضله واختار هجرته إلينا راغباً فيها سيلقى سيداً من قومه ويرى عداهم والليالي قُلَّبٌ وعدا الزمان على الجميع فأصبحت صاروا رفاتاً في اللحود تضمهم وتجاوروا في بِغْضة ومودة وتبادلوا الأدوار كرهاً أو رضاً والقبر يسكنه الأصادق والعدى فاعمره بالتقوى تجده روضة * * * وقد اختلفنا إذ رأيتك مخطئاً ولقد تجادلنا فكان جدالنا لم نختلف في مغنم نسعى له وطِلابنا للحق كان سجية ولقد سمعتَ مقالتي فشكرتني ورددتَ في سمت الحليم فلم أجد النبل كان جماله لطفاً بنا ومضى الجدال ونحن أكرم صحبة فلقد وقانا الشرَّ أنا معدن ولقد تصول عقولنا، وقلوبنا ويجِلُّ رأي المرء إن جعل الهدى * * * عذراً أبا أنس ومثلك عاذر واقبل قصيدتيَ التي حبرتها فلقد كتبت سطورها بمودتي فيها الوفاء تليده وطريفه والذكريات البيض يزحم بعضها أحكمتها وسهرتُ في إعدادها فيقول قائلهم لواعج صادق فانظر إليها بالمودة تلقها * * * أبهيجُ إن الموت كأس مُرة ولقد حسوتَ وسوف أحسو مُرها وعسى يكونُ لقاؤنا في جنة أغنى من الآمال ما حفلت به | وإخاءَومروءة مشهودة أخلصتهن نقية معطاء من معدنٍ زاكٍ سناً وسناء يطلعن صاحبها فتىً وضاء ويَقينَه الأهواء والأسواء قوم توالوا سادة نجباء في دربهم تستعذب الأعباء مجداً تطول صروحه شماء وبنوه معطاء يلي ميفاء * * * منك الفؤاد براءةً وولاء عمرية أبرمتها قعساء فحباك منه الشكر والعلياء ويكون فيه الرائح الغداء ويعاف جاهاً مغرياً وثراء ستراه أعظم ما يكون جزاء * * * خضراءُ تقفو أنعماً بيضاء تترى تفيض سماحةً ورُواء والطيباتِ الغرَّ والآلاء وأرق دموعك فرحةَ ورضاء * * * حياً وميتاً والرحاب تراءى قد فاق فيه الأهل والنظراء فليلق منا في اللحود وفاء ويرى جنود الفتح والشهداء ظفروا بهم فاستسلموا أسراء أشلاؤهم تحت التراب سواء من أصدقاء ثووا ومن أعداء واستسلموا عادين أو رحماء وتبادلوا الألقاب والأسماء ويكون نعمى مرة وشقاء فيحاء دانية الجنى غناء * * * ورأيتَني في نقديَ الخطاء كالريح تأتي شدة ورخاء فولاؤنا لله كان وقاء فينا تزيد تودداً ونقاء وحبوتني من حلمك الإطراء إلا حِجاك وبسمة بيضاء والعقل كان جلاله أضواء كالرأد في فصل الربيع صفاء يعلي الإخاء ويكره البغضاء لمّا تزل بالطيبات مِلاء الغاية الزهراء لا الأهواء * * * إن لم أصغ يوم الرحيل رثاء لتكون فيك قلادة حسناء قبل المداد فكانت الغراء والمسكُ نفحاً والبيانُ سماء بعضاً جمعن وسامة وإخاء كي ترضيَ الأموات والأحياء قطعت إلى إسبانيا الدأماء(1) والصدق كان نجيَّها عصماء * * * والناس تحسوها صباح مساء فارقب قدومي واجمع الخلصاء الله ألبسها الخلودَ رداء من أنعم نشتارها خضراء | وذكاءَ
دفن الفقيد في إسبانيا، وكتبت القصيدة في الرياض.