نورُ المروءات ..!
عبد الله عيسى السلامة
نور المروءات ..!
ربّةَ الصَونِ والمَقامِ الرفيعِ
خَصّك الله بالبَهاءِ البَديعِ
عِزّةٌ أنتِ ، في عَفافٍ وطهرٍ
وإباءٌ ، في حِكمةٍ وخُشوع
وعلىً ، في سَماحَةٍ واتّزانٍ
ونُهَىً ، في تَوهّجٍ وسُطوع
*
ياربيعَ القلوبِ عِلماً وتَقوى
وعَطاءً.. ويا ربيعَ الربيعِ
أنتِ زوجُ النبيّ أكرمِ خلقِ الله ، والخاتَمِ الحَبيبِ الشفيع
فاندُبينا للبَذلِ ، أو للمَنايا
لن تَريْ غيرَ سامعٍ ومُطيع
ليس إيمانُنا ادّعاءً ولغْواً
هوَ نُورٌ يَمور بَينَ الضلوع
الِسياساتُ تُزدَرى ، ويَهون الناسُ ، مِن تابِع ومِن مَتبوع..
إن رأى المؤمنون قَدْركِ يؤذَى
ثمّ لاذوا بالصَمتِ ، أو بالهُجوع
*
أمَّنا ، سالتِ الدموعُ إباءً
ودموعُ الإباء أغلى الدموع
حين تُمسي الحروفُ دونَ مَعانٍ
فالوَرى بينَ ضائعٍ ومضيع
ضَلّ مَن يَهجُر الشُموسَ المُنيراتِ ، ويَهفو إلى ضِياء الشموع
*
يَرعَش القلبُ ، غِبطةً ، حين أشدو
باسْمِ أمّي .. كقلبِ طِفلٍ وَديع
روعةُ الحُبّ قد تُرى مِثلَ رَوع البأس ، في قَلبِ رائعٍ أومَروع
حين يُتلى السؤالُ يُهدي جَواباً
عبرَ لمْحٍ ، بصَمتٍه مَسموع :
هل تُغَطي غَمائِمُ الغَمّ نُوراً !؟
من سَعيرٍ تَراكَمَتْ ، أو صَقيع !
*
أمَّنا البَرّةَ الحَصانَ ، سَلاماً
مِن جُموع تَلتَفّ حولَ جُموع
كلّها تَفتدي البَراءةَ والطهرَ.. وما ثَمّ مِن مَنوعٍ جَزوع
تَفتدي النُبلَ ، بلْ تَقِلّ فِداءً
عَن جَزاءٍ لبَعضِ حُسنِ الصَنيع
تَفتدي النور، وهو ينسابُ نَهْراً
عَبرَ أجيالِها ، وعَبْرَ الربوع
تَفتدي الصدقَ والأمانةَ والإخلاص ، والصبرَ بينَ جَهْد وجوع
تَفتدي حِكمةَ لعائشةِ الطهْرِ، بَراءً مِن كلّ وَهْمٍ خَدوع
*
شَمسُ أبنائِكِ الكرام تَوارتْ
في الدجى .. ثُمّ آذنَتْ بطلوع
بينَ أضلاعهمْ تُنارُ المروءاتُ ، بنُور التَوحيدِ والتَشريع
مِنكِ قد سُلسِلتْ ، ومِن خِيرَةِ الصَحبِ ..غَديراً يَنساب مِن يَنبوع
إنّها مِنْحَةُ المُهَيمِن ، للإنسان ، بينَ الميلادِ والتَشييع
تَدرأ الشرّ ؛ إذ يَروع .. بِرَوع الخَيرِ؛ حَزماً، في حَومَةِ التَرويع
وسَبيلٌ إلى الجِنانِ .. ويَأبى
وِردَها كلّ سادرٍ وخليع
فدروبُ الجَحيم شَتّى ، وتَدعو
أهلَ غَسّاقِها ، وأهلَ الضَريع
إنّها سنّةُ الإلهِ .. لِزاماً
وبلاغاً وعبرةً ، للجميع