خطابٌ إلى السَّادةِ الكبارِ
خلف دلف الحديثي
مهداة إلى كافة حكام وملوك دول الثعالب في الوطن العربي :
ولمَنْ يُقالُ ويُكْتبُ الإطنابُ
وَتُزَاوَجُ الكلماتُ بين حروفِها
ونقولُ أحْلى الدّغدغاتِ فتَنْتَشي
وَتُحَشَّدُ الصّرخَاتُ في لَهَثاتِها
إنّي لأحوجُ ما أكونُ لقذفِهم
رُوحي على جمْرِ التوجّعِ قد غَفتْ
ويُقيمُ معْركةَ الكلامِ خطابُهم
مُذْ حاولُوا تشْتيتنا وتحالَفوا
مُذْ حاولُوا زرْعَ العداءِ وأتقنوا
يا سادتي أنّى سيُعلنُ موتُكم
كونوا كما شئْتمْ وغوصُوا بالدّما
وغداً يعودُ من الذهابِ إيابُنا
وغداً إذا جاشَتْ وضاقَ مدارُها
قسماً ستنهضُ من غياهبِ صمْتِها
لن تُخْنقَ الصيْحاتُ عاليةَ المدى
إنّي أقولُ ولا أقولُ لغيرِكم
يا قادةَ الوطنِِ الكبيرِِ جميعُكم
وجميعُكم يا سادتي بعزائِنا
يا أيّها الأشرافُ في أوطانِهم
كم يبذلونَ وينثرونَ على البغا
وإذا اشتكيتَ الجوعَ هزَّ بكفِّه
سرَقوا من الشعبِ المُجوّعِ حقُّه
يتآمرونَ على حرائق موتِنا
ويثرثرون بمجلسٍ لا أمنُهَ
كتبوا بقايا قصةٍ مزْعومةٍ
ورَموا على بابِ الوزارةِ أمرَنا
سرقوا مَصارِفَنا وما أبقوا بها
سرقوا بقايا حصةٍ مزعومةٍ
سرقوا وما أبقتْ لنا سرقاتُهم
لو فرّقوا ما نهبوهُ من أوطانِنا
لو وزّعوا معشارَ ما قطعوهُ من
ولمَا الجياعُ تعاصصَتْ شهواتُهم
وجعٌ عراقيٌّ يضاجعُنا دماً
فالموْتُ في بغدادَ يبدأ دربَهُ
والموْتُ أتقنتِ العروبةُ رسمَهُ
ما أسْخفَ الحكّامُ في أفعالِهم
عبدوا مواخيرَ التميّعِ وانتهوا
تزْني البذاءةُ في فضائحِِ قولِهم
وجيوبُهم علناً تعاوَتْ بالرِّبا
فجميعُهم عارٌ وعارٌ كلّهم
لا يتقنونَ الرّمي إلا بيننا
ونسوا بأنّ الخيل قدْحُ مسارِها
فسياسةٌ وهميّةٌ مزْعومَةٌ
لو أنهم قصّوا شواربَ عارِِهم
لو أنّهم أعفوا اللّحى من طولِها
وتنبّهوا لمواعظٍ حُقِنوا بها
فالعرْفُ عندهم يكذّب بعضَهم
يتناكحونَ كما اشتهَوا في خبثهم
لو أنّهم ترَكوا مناصبَ طيشِهم
لو أنّهم جاءوا بملحقِ جلسةٍ
لو مارسوا تجويعَنا وتحزّموا
لو مارسوا ما مارسَتْ أعداؤنا
لا لا لما نارُ التشاحنِ قد رغَتْ
حكّامُنا غرْبانُنا نعَقتْ على
متأمركون تألّبوا في قتلِنا
أفكلما هَبّ الدعاة لوعْظِنا
قاموا عليه واسْكتوا صيحاتِه
فاستبدلوا لِهِباتِهِمْ بمثالبٍ
يتناوبون مع الجنونِ بضربِنا
يتبادلون بقمعِنا أدوارَهُمْ
فبقيت أبحث عن فمي بجيوبهم
وارتاح منهم قادة منقادة
والشاعر الخنذيذ منقادٌ إلى
مسْمومةٌ أفكارُهُ بخُرافةِ
لم يدْرِ والتاريخُ أصْدرَ حكمَهُ
فغدا الصلاحُ حديثَ أيِّ مُتاجرٍ
فالدينُ شاخَ وصارَ عارٍٍ فكرُهُ
محدودباً يمشي على أوجاعِهِ
وخلاصةُ الأقوالِ فكْرةُ كاذبِ
ما دامَ صارَتْ للثعالبِ دولةٌويُخطُّ في سِفرِ المَلا الإسْهابُ
فيضيعُ عنْدَ بنائِها الإعْرابُ
هذي وتلكَ وَتحْتفي الأطيابُ
حتّى يُعزّي الميِّتينَ غِيابُ
حتى يخلّدَهُم لدَيّ سِبابُ
مُذ راحَ يوقدُ نارَهُ الحطّابُ
لو صحّ أنْ يُدعى الهراءَ خطابُ
حتى تصوّبَ للصّدورِ حِرابُ
فنَّ التّحاصُصِ وامّحَتْ أصلابُ
ويطولُ في غرفاتِكمْ تنْعابُ
فغدا سيأخذُ حقَّهُ القِرضابُ
ويعودُ صوْتي يقتفيهِ إيابُ
وتناثرَتْ فوقَ البطاحِ رقابُ
هذي القبورُ وتُخلعُ الأعْتابُ
منها ستوقدُ جذوة وثقابُ
يا مَنْ بهم ستطوّحُ الأحقابُ
في ساحةِ الموْتى هنا أنصابُ
وبحربِنا وبجوعِنا نُصّابُ
وبدارِ أمريكا الدعاةِ قحابُ
لو جئْتَ تطلبُ فلسَهُ يرْتابُ
وارتاعَ منك وبالدّوارِ يُصابُ
فكأن ليس لديه فيه نِصابُ
ويباعُ في سوقِ الدعاةِ ترابُ
أمنٌ وكلُّ قرارِهم إقْلابُ
وتناهبَتْ أدوارَها الأحْبابُ
حتى تتيهَ بحالِها الألبابُ
شيئاً عليهِ الجائعونَ تُثابُ
والشيءُ واللاشيءُ والأسلابُ
غيرَ الفتاتِ ودمعةٌ تنْسابُ
عند الملاهي السادةُ الأقطابُ
باقي الرواتبِ لانتفَتْ أوْصابُ
وجرى لهم ممّا اشتهوْهُ لُعابُ
ترتاعُ منه مدائنٌ وقبابُ
مُذ عادََ في أرجائِها القصّابُ
وتدارستْه فجرِّدتْ أثوابُ
فحياتُهم كأسٌ يُدارُ وُعابُ
وبليلِ قاعاتِ الرّذائلِ غابوا
وسيوفُهم إمّا انبرَتْ أخْشابُ
وتنمَّرتْ في بابِِهمْ حُجّابُ
وجيوشُهم قمعيّةٌ وكِلابُ
وعلى العدوِّ دجاجةُ وغرابُ
لو أبْرقتْ لحدَتْ تجيشُ رِكابُ
فيها سيُشنقُ في الحياةِ طِلابُ
لو قصّروا من ذيلِهِ الجلبابُ
كرَماً لها وبها يُدافُ مَلابُ
وَتخدّروا سرّاً فهُمْ ألعابُ
بعْضاً فيسمو عندَهَمْ كذّابُ
ويُراوغونَ ويُعلنُ استذءآبُ
أو مارسوا تنويمَنا فأصابوا
من قولِهمْ واستؤنف استجوابُ
للواطِهم كي يُحدِثَ الإنجابُ
تجريدَنا واستؤصِلَتْ أعْصابُ
وتكالبَتْ في جرِّنا الأحزابُ
أطلالِنا وابتزّنا النّوّابُ
جمْعاً ويسْحقُ رأسَهمْ قبقابُ
ترجو الصّلاحَ تُداهَمُ الأبْوَابُ
واستهجنوه وسُمّيَ : الإرهابُ
واستعذبت تعذيبَنا الأعْرابُ
عَجَمُ البلادِ وَسيئتِ الآدابُ
ويدُوسُهم كفٌّ سَطا غَلابُ
ويد الخفير لسوطها إعطابُ
بقيودها والحاكمُ الوهّابُ
صُحفِ الولاةِ وفكرُهُ الوثّابُ
في عارِها تتكالبُ الأذنابُ
عَمّا افتراهُ وَحُوكِمَ النُّسّابُ
فيما يقولُ ليَعرفَ الطلابُ
مذ حدّثتْهُ لرأيِها الكُتّابُ
وتنامُ في عكّازِهِ الأتعابُ
جَحَدتْ وفيها زُيّفَتْ أسْبابُ
لُجِمَ الذئابُ وبُدِّلَتُ أنيابُ