ذكرى غزوة بدر 1397 هـ
14آذار2015
جمال فوزي
ذكرى غزوة بدر 1397 هـ
جمال فوزي
" ألقيت بجملة سرادقات وعبرت فيها عما لمسته في مشاعر الجماهير التي يزداد إقبالها على تجمعات الإخوان المسلمين ليقولوا لهم : لستم وحدكم.
وكأنني في ساحها وقد يا غزوة للحق كانت فيصلاً السلمون برغم قلة جمعهم حين استغاثوا ربهم فأمدَّهم ورأوا ملائكةً تدكُّ خصومهم وتلاحم الجمعان واشتبك القنا من أي صنف كان جند محمد صنفٌ طوته سجونُهم في شعبها هذا هو التمحيص يصقل جَمْعَهم باعوا الحياة رخيصة كيما يروا ولنفس أسلوب الطغاة تعرضتْ نحن امتداد للكتيبة نفسها فإذا السجون تضم أطهرَ فرقة دعني أقصُّ عليك من تاريخها قصصاً تدوّنُها الدماءُ بشاعةً إن قيسَ فرعونُ اللئيمُ بجرمهم وفظاعة الأخدود أكثرُ رحمةً من (صفوت الروبي) (8) يسفك ناقماً هذا أخي في الله شدَّ وثاقَه عيناه تحتجبان خلف لفافةٍ وتحطّمت أسنانُه وتهتَّكتْ فإذا تجلدَ داسَ فوق جبينه هذا أخي طرحوه فوق رمالها ويقول في عزم الرجال أنا لها ظمئ الحبيب فباتَ يطلب رشفةً ولتَوِّها لحقَ الشهيدُ بإخوةٍ ولقَلَّ ما جاد الزمان بمثله يا ليتها قد أيقنتْ وجدانَهم حتى تزاحَمتِ السياطُ لترتوي صاحت بهم يا ويحكم هل فاتكم أنستْكمُ الدنيا الغَرورُ حسابَهُ وهنا يمزِّقُ ثوبَها بوقاحةٍ وغدتْ تزلزلُ جَمْعَهم بثباتها وأتوا بأصغرِ مَنْ رأيتُ معذَّباً عمرُ المعذَّبِ لا يجاوزُ سبعةً وهنا تعلقت الكريمة بابنها والطفل في ألم يسائل أمه فتجفف الدمع الغزير وتوصه قتلوه يا ولدي فما لك من أب دعني أقص عليك أمر محطم قد جاوز السبعين لا يقوى على أمسى بغير أظافر من هول ما قد قدموه إلى المحاكم هيكلا قد واجه الدجوى يفضح أمرهم وتبجج القاضي الدخيل بحكمه دعني أسائل أمتي عن خطبها السر بعد عن شريعة قادر هذي مناهجهم تشكل وصمة رباه هذا شيحتا الأعمى بدأ هو لا يرى بالعين لكن قلبه أمروه لعق الطين من فوق الثرى يتضاحكون ويسخرون بدمعه دفعوه فوق رمالها فتسلّخت سالتْ دماءُ المستجيرِ بربِّه ورَمَوا بهذا الطهر في زنزانة أو من خلال الفسقِ نطلبُ رحمةً أو من خلال البطش والتنكيل في أو من خلال تشرّدٍ لدعاتها أو من خلال الناعقين تشدُّقاً أو من خلال السلب من قططٍ غدتْ أو من خلال قصورها وبكوخها لو بات لي قلم يخطُّ ملاحماً * * * يا عصبة الإسلام في كلَّ الورى أقوى من الجبروت رغم حصوته هيّا اذكروا الغزوات كيف سما بها فحذارِ من صنميةٍ مصنوعةٍ يا عصبة الإسلام هيّا فانْفِروا | انبرتللمشركين كتيبة بين الطغاة وعصبة الرحمان وسلاحهم سحقوا قوى الطغيان بالعون أمناً في رحى الميدان وانهار فيلق عابدي الأوثان فتطايرت أعناق كل جبان حتى تُجَنْدلَ عصبةَ الشيطان وأذيقَ كلَّ مكائد البهتان فإذا بهم في قمة الأزمان جناتِ عَدْنٍ في حمى الدَّيَّان بين السجون جماعةُ الإخوان لن نستكين لناقم وجبان والدِّينُ والأغرار يشتبكان قصصاً تُشِيْبُ فرائضَ الولدان تمزيق كل معالم الإنسان أمسى اللعينُ مُبَرَّأ الأركان من سوط (حمزةَ) أو عصا (بدران) (7) أزكى الدماءِ بثورة السَّعران وتكبَّلتْ خلف الظهور يدان ساقاه بالنيران تكتويان أحشاؤه بيد الظلوم الجاني قدمٌ لقاسٍ القلبِ كالحيوان ويظلّ من فرط العذاب يعاني مهما تجرأ فاجرٌ ورماني ضَنُّوا عليه بجرعة الظمآن بين القباب على يد السجان فَذَوى وكفَّ القلبُ عن خفقان لم يمض في هذا المجال ثواني بدماءِ طاهرةٍ بغير حنان بطشُ الإلهِ القادر الدّيان فغداً ترون مصائرَ الغفلان لطمتْ يداها جبهةَ السكران قذفوا بها للأرض في هَيَجان ولدِ العفيفةِ ساقه رجلان ضربوه بالأقدام والقُضْبان لترد عنه قساوة العدوان أماه أين أبي دعيه يراني صبراً فنحن بساحة الطوفان يرعاك من قد صانني ورعاني طرحوه ينهش لحمه كلبان ضرب ولكن من له بالحاني نزعت فكيف تقيمه قدمان لكنه من شعلة الإيمان منعوه من قول وشرح بيان ويقوده للسجن جلادان عن سر ما لاقت من الخذلان والناس والحكام ملتويان جلبت لنا من خارج الأديان يجري تلاحقه عصا هامان نور يضيء له طريق أمان وبكى الضرير بدمعه الهتان وهو المرتل محكم القرآن أقدامه والظهر والكتفان ضرباه بالأقدام عملاقان بتبجحٍ وشراسةٍ وهَوان أو من خلال الدُّعر والعصيان جوف السجون وظلمة الوديان أو من خلال القهر والطغيان وبغير ما عقلٍ ولا ميزان بين العُراة مليئةَ الأبدان الناس والحيوان يزدحمان ما خَطَّ كلَّ مشاعري وبياني * * * تأريخكم أسمى من النقصان أقوى من التدمير والنكران دينُ أطاحَ بعابدي الأوثان بيد اللئام لتستبيحَ مكاني حتى ترفرفَ رايةُ القرآن | القرآن
الهوامش :
(7) هما الجلادان المجرمان : حمزة البسيوني ، وشمس بدران .