أجفلتْ أُمَّتي لضيقِ الحالِ = إذْ سفَتْها للوهْنِ ريحُ الشمالِ
وتراءتْ شواغلُ الوهمِ سودًا = بينَ عينيْها في الليالي الخوالي
شَرَقَتْ ــ ويحَ صدرِها المحطَّمِ عانى = من رزاياهُ ــ بالقَراحِ الزُّلالِ
ورؤاها مكبَّلاتٌ بكربٍ = شدَّه المجرمون بالأغلالِ
ويداها ردَّتْهُما كفُّ حقدٍ = ليس تعنو لحقِّها المفضالِ
أعَرَاها الهوى ، فلم تسمعِ الصيحةَ ... = ... دوَّتْ في ثورةِ لاانفعالِ ؟
أم غزاها جيشُ التتارِ فعانى = مالروحِ الشعوبِ من آمالِ ؟
لا . وربِّ الأنامِ هاهي تصحو = فالصباحُ الممراحُ أبلجُ حالي
ونُسيماتُه تضوَّعَ فيها = طيبُ هَدْيِ النَّبيِّ في إقبالِ
عادَ عادَ الإسلامُ فيه فطوبى = لبنيهــا بوجهِه المتلالي
الميادين والحشودُ فَأبعِدْ = يانداءَ القرآنِ صوتَ الضَّلالِ
وترنَّــمْ بسورةِ الفتحِ وحيًـا = لايُجافَى في الحلِّ والترحالِ
وبعذبِ التكبيرِ غرِّدْ بفجرٍ = وبوقتِ الإسفارِ والآصالِ
عادَ عادَ الزمانُ باليُمنِ فينا = يتثنَّى بأبهجِ استهلالِ
في ربوعِ الشآمِ ، فالفجرُ وافى = بجميلِ النِّداءِ للأجيالِ
أيقظَ الأنفُسَ الكريمةَ ، فاكتبْ = يازمانَ الوصالِ حُلوَ الوصالِ
قد تراءى الأنصارُ في كلِّ صوبٍ = وتنادوا للبِـرِّ والإفضالِ
فإذا الصُّبحُ بسمةٌ تتجلَّى = في ربيعِ الإخاءِ أحلى مثالِ
فتوارى مافي دجاها ، وولَّى = كَدَرُ الخطبِ عن صدورِ الرجالِ
هلَّ من روضةِ النُّبوَّةِ فاهتزَّتْ ...= ... صدورٌ تتوقُ للسلسالِ
تستقي منه أنفُسٌ ظامئاتٌ = في هجيرِ الأهوال والأحوالِ
وتلقتْهُ بالحفاوةِ فانظرْ = في محيَّا شبابِنا الأبطالِ
باركَ اللهُ سعيَهم ، فحباهم = ورعاهم لأكرمِ استقبالِ
ذاك عنوانُ عروةٍ حضنتْها = صفحةُ الخُلدِ ما لها من زوالِ
فجزاكَ الإلهُ خيرًا وأجرًا = ياشبابَ الإسلامِ يومَ النِّزالِ
وحمى وِجهةَ المآثرِ عهدًا = في حنايا الآناءِ والآصالِ
بيضُ أخلاقِكَ النبيلةِ خطَّتْ = رقعةَ الفضلِ بالسَّنى الفعَّالِ
قد يُوارَى لقاءُ مَن خالطَ الناسَ ... =... لأمرٍ يحورُ للإهمالِ
إنما مايكونُ للهِ يبقى = ليسَ فيه من غصَّةٍ واعتلالِ
هكذا تربحُ التجارةُ في العيشِ ... =... ويربو الثَّوابُ في الأعمالِ
حقبُ الدهرِ تنقضي أيُّها المسلمُ... =... فاتركْ مآثرَ الأفعالِ
وتقدَّمْ ، فالصَّالحاتُ ستبقى = رغمَ طيِّ السنين للآجالِ
أسألُ اللهَ أن تعيشَ سعيدًا = في هناءٍ ونعمةٍ واعتدالِ
وتنالَ الرضوانَ منه ، فطوبى = للتَّقيِّ الأوَّابِ حُسْنُ المآلِ