مُكَاشَفَة
حفيظ بن عجب الدوسري
مِن بَحْرِكَ المُرِّ أو مِن نَهْرِكَ العذبِ
اشرَبْ.. و قِس رِيَّكَ المَحفُوفَ بِالعَطَبِ
يَا شَارِبَ المَاءِ لا تُغْرِيكَ شَهوتُه
كَمْ شَارِبٍ مَاتَ بَعْدَ الرِّي بِالجَرَبِ
مَا أَنتَ إلّا حُرُوفٌ تَحْتَسِي لَهَبَاً
مِن الحَيَاةِ و مَنْ دَوَّامَةِ الرَّهَبِ
سِرْ.. فِي حَيَاتِكَ لَا تَأْبَه بِمَن سَقَطُوا
عَلَى الطرِيقِ و مَنْ غَابُوا بِلا سَبَبِ
لَن يَذكُرَ النَّاسُ مَن خَانُوا كَرَامَتَهم
إلا بِمَا فَعَلُوا فِي سَالِفِ الحِقَبِ
الحقُ يَصْدُقُ بالإيمَانِ مَن صَدَقُوا
فَاصدُقْ .. و حَاذِرْ مِن الإسفَافِ و الكَذِبِ
يَا عَاشِقَ الحرفِ مَا لِلحَرفِ مِن وَرَقٍ
فَاكتُبْ .. عَلى القلبِ مَا لِلصِدقِ مِن كُتُبِ
لا يَملِكُ القَلمُ المَأجُورُ مَنْطِقَه
و حِبْرُهُ بِيعَ بين القَافِ و الطَّربِ
أرى القَصِيدةَ تَبْكِي مِن تَجَمُدِها
و مِن حَمَاقَةِ أهلِ الشعرِ و الأدَبِ
فليتَ شِعري أَينَ الرُّوحُ مِن لُغَةٍ
غَابَت مَلَامِحُهَا عَنا و لَم تؤبِ
ليلُ المَهَانَةِ مَرْبوطٌ بِظُلمَتِهِ
فأَينَ مَن يُوقِدُ الظلمَاءَ بِالشُهُبِ