حبل الله
د. حيدر الغدير
أرقت كثيرًا، ومللت من الفندق، فخرجت أمشي في الشارع الهادئ، النظيف الذي يقع فيه، تحت الرذاذ الذي ينعش النفس ويغسل الأشياء، ثم جاء أذان الفجر من مسجد مجاور ليغسل الأرواح، فكانت فرحتي مضاعفة
إذا أقصيتني فبمن أكون
حياتي قد مضت كرًا وفرًا
ويوم مسرف و أخوه عف
ويخذلني التغافل والتصابي
وأجترح المعاصي وهي سم
وشيبي منذري ولمَ التمادي
ودنيا المرء حسناء ولكن
عساي عرفتها ونجوت منها
فجئت لها ويسبقني يقين
أسافر نحو آمال حسان
* * *
أيا رباه كن عوني فإني
رجائي فيك أمداء فساح
به فرحي وشوقي وانطلاقي
وأخطائي ثقال لا أماري
وبعض العفو منك أجل منها
* * *
وعلّقت الرجاء على جواد
فحبل الناس مهما كان رثومن أرجو سواك و أستعين
وأخطاء تجل و قد تهون
وأفراح تلاحقها شجون
وأنسى أن عقباه تشين
بأكواب تبرقعها الفتون
وقد لاحت على القرب المنون
إذا زل اللثام فحيزبون
ونادتني الحقائق لا الظنون
ولذت بها ويحفظني يقين
وقلبي من يراها لا العيون
* * *
سجين بين آثامي رهين
تزيد وتستزيد وتستبين
وكلٌّ في مساحبه أرون
وأهوائي إذا عصفت حرون
وأنت بما أرجّيه قمين
* * *
فعدت و في يدي الكنز الثمين
وحبل الله والتقوى متين