الفنُّ أضحَى عندَنا هَبَلا
الفنُّ أضحَى عندَنا هَبَلا
حاتم جوعيه - الجليل
[email protected]الفنُّ أضحَى عندَنا هَبَلا َ
كمْ مِنْ دَعِيٍّ أرْعَن ٍ قمِىءٍ
بابُ الفنون ِ لِكلِّ مُذدَنَبٍ
كم من حمار ٍ دونمَا رَسَن ٍ
قد قلَّدُوهُ منصِبًا جَللا ً
لا .. لم يُوظَّفْ غيرُ إمَّعَةٍ
باعَ المبادِىءَ والكرامة َ..عنْ
مَهمَا يُحَلِّقُ في مَكاسِبهِ
تفكيرُهُ كالتيس ِ مُنحَصِرٌ
كلُّ الجَواكر ِ شُهرة ً أخَذوا
كلُّ المُسُوخ ِ مراكزًا وَصَلوا
في مجمع ِ الأقذار ِ كم قذر ٍ
ملكُ الفنون ِ وَرُغمَ أنفهم
أنا شاعرُ الشُعراءُ في وطني
والغيرُ يرتعُ في عَمَالتِهِ
ما نلتُ في الإبدَاع ِ جائِزَة ً
فمِنَ المُحيط ِ إلى الخليج ِ شَدَا
والكلُّ يطربُ مِن حلاوتِهِ
متنبِّىءُ الأعرابِ قاطبة ً
شعري لنهضةِ أمَّتي وبهِ
أمضي شريفا ً نحوَ أمنية ٍ
أبقى على دربِ الهُدَى علمًا
هذا طريقي كلُّهُ شَمَمٌ
لا .. لم أوَظَّفْ عندَ مَن ظلمُوا
اليومَ عُدتُ ... وَمُترَعٌ أمَلا ً
طغمٌ كشَسْع ِ النعل ِ ساقطة ٌ
طغمٌ طعنت ولِظهرنا قصَمَتْ
إنِّي سأبقى شَاحِذ ًا قلمي
إنِّي سأبقى ثائِرًا وَطني
ملكُ القريض ِ أظلُّ سيِّدَهُ ..
أسَّستُ للإبدَاع ِ مدرسَة ً
ملكُ الصَّحافةِ إنَّني عَلمٌ
وَمنابري بالحَقِّ ناطِقة ٌ
غيري عميلٌ في صَحافتِهِ
ما للصَّحافةِ عندَنا انحَرفتْ
تتجاهَلُ الإبداعَ ... ترقضُهُ
لا لم أوَظَّفْ عندَهُم أبَدًا
فتوظفُ المَعتوهَ … لا خَجَلٌ
سَأقولها دومًا بلا وجَل ٍ
صُغتُ القصائِدَ صَعْبَ مُمتنع ٍ
نبعي سيبقى ماؤُهُ غَزرًا
والغيرُ يَرتعُ في جَرَائِمِهِ
وَبَقيتُ وَحدِي صَارمًا غَضِبًا
أنا نخلة ٌ شَمَّاءُ باسِقة ٌ
أنا واحَة ٌ في البيدِ ساحرَة ٌ
أنا روضة ٌ خضراءُ يانعة ٌ
الزَّهرُ يبسُمُ … يَرتدِي حُللا
إنِّي سَأبقى في ثرَى وطني
مَهما تطلْ أيَّامُ نكسَتِنا
وَسَنكسِرُ الأغلالَ قاطِبَة ً
بمسيرتي سَأظلُّ مُنطلِقا ً
لا لم تنكِّسْ هامتي أبدًا
لا لم تنكَّسْ رايتي أبدًا
لا أرهبُ الدُّنيا برُمَّتِهَا
اللهُ يُرزقني وينصرُني
وَلهُ صلاتي أدمُعٌ سُكِبَتْلهُ وَظَّفوا الأوباشَ والهَمَلا
وَلِشُهرَةٍ بالزِّفِ قدْ وَصَلا
وَغدٍ عَميل ٍ أدخلَ الخللا
يجري ويمرحُ ..وَدَّعَ الوَجَلا
وَبهِ الوظائِفُ أثقِلتْ عِللا
وغدٍ حقير ٍ فنَّهُ انتحلا
كلِّ المبادِىءِ والإبَا ارتحَلا
فغَدًا سَيلقى القحط َ والفشَلا
في الأكل ِ.. لا يعدُو بهِ جَبَلا
والكلُّ في عُهر ٍ غَدَا ثمِلا
والحُرُّ يشقى لم يجِدْ عمَلا
أضحَى زعيمًا يلبسُ الحُللا
إنِّي انطلقتُ سَأعتلي زُحَلا
وأنا الذي بكفاحِهِ وَصَلا
بَاعَ الكرامة َ .. للخَنا امتثلا
تعطى هنا ولِكلِّ مَنْ فشِلا
الأعرابُ شعري .. أصبحَ الأمَلا
كم جَهْبَذٍ فذ ٍّ بهِ ذ ُهِلا
شعري يضمُّ الدُّرَّ والمُثُلا
كلُّ المُنى …لم أندُبِ الطللا
والغيرُ يمضي أعْوَجًا قزلا
بالفجر ِ والأنوار ِ مُكتحِلا
لا .. لم يجدْ مَنْ سَارَهُ خَطلا
خاضوا الخنا .. لم يعرفوا الخَجَلا
سَنكَنِّسُ الأقذارَ والزّبلا
لم يصلحُوا لِقدَمَيَّ مُنتعَلا
في صبرنا سَنعلِّمُ الجَمَلا
سيفا ً وفي وجهِ الذي اختبَلا
حتى أحَطِّمَ الأصنامَ والبَعَلا
في النظم ِ .. ما قد قيلَ مُرتجَلا
للحُرِّ تبقى الحُلمَ والأمَلا
رمزُ النزاهةِ أرفضُ الدَّجَلا
وَمَناهِجي لا تقبلُ العُمَلا
قد زيَّفَ الأخبارَ والجُملا
وكرُ العمالةِ تقبلُ الخَبلا
أمَّا المَهازلُ نتنُهَا قبلا
يبغونَ مَسْخًا مثلهم طبلا
والوَغدَ والمَأفونَ والنَّذلا
غيري يخافُ ويقبلُ الزَّللا
والغيرُ صَعْبٌ ينظمُ السَّهلا
والغيرُ أضحَى نبعُهُ وَشِلا
بَاعَ الضَّميرَ وَطلَّقَ المِللا
فيهِ الدَّواءُ لكلِّ مَنْ جَهِلا
تهِبُ السُّلافَ، عَطاؤُهَا اكتمَلا
حُلمُ المُسَافر ِ، بفيئِهَا نزلا
النحلُ أمطرَ وَرْدَهَا قبَلا
والطيرُ يَصْدَحُ في السَّمَا جذلا
.. لا .. لن أوَدِّعَهُ وَأرتحِلا
فَسَندحَرُ الأهوالَ والجَللا
والحَقُّ يرجعُ .. نرشُفُ العَسَلا
لا أعرفُ الإرهَاقَ والكسَلا
وَغَدَوتُ في سَاح ِ الإبَا مَثَلا
دومًا سَأبقى الفارسَ البطلا
هيهاتَ أخشَى الموتَ والأجَلا
و يُمَهِّدُ الطرقاتِ والسُّبُلا
وأظلُّ طولَ الليل ِ مبتهِلا
