رحيلُ مُدُنِ الأفراحِ
10آب2013
خلف دلف الحديثي
خلف دلف الحديثي
وخزة من وخزات الوجع العراقي
| بَرأتُ منِّي ولم أبْرأْ من الشِّعرِ وقد أقامَ احْتفالاً عِندَ سُدْرتِهِ وتُعلنُ الصّدحاتِ الخُضرَ كوكبةٌ وترْقصُ الشّمْسُ في مَلكوتِ دوْرَتِها ويبْسطُ الغيمُ لي كفيْهِ مُزدهياً مُبلّلٌ في جفافِ الرِّيحِ حَقلُ فمي ورَاحَ يرْكضُ حافٍ لا إلى جهةٍ لا نبْضُهُ فيهِ يدْري أينََ وِجْهتُهُ ما زالَ يشْخَبُ والأحزانُ تقْدَحُهُ كُلّي أنا ضعْتُ في كُلّي فكوّمَني كأنّما قُدَّ ثوْبُ الحزْنِ لي كفناً تسلّق الماءُ كي يَروي جَوى عَطشي تسَاءَلَ القفْرُ عَمَّنْ زارَهُ بَرِماً مَنْ ذا الذي جاءَ في كَفَّيْهِ دَمْعَتَهُ فضَاعَ نَشْرُ شُعوري في سَوَاحِلِهِ دَقّ الرَّحيلُ بنا أجْراسَ غُرْبَتِهِ فأعْلنَتْ مُدُنُ الأفْراحِ رِحْلتَها تلقّفَتني أنا السّمَكاتُ واحْتَجَبَتْ فسَبّحَ الحُوتُ في أعْماقِ ظُلْمَتِهِ واسْتدْرجَ الموْجَ نَحْوي في زَوَارِقِهَ وفي الزُّجَاجَةِ ألواني قدِ انْكشَفَتْ وما سَئِمْتُ دُعَائي ظلَّ يَحْرِسُني سُبْحانَكَ اللهُ ما زَالَ الأَذى قَدَري مِنّي أفرُّ إلى نَفْسي فيَعْصِرُ لي فيُعْلِنُ الكرْمُ كفّي منه ما قََطَفتْ إنّي اختنقْتُ ففُكَّ القيْدَ عن جَسدي فقاءَ بعْضي بجرْفِ الوَهْمِ فاحْتَشَدَتْ وظلَّ بعْضي لأجْلي يَشْتكي قلِقاً أنا اكتوَيْتُ ثيابي أمْطَرَتْ لهَباً مَنْ يَمْنحِ القلبَ بعْضاً مِنْ براءَتِهِ وَسَلّمَتْهُ يدي مِفَتاحَ جَنَّتِها وقفْتُ أحْصُدُ مِنْ قاموسِ ذاكرتي فقدْ تساوَتْ ليَ الأشْياءُ في نَضري فالكلُّ عِندي بأفكاري سَواسيةً فجاءَ صوْتي ليَحْكي جرْحَ قِصَّتِهِ | فخَاصمَ النزْفُ بوْحَ الحرْفِ في السّطرِ حتّى تزورَ طُيورُ القلبِ للزّهرِ منَ الحَساسينِ في دوّامةِ القصْرِ لِتَطْردَ القهْرَ عن ظلّي وعن فجْري حتّى يرشَّ مواتَ الرّوحِ بالقطْرِ فتَاهَ بين صَحارى حُلمِهِ نشْري قلبي فأسندَتِ الأضلاعُ لي صَبْري ولا دِماهُ التي سَالتْ على القفْرِ جرْحي ويكتمُ عن أفراحِهِ شَعْري خيطُ الحريرِ فباعَ الحُبّ بالخُسرِ فراحَ يدْفنُني في جُبِّهِ صَخْري فغَادرَ المَدُّ مَائي واحْتفى جَزْري وَعَنْهُ ساءَلَ هَمْسَ الشّيْحِ في البَرِّ وعَنْهُ أخْفى الثّرَى إطْلالةَ البدْرِ وَعندما عُدْتُ لمْ أعْثرْ على النّهْرِ فعَانَقَ الدّمْعُ بابي واكْتوى نَحْري حُزْناً وَضاعَ صَدى المِجْدافِ في البَحْرِ رُوحي وغابَ مع الشّهقاتِ بي ذِكْري عَنّي وَخَفّفَ في تسْبيْحِهِ أسْري فباحَ لليمّ سِرّي الكوْكبُ الدّرّي فأوْدَعَ النوْرُ في مِشْكاتِهِ سِرِّي ورَدَّدَ البَحْرُ في أمْوَاجِهِ قَهْري فَهلْ تُرَاهُ مَعي يبْقى مَدى الدّهْرِ؟ كأسَ النّبيذِ فيسْمو بالطَّلا سُكْري إلا عصيرَ الأسى كي يرْتوي فقْري وَدعْ لهذي الرّبى تستافُ مِنْ عِطْري لي الرِّمَالُ فشَدّ إلى يقْطِينِهِ صَدْري ويسألُ اللهَ يكْفيني مِنَ الضُّرِّ حتّى اشْتعَلْتُ وعنّي خَبَّأوا أمْري أنا الذي ضعْتُ لمّا بعْتُهُ عُمْري وَمَا بَخلْتُ فأدْمى خِنْجَري ظهْرِي سنابُلَ الحُبِّ مَحْمولاً بها طُهْري ما عدْتُ أفْرُقُ بيْنَ الخيْرِ والشَّرّ والكُلُّ يحْملُ في أرْدانِهِ وِزْري فمَاتَ صوْتي وَزُفَّ الكلُّ للقبْرِ |
