احتمال
محمود محمد أسد
هي وقفةٌ مغروسةٌ
مرويَّةٌ في زحمةِ الآمالِ،
قد تمضي إليَّ كمركبٍ للعشقِ،
يحمِلُ بوحَها من كالحاتٍ
أزهرتْ،و استجمعَتْ
ما كان في وترِ الهدى.
قمرُ الضّفائِر للصّباحِ معانقٌ
قد غرَّدتْ للأقحوانِ سفائني،
و مشاعري هي نسمةٌ
لن تمسكَ النّفسُ الشقيَّةُ فيئَها.
تخطو إلى حُلُمِ النّوارِسِ
تجمع الأشعارَ،
تطردُ حزنَها،
قبل الشروق ستخلع الأضغان,
ترمي شوقها لمرافئٍ
قد أسْبَلَتْ أجفانها,
و استمطرتْ شهدَ اللّقاء..
فَلْنَمْضِ في حلك المتاهة،
نغسِلُ البُهْتانَ
نَصْفَعُ كفَّ مَنْ قبضَ الرّهانَ
و أشْعل البستانَ ناراً و اختفى..
لا شيءَ في مُقَلِ الشّوارعِ.
نبضُها لا يشتكي
و نعيبُ مَنْ راسَلْتُهم متجمِّدٌ
طرقَ المسامعَ لحظةً
و مضى لهيباً في المقلْ.
كم جئْتَني متحيِّراً متردِّداً
تشكو إليكَ مواجعي
و مواجعي حوضٌ رديءٌ عفَّنَتْهُ
رعونةٌ لا تهتدي..
استيقظتْ روحي
على سعفِ النّخيلِ
فإنَّهُ متوَرِّمٌ،
حدقاتُهُ مصلوبةٌ.
و الرّطبُ سافَرَ
و التقى في حمَّةِ الأغرابِ،
صارَ مسافةً لا تُخْتَصَرْ..