عفوًا أياكعبُ قلناها وأحرفُنا..
14آذار2015
شريف قاسم
| الخيرُ بالصَّالحين اليومَ موصولُ وأكرمُ النَّاسِ أهلُ السَّبقِ إنْ نُدِبُوا توافدوا فالوجوهُ البيضُ مشرقةٌ أعزَّها اللهُ بالدِّينِ الذي يدُهُ يسقي الظِّماءَ نَدَاها من أطايبِه أهلُ المآثرِ بشراكم بوقفتِكم بكم تبسَّمَ ضيقُ الحالِ وانكفأتْ حيثُ التجارةُ في سوقِ الهدى ربحتْ فزتُم بجنَّةِ عدنٍ عندَ بارئِكم جميلُ نصرتكم للناسِ محمدةٌ به دخلتم كرامًا مُدخَلا حسنًا يامَن سعيتُم على دربٍ بأوَّلِه ثوى بآخرٍه مَن جاءَ قبلَكُمُ ذاكم أخوكم أبو الدحداحِ قد سربتْ ولم تمتْ كلماتٌ من مآثره فالبيعُ قد جاءَ بالبشرى وزادَ له فياكرامًا بهذا العصرِ وجهتُكم بها أقمتم لِمَنْ يرجو النَّجاةَ غدًا جوزوا إلى اللهِ وعدٌ غيرُ ذي عِوَجٍ فُزتُم وربِّ السَّما والأرضِ في زمنٍ فالبذلُ عروتُه التقوى وصاحبُه وبشِّر المانحينَ المالَ مانقصتْ دعا إليه فلم يبخلْ جهابذةٌ وحثَّ للخيرِ قرآنٌ وما برحتْ يبارك الله بالزرع الذي خرجت وهبَّ يُعطي أخو التَّقوى لذي عوزٍ هو العطاءُ الذي تبقى مثوبتُه وشأنُ هذا الفتى المعطاءِ أكرمه يُغذُّ شطرَ ديار المعوزين وكم له لدى الرَّازقِ الوهَّابِ مكرمةٌ طوبى لِمَن آثرَ الجنَّاتِ مبتهجًا ياصاحِ نفسُك بيتُ الخيرِ إن صَلَحَتْ تجلو العقيدةُ مافي النَّفسِ من كرمٍ فالخيرُ صاحَبَها إن صحَّ منشؤُها لها من البِرِّ والإحسانِ تزكيةٌ تقرِّبُ الدَّار إن طالتْ مسافتُها الَّلهُ ألهَمَهَا مافيه رفعتُها والنَّفسُ إنْ أكرمَ الرَّحمنُ طلعتَها سَمَتْ به وربَتْ وازدانَ موردُها يومَ اطمأنَّتْ إلى رضوانِ بارِئِها لها من اللهِ في الدنيا سكينتُها ودعوةُ الجودِ في الإسلامِ مُلزِمةٌ وإن عَرَتْ أمَّـةَ الإسلامِ نازلةٌ وركنُهم ــ إنْ يدُ الفاقاتِ أطلقَها يضمُّ باكيةً فارتْ مصيبتُها وفيه طفلٌ غفا لم يدرِ مافعلتْ فيها يدُ البنتِ في قيدِ الجُناةِ وكم والعقلُ مُفْتَقَدٌ ، والنَّفسُ خائرةٌ يامَن رأى كمصيباتٍ وَلَجْنَ ضُحى حيثُ استباحَ الذي يُحمَى بمهجتِنا قد قالها الشيخُ والآلامُ تأكلُه عجاجةُ اللؤمِ غطَّتْ طيبَ ناصيةٍ ياأيُّها الإخوةُ المُقوون ليس لها فلا تقولوا لأمواتٍ بعالَمِكم حتى الحمامات في وكناتها ارتعدتْ هي الذئابُ وهل للنَّابِ من وجعٍ رَزِيَّةٌ لا كما يروي الرواة لها سُمٌّ زُعافٌ وموتٌ جامحٌ نَهِمٌ من كلِّ أرعن لايدري مداخلَها هُمُ الأسافلُ لادينٌ ولا حسبٌ وهَمُّهُم ــ كوحوشِ الغابِ ضارية تمجُّ وحشيَّةً فيهم مراضعُهم وليس ترضى بسوءِ الفعلِ طاهرةٌ لكنَّه الغيُّ يغوى قلبَ صاحبِه والغيُّ قَوَّى يدَ الأشرارِ ألبسَها والأمَّةُ اليومَ ثكلى من فعائلِهم وشاردٌ في رحابِ الأرضِ تصفعُه والحمدُ للهِ لاتخفى عنايتُه فليس يُسلمُها للشَّرِّ ، يهلكُها فبين أبنائِها أجنادُ دعوته هيهاتَ أن تَعبدَ الأوثانَ أمَّتُنا منها اغتدى الشُّهداءُ الصِّيدُ وانقلبوا وفي مرابِعِها الخُضرِ الحِسانِ نَدَىً واسوا اليتامى ، فهم قلبٌ على قيمٍ قد شمَّروا ساعدَ النَّجداتِ عن كرمٍ فهم شذا مُزنِها تسقي سحائبُه عفوًا أياكعبُ قلناها وأحرفُنا ولم نزل عندها مستأنسين ففي ومثلُنا ما نأوا عن رَبْعِ رفعتِكم إليه نركبُ من ضُمرٍ نسابقُهم | والجودُ فوقَ أكُفِّ البِـرِّ محمولُ إلى عطاءٍ له في البذلِ تفضيلُ أما النُّفوسُ ففاتَتْها التَّهاويلُ منها تدفَّقت البيضُ اليعاليلُ (1) فلم تُلَوِّحْ بفحواها العساقيلُ (2) مع الثَّكالى وهذا الجودُ مأمولُ وبدَّلتْ نسجَها تلك الرعابيلُ ( 3 ) أضعافَ أضعافِ ما أعطى البهاليلُ (4) وصاحبُ الجودِ بالفردوسِ مشغولُ إذْ أسرعتْ بالجَنَى للسَّبقِ شِمليلُ (5) ونلتُمُ الأمنَ إذْ خافَ الأراجيلُ رضوانُ ربٍّ أتانا منه تنزيلُ وزارعُ الخيرِ بالبستانِ مشمولُ به إلى جنَّةِ المأوى المراسيلُ (6) له بنفحاتِهـا في الحشرِ تنويلُ حُسنُ الثَّوابِ ، ولم تبقَ العقابيلُ كريمةٌ مالها في السَّعي تبديلُ منارَ سبقٍ وما منكم معازيلُ وليس للوعدِ عندَ اللهِ تضليلُ عزَّ السَّخاءُ به ، واستُسهِلَ القيلُ في ظلَِّه يوم لاينجو المثاكيلُ أموالُهم ، فعطاءُ اللهِ موصولُ خيرُ الورى وأتى بالوحيِ جبريلُ آياتُه فلها في الكونِ ترتيلُ منه الزكاةُ وآتتْهُ المحاصيلُ ومَن براهُ الأسى فالقلبُ مغلولُ فشأنُه في وثيقِ الأجرِ مجدولُ (7) ربُّ العبادِ ، فطبعٌ فيه تنويلُ يغشى خطاه لأهلِ الكربِ تعجيلُ تُعطاهُ ليس لها في الحشرِ تأجيلُ ولم تُجفِّفْ مزاياهُ الأباطيلُ وطيبُها لجميع الناسِ مبذولُ والخيرُ بالكرمِ الذَّاتيِّ مشمولُ على الفضائلٍ ما أقصاهُ تكسيلُ ومن معاني التُّقى فخرٌ وتفضيلُ فللتَّواصُلِ رغمَ البعدِ تسهيلُ فليس تُفسِدُ تقواهـا الخراديلُ فلن ينالَ علاها بعدُ تقليلُ فلم تُبدِّدْ عطاياهُ الغرابيلُ أغنى مساحبَها بالجودِ تنويلُ وفي المعادِ لها أمنٌ وتبجيلُ للصَّالحين ولم يلحقْهُمُ قيلُ فليس فيهم لدفعِ الضُّرِّ تسويلُ هولُ النَّوازلِ ــ بالخيراتِ مأهولُ بالنَّارِ والقلبُ مفجوعٌ ومتبولُ ضراوةُ الحقدِ يابئس التَّفاصيلُ أنَّتْ مواجعُها والبالُ مشغولُ والعينُ دامعةٌ ، والجسمُ مشلولُ في هدأةِ الدَّارِ يُزجيهنَّ مخبولُ وتفتديه بدنياها الأراجيلُ ممَّـا رآهُ وما في الأمرِ تهويلُ ولم تفدْهُ بجدواها المناديلُ أن تُسمعَ الأبكمَ الأعمى المعازيلُ عمَّـا رمتْهُ بأهلينا البراملُ ممَّـا دهاها ونالتْها الأحابيلُ أدهى من السُّمِّ دافتْه الزهاليلُ ولا هي الشَّجوُ بثَّتْهُ المواويلُ أمَّـا الزُّعوفُ فساقتْها التَّنابيلُ ولا مخارجَها ، والزِّندُ مفتولُ وليس فيها لهم عرضٌ ولا طولُ فتكٌ ونهشٌ وإيذاءٌ وتنكيلُ فليس للوحشِ بالإيذاءِ تزميلُ (8) فمن يديهـا له تلك الخلاليلُ فيشتري بغيَه الأدنى التنابيلُ ظُفرًا فليس لها في الفضلِ تأثيلُ وأهلُها اليومَ مأسورٌ ومقتولُ كفُّ الرياحِ ومهزولٌ ومغلولُ بالأُمَّةِ امتُحِنَتْ فالكربُ مثلولُ وليس تقلقُها هذي الأباطيلُ رغم الطغاةِ لهم في الأرضِ تهليلُ مهما تنوَّعتِ الصُّمًّ التماثيلُ شوقًا إلى اللهِ يحدو الصِّيدَ تعجيلُ للمحسنين له في السَّبقِ تفضيلُ يحيا بها ، وبها في الخيرِ مجبولُ فليس عن نجدةِ المحتاجِ تبديلُ تلك النفوسَ فيغشى القومَ تنفيلُ لها من فيضِ بردتِك العصماءِ تنفيلُ نَفْحاتِها للفتى المشتاقِ تنويلُ وغيرُنا بفسادِ القولِ مخذولُ وليس تنكصُ يومَ السَّبقِ عيهولُ (9) |
هوامش :
اليعاليل : المياه النقية المتدفقة من الأباطح .
العساقيل : جمع عسقل ، وهو السَّراب .
الرعابيل : الثياب البالية الممزقة .
البهاليل : السادة الكرام من الناس .
شِمليل : النَّاقة السريعة
المراسيل : النُّوق الشديدة السريعة .
مجدول : محكَم .
تزميل : إخفاء .
عيهول : الناقة النجيبة السريعة .
