ظفرتُ بها وغشّاني أمانُ =وقرَّ بها ضميري والجَنانُ
وحيَّتني عوارفها اللواتي=بسمن كأنهن الأقحوان
وعاينت القبول وبشريات=كأن السعد فيها مهرجان
أشرن إليّ أن العفو غدق=ودون مداه ينعقد اللسان
فما الغيث الهتون وإن توالى=وما حسن الربيع وما الليان
وما شمس الصباح وما بحار=زواخر ضاحك فيها الجمان
وما الأفلاك جلّت واشمخرّت=وما الآفاق طال لها عَنان
بأغنى من عطاياه اللواتي=تباح ولا تصد ولا تشان
* * *=* * *
أتين يقلن إن العفو ضاف=وواهبه الجواد المستعان
مداه يزيد ما امتدت أمانٍ=له وامتد في الدنيا الزمان
وما امتد المكان وساكنوه=وما صدح المؤذن والأذان
عوارفه الدنا طولاً وعرضاً=وضاء مُسْتطابات حسان
وفيه حيثما ترنو خوان=عليه وهي دانية جفان
مباحات شهيات ملاء=تزين ضيوفها وبهم تزان
وعم الشكر في قلبي وروحي=وكان الصمت بوحي لا البيان
* * *=* * *
وأسرى بي اليقين فبعض ما بي=من النعماء آلاء هِجان
ولاح الفوز يدعوني إليه=وهش إلي يدعوني الأمان
وجئت الحشر قد غفرت ذنوبي=طليقاً لا أُلام ولا أدان
أنادي قد ظفرت فيا لسعدي=وجود اللَّه والثقة الضمان
* * *=* * *
صحوت من الأماني بيد أني=على ثقة بها لا تستهان
ومِلْئي أن عفو اللَّه كَوْنٌ=تقاصر دونه إنس وجان
وأن غدي به أعلى وأغلى=وأن تمام نعمته الجِنان