توجس الحلم نوما
محمد إبراهيم الحريري
تأخَّرَ الحلمُ، أخشى الليلَ حذَّرَهُ
أو ربما عن هروب النومِ أخبرَهُ
أنباؤه احتملت صمتاً ولست أرى
معنى اللجوء إلى الأنباء فجَّرَهُ
هذا فمي جَالسَ الأوهامَ مُذْ فرضت
حظرَ التَّجوُّلِ، والتهويم حرَّرهُ ؟
علماً تأبَّط مصباحي يداً رشحت
منها كواكبُ قبل الريح لم ترَهُ
في الحالتين دروب الحرب خاوية
على بنادق عنها الحب آخَّرَهُ
أمستْ حقائبُنا مطليَّةً بدمٍ
تدري متى يفتحُ التوديعُ معبرَه
ولا مجال ليبقى نائما سفري
والتيهُ بين غدٍ واليومِ خيَّرَهُ
******
لا شاطئ يتوارى فيه من ملكت
يمناه بحراً إذا ما الخضر أخطره
بين المنازل صار البحث عن قمر
كالمستحيل محالا أن نقدره
ملقىً على طمع الأمواج ينجده
من موجة شوَّهتْ بالطين منظره
*******
صوتي يفتش عن طفل أنامله
عادت ولمَّا تجدْهُ كي تفجره
لعله يتعافى من صداقته
للناي مادام طول الهمِّ خدَّرهُ
ظلي تخلى عن الأفياء، لا شجر
يحتاج من جسدي ظلا ليعذره
فوضى على الموج، فوضى في هوامشها
سطوُّ بمركبه الملاحُ سيَّرهُ
نحو اتجاهٍ عقيم الصخر لو رغبت
عنه التماثيل بالإزميلِ غيَّرهُ
حلمٌ طويلٌ على أمواجه وطنٌ
يطفو، كأن دمَ الأطفال قصَّرَهُ
كي لا تراوده عن لونه امرأة
ما وفَّرت رُقْيَةً حتى تفسِّرَهُ
*****
أُعْطِيْتُ صبراً على مقياسه امرأة
لكنها جرَّبته كي تقصِّرَهُ
هل نصف نافذة تكفي لمن يده
ترمي بطائرةٍ حتى تدمره ؟
في خارج السرب كم أخفيت عن زمني
حلماً، وفي داخلي التهجيرُ طيَّرَهُ !!
للبحر قانونُهُ الملحيُّ، كم جسدٍ
بالشطِّ عند اتِّساعِ الموج سطَّره !!
مدوَّنٌ في كتاب الملح : لا أملٌ
يُمحى، وَإِنْ زورقي المفقودَ بعثره