وطنٌ معروضٌ للبيعِ
خلف دلف الحديثي
[email protected]شيءٌ يضاجِعُنا يُقالُ ضياعُ
يتقاتلونَ على موائدِ قتلِنا
وتدقُّ مسمارَ الجنونِ بضلعِنا
تتقيّحُ الشَّهواتُ في أجْسادِهم
شيءٌ من المجهولِ يمشي خلفَنا
وسفينةٌ ألغربُ يدفعُ موجَها
والراحلونَ مع الرحيلِ تسوّروا
فبكلّ ناحيةٍ طغاةٌ أوْغلوا
نهبوا هنا سلبوا هناك تسعّرَتْ
والناعقونَ وقد تألّه صوتُهم
والبحرُ لا قاعٌ له فترنّحوا
سفرٌ عَلا والرّاكبون فرائسٌ
دعْهم فإنّا ضائعون جميعنا
لو أنّهم رَغبوا التحَرّرَ مرّةً
وبرُغْمهم وبرغْمِ مَدِّ حِصارِهم
وبرُغْم أنّ السيلَ أثقلَ جهدَهم
فهُمُ جميعاً متعبون كمِثلِنا
لا ليس يرْجى برْؤهم وشِفاؤهم
همْ ضائعون وضيَّعوا أوْطاننا
وتُساسُ في الكرْباجِ عندَ ولاتِها
وتراهم مثلَ الإماءِ يلوطُهم
قل لي بربِّك مَنْ هناك سينبري
باعوا بلا شيءٍ يُرادُ ترابَنا
وهبوهُ كلّ متاعِنا كي يأمنوا
باعوهُ كلَّ أكفنا كي يتقنوا
باعوه واختلفوا على تسعيرنا
أوطاننا واستهتروا بمصيرنا
باعوه كلّ الشيءِ حتى لم يعدْ
ولنا أذاعوها القراراتِ التي
فمتى يُردُّ لنا المباعُ وتنتهي
ومتى تشاهدُنا هناك عيوننا
والى متى بعضٌ يكذّبُ بعْضنا
وإلى متى يبقى يُحاصِصُنا المتى
باعوا الذي ما لا يُباعُ وكلُّهم
لكن سنبقى لن يجرِّدَنا الطوىوبه تُعرّى كالقطيعِ جياعُ
وتسيرُ خلفَ ضياعِنا الأطماعُ
كفُّ الخرابِ ويُعْزَفُ الإيقاعُ
والرّزْقُ يحبسُ خيرَهُ الإقطاع
وبلادُنا فيها الظلامُ مشاعُ
والراكبون لما يُرادُ تباعُ
جُدَرَ الفراقِ وَطاحَ فيهِ شراعُ
في قتلِنا والكفرُ فيهِ مُطاعُ
أطماعُهم وإذا الخلاصُ ضياعُ
واستنْفِروا ولهم هواي مُباعُ
وتحَطّموا عندَ الرّياحِ وضاعوا
أُكِلتْ وَمزَّعتِ الضعيفَ سباعُ
بل مغرقون ومتعَبون نُرَاعُ
مِن عارِهم وتشامََخَ الضُّلاعُ
لو حاولوا في ذبحِنا ما اسْطاعوا
ما اسْطاعَ من تحْريرِنا الإبداعُ
وعلا وجوهَ الزائفينَ قناعُ
وعليهم يقرا السلامَ وداعُ
دَعْهم فهم هَمجٌ تُرى ورِعاعُ
ويدوسُ فوق رؤوسِهم طمّاعُ
عجْلُ ويرفسُهم إليْهِ جِماعُ
حتى يقالَ إذا يَجوزُ شجاعُ
بدراهمِ وقرارُهم خدّاعُ
من أن تُمدَّ إلى اللصوصِ ذراعُ
بيْعَ الضميرِ وللخرابِ يُشاعُ
مذ قال عاجل قولهم قد باعوا
يا ليتها الأخبارُ ليس تذاعُ
شيء لنا بعد الضياعِ يُباعُ
كشَفت لنا عن عُريهم فأضاعوا
أوْجاعُنا وتطلَّقُ الأوضاعُ؟
وتزيحُنا عن جبّها الأوجاعُ؟
وعلى الجميع يكذّبُ المذياعُ؟
وعن الكراسي قد يغيبُ صراعُ؟
في سوقِ تجّارِ البِغاءِ لُكاعُ
ويجرَّنا للمنتهى الإقلاعُ